مسجد بحر يافا

قبل الانتفاضة الاخيرة، وما اكثر الانتفاضات في فلسطين، بين انتفاضة انتفاضة، وكلها لا تؤتي نصرا.
المهم، قبل انتفاضة الاقصى، كنت بدات مع تحسين يقين، مشروعا ثنائيا طموحا، لاكتشاف فلسطين، وصلنا الى يافا، وبعد ان قضينا وقتا في العجمي، والتقينا ممثلة مسرحية او مخرجة، وناديا الحلو، التي اصبحت عضوة في الكنيست لاحقا، واخريات، تغدينا في مطعم ابو العافية، وهناك كانت السيدة ريموندا الطويل، مع ضيوف، وبرفقتها رياض، دينمو مجلة العودة، التي تراسها حماة الرئيس الراحل، التي كنت اعمل فيها.
خرجنا من المطعم، بعد وجبة سمك معتبرة، وسلكنا طريقنا الى مسجد البحر، الذي نجحت الحركة الاسلامية انذاك في ترميمه، بتبرعات من تجار القدس.
مسجد البحر، من اجمل المساجد، ليس معماريا، ولكن لموقعه، على بحر يافا، فالبحارة، والزوار، والرحالة واهالي يافا، عندما كان يصلون فيه، يسمع الواحد منهم امواج البحر المتلاطمة. ويا له من لقاء بين البر والبحر والسماء..!
بعد خروجنا من المسجد، سرنا بمحاذاة الشاطيء، الى تل ابيب، هذا الكورنيش، من انظف ما يمكن ان يراه المرء، حتى وصلنا مسجد حسن بيك.
بين المسجدين، تغيرت الجغرافيا، ويمكن  ايضا التاريخ لا اعرف.
مناسبة الحديث بيان وصلني من محمود ابو عطا، عن اعمال ترميم في المسجد بتمويل من مؤسسة تركية، تحية للرفاق الاتراك، الطموحين.

باشرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" مطلع الأسبوع بتنفيذ أعمال ترميم واسعة في مسجد البحر في يافا،  حيث عهدت العمل الى مقاولين ومهنيين مختصين بأعمال الترميم الأثري، بإشراف  كامل من "مؤسسة الأقصى" ، حيث سيشمل الترميم المحافظة على النمط العثماني لبناء المسجد ، علماً أن " جمعية ميراثنا " التركية هي التي تدعم مشروع الترميمات بتكلفة 230 ألف شيقل جديد، ضمن سلسلة من المساجد العثمانية والأثرية التي تتبناها جمعية ميراثنا التركية ، للمحافظة على التراث العثماني الإسلامي في بيت المقدس وأكنافه.