أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 29 مارس 2011

عن الدكتور احمد العلمي

التقيت الدكتور احمد العلمي، في اريحا، واهداني كتابه الاخير، بعد اربعين كتابا تاليفا وترجمة وتصنيفا، طبع العلمي كتابه على حسابه، هشاشة، وتخلف، وحزبية الواقع الثقافي الفلسطيني لا تحتمل.
قبل عدة سنوات، اصدر الدكتور احمد العلمي مجلد (قاموس ايلياء)، عن مدينته التي يعشقها القدس، وكان يرغب، كما يقول ان يكون اخر مؤلفاته، ولكن العمر امتد به ليصدر كتابه (خواطر). وفيه يطرح فكرته عن الدولة العالمية.
ورغم ان العلمي، كاتب ومؤرخ معروف، اصدر نحو اربعين كتابا، الا انه يجد صعوبة في ايجاد جهة تتبنى، اعماله، فطبع كتابه (خواطر) مثلما فعل مع كتبه التي صدرت في السنوات الاخيرة على حسابه. وهو ما يؤشر الى حالة ثقافية مازومة في فلسطين.
ويعتبر الكتاب، كما قال لمراسلنا، خلاصة مسيرته الحياتية، ويضم خلاصة لمختلف الأديان والعقائد السائدة في العالم، كما فهمها العلمي، حيث استعرض قواعدها بناء على نصوصها الصريحة. ودونها على شكل خواطر في كتاب، صدر في 155 صفحة من القطع المتوسط.
وكتب العلمي في مقدمة الكتاب: "أنا لست فيلسوفا أو رجل دين وإن كانت الفلسفة وما زالت تثير اهتمامي. فهذه بعض الخواطر التي راودتني خلال مسيرتي في الحياة. وكنت أود ان يكون كتابي قاموس ايلياء آخر ما ينتج عني إلا ان العمر امتد بي فارتأيت أن أدون هذه الخواطر في كتاب".
يدور الفصل الاول حول الديانة اليهودية، ونشاتها ومعتقداتها، ثم عن القصص التي وردت في التوراة، ويبحث الفصل الثاني في نشأة، وتطور، ومعتقدات المسيحية، وابرز ما جاء في الاناجيل.
ويناقش العلمي، في الفصول الاخرى: الكونفوشيوسية، والهندوسية، والبوذية، ويخصص فصلا للبحث في مسالة الخلق، مع لمحة موجزة جدا لآراء الفلاسفة، وفصلا اخر للبحث في مفهوم الدولة، واراء الفلاسفة حولها، وتطورها عبر التاريخ.
ولا يرى العلمي، ان الديمقراطية، كما يرى البعض، الحل الامثل للمجتمعات: "فالله لم يخلق الناس، سواسية، سواء من ناحية الكمال الجسماني، او القدرة العقلية، فهناك تفاوت كبير في الصحة الجسمانية بين الافراد كما ان هناك تفاوتا كبيرا في القدرة العقلية بينهم، فليس من المعقول ان يعطى كل فرد صوتا واحدا في الانتخابات بينما هناك تفاوت في المجتمع".
ويرى الحل لمشكلات البشرية في اقامة دولة عالمية: "تريح البشر من شرور الحرب والنزاعات بين الدول، ويسود السلام، والامن العام، وتنتهي هيمنة شعوب على شعوب اخرى".
ويضيف: "يجب التأكيد على ان تكون سلطة القضاء هي السلطة العليا في العالم. اذ يجب محاسبة الاشخاص، وعلى راسهم السياسيين على جميع انواع الفساد الذي يمكن ان ينتشر بينهم، وهكذا يستطيع العالم، ان يعيش بأمان، وطمأنينة، وان ينتبه الى ادراك الكون والخلق، ولكن يبدو ان هذا لن يتحقق قبل مرور مئتي او ثلاثمائة عام على الاقل".
وفي لفتة لرفيقة دربه، سميرة المهتدي، التي ترافقه، في حضوره للنشاطات الثقافية، قدم لها شكرا، لأنها صفت نصوص لكتاب على الكمبيوتر.
وقال العلمي، الذي وضع وترجم وصنف نحو اربعين مؤلفا، بانه طبع كتابه على حسابه الشخصي، مثلما فعل مع كتبه الاخيرة، مشيرا الى عدم وجود جهات تدعم الكتاب والمؤرخين.
ولد العلمي في القدس عام 1939م وتعلم في المدارس الابتدائية الحكومية، ثم في مدرسة المطران. وبعد ان تخرج فيها عام 1955 انتظم في الجامعة الامريكية في بيروت ليتعلم العلوم لمدة عامين، ثم غادرها ليلتحق بكلية الطب في جامعة عين شمس بالقاهرة.
التحق بعد ذلك بالجيش الاردني وحضر معارك 1967 و 1968 ثم سافر الى بريطانيا عام 1969 ليتخصص في طب العيون.
وعاد بعد ذلك الى القدس ليعمل مديرا لمكتبة كلية الدعوة واصول الدين ثم حصل على شهادة الماجستير في الإدارة والتجارة من جامعة Canadian business school ثم عمل مديرا للمطبوعات في جامعة القدس، حصل على شهادة الماجستير في الدراسات الاسلامية من جامعة القدس ثم عمل  رئيسا لقسم الترجمة فيها. والى جانب لغته الأصلية فقد تعلم الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والعبرية.
ويحرص العلمي، على المشاركة في النشاطات الثقافية، وهمه كما يقول، ان تتابع الاجيال الجديدة من الباحثين، دربه التي قطعها في الكتابة عن ومن اجل القدس والقضية الفلسطينية.

هناك تعليق واحد:

  1. Do you mind if I quote a few of your posts
    as long as I provide credit and sources back to your blog?

    My blog site is in the exact same area of interest as yours and my users would genuinely benefit from a lot of the information
    you provide here. Please let me know if this alright with you.
    Many thanks!
    My blog ... transfer news central facebook

    ردحذف