كُتاب فلسطين في كنف السلطة..!

ليس على اجندتي الاهتمام بالاتحادات والنقابات الفلسطينية، ولا التدخل في شؤون السلطات السياسية في بلادي، لكن اثار انتباهي تصريحات تهدد باغلاق مقري اتحاد كتاب فلسطين في رام الله وغزة، لان السلطة الفلسطينية لم تف بالتزاماتها بدفع مبالغ للاتحاد.
عادة ما تخفي الاتحادات من هذا النوع،  وحتى عندما يكون لها علاقة بالسلطة في بلادها، مثل هذه العلاقة، ولكن في فلسطين، يبدو ان الامر غير ذلك.


قد يكون من البديهي الاشارة الى ان اي اتحاد او نقابة او حزب سياسي، يُمول من اعضائه، الذين يدافع عن مصالحهم، ولكن اية بديهيات تركتها لنا سنوات الفساد والافساد الثقافي.
اذكر في ثمانينات القرن الماضي، حضرت اجتماعا في مقر الملتقى الفكري بالقدس، لبحث تاسيس دائرة للكتاب فيه، كان الهدف البحث عن مظلة للكتاب في الاراضي المحتلة، واذكر ان البعض تشجع، واشاد بالملتقى الفكري الذي كان يراسه انذاك المهندس ابراهيم الدقاق، الذي كان متنبها لاي سيطرة محتملة لممثلي الاحزاب السياسية فيه.
واذكر بأن الشاعر علي الخليلي، المحسوب على وممثل حركة فتح، تحدث مشيدا بوجود جمعية فكرية لم تغزوها الاحزاب والفصائل. ولتنبه المهندس الدقاق لذلك.
واذكر من بين الحضور:  اسعد الاسعد، وغريب عسقلاني، وعادل سمارة، وجمال بنورة، وخليل توما، وصبحي شحروري، ومحمد البطراوي.
ونجحت دائرة الكتاب في الملتقى الفكري بتنظيم مهرجانين للادب (وربما اكثر) شارك فيهما ادباء من فلسطين الانتدابية، وصدرت المشاركات في كتب شهدت رواجا.
ولكن الامور لم تستمر كثيرا، فتاسس اتحاد للكتاب سرعان ما انقسم، حسب التقسيمات اليمينية واليسارية، والان فان الانقسام له طابع اخر، فحركة حماس اسست في غزة اتحادها الخاص للكتاب.
غريبة فلسطين، والاكثر غرابة كُتابها، انا اعرف بان السياسيين، حرقوا كل الخطوط الحمر والصفر والخضر، وللاسف، هكذا فعل ويفعل كتاب فلسطين..!