أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 27 أبريل 2011

أسيرات فلسطين أسيرات عُقد المجتمع الجنسية..!

دردشت اليوم مع الزميلة سهير فراج، التي عملت طوال 10 اشهر، مع اسيرات محررات من سجون الاحتلال، وادركت كم الكذب الموجود في المجتمع الفلسطيني.
الاسيرات، رغم كل الكلام الكبير والخطابات الفارغة، فانهن يعانين من نظرة دونية لهن من قبل المجتمع، وكانهن ارتكبن جريمة بمشاركتهن في النضال الوطني.
هن ضحية العقد الاجتماعية لدى هذا المجتمع، ويعانين من مشاكل عنوسة فقط بسبب كونهن اسيرات، ويعانين ايضا بسبب الانقسام السياسي، وروت لي احداهن حكايتها، في هذا الجانب ثم طلبت مني عدم النشر، وهي ترتعد خوفا.
وخوف هذه الاسيرة ليس نابعا من الاحتلال، ولكن من ذوي القربى.
شيء مؤلم فعلا، ترى أي درجة سياخذها المجتمع الفلسطيني وقواه التافهة، على سلم الانحطاط؟
اليكم واليكن، هذا التقرير الذي كتبته:
تتعرض المرأة الفلسطينية الاسيرة، الى الظلم مرتين، وربما اكثر، كما تقول سهير فراج، مديرة جمعية تنمية واعلام المرأة (تام)، التي احتفلت اليوم الاربعاء، بانتهاء مشروع (بدي احكي)، الذي هدف بشكل رئيس الى تحسين الظروف الاقتصادية، والاجتماعية والنفسية لمجموعة من النساء الفلسطينيات اللواتي تعرضن لتجربة اعتقال على أيدي الاحتلال الاسرائيلي.


وقالت فراج: "الاسيرات يُظلمن مرتين، مرة من قبل الاحتلال الذي انتهك حريتهن ومارس عليهن كل وسائل القمع والظلم، ومرة بعد الخروج من السجن، حيث واجهن ظلم اخر من المجتمع الذي ضحين من اجله، حيث يسلب الفتاة التي تعرضت لتجربة اعتقال الحق في العيش كبقية الفتيات، ويصدر عليها احكاما اكثر قسوة من الحكم الذي امضته، خلف القضبان، فحكم المجتمع لا ينتهي بمرور السنين، فهو صورة تحفر في اذهان البشر، والكثير يقول من الصعب تغييرها لكننا نقول علينا تغييرها، فلنحترم انسانيتهن، واحتياجاتهن، ونعمل على مساعدتهن، ومساندتهن، ليكن دائما منارة في طريق اجيالنا".
واضافت فراج: "معاناة الاسيرات في السجون لا تقتصر على القمع الاسرائيلي، ولكن ايضا تعاني الاسيرات من الفصائلية، وخلال الفترة الماضية عملنا مع 14 اسيرة، من الخليل وبيت لحم، لكي يتغلبن على مصاعبهن والاندماج من جديد في المجتمع بعيدا عن الفصائلية والحزبية، التي عانين منها خلال وجودهن في السجون".
وردا على سؤال حول مدى تأثير الفصائلية على الحياة الداخلية للأسيرات قالت فراج: "الاسيرات يتعرضن لاضطهاد من بعضهن البعض، على خلفية الاختلاف الفصائلي والسياسي، واظن ان ذلك يحدث ايضا بين الاسرى الشباب، وهذا يشكل ألم كبير في نفوسهن".
وتضيف فراج، بان الفصائلية، تزيد حدتها في السجون، خصوصا نتيجة الانقسام، بدلا من ان تتراجع، وتنتهي.
وتؤكد فراج بان: "مشاكل الاسيرات ليست فقط من الاسر، ولكنها مشاكل لها اساس اجتماعي، تبدأ من الاسرة، والمجتمع، وتستمر في الاسر، وتتعمق بعد الخروج، نتيجة النظرة الاجتماعية".
وحول هذه النظرة الاجتماعية تقول فراج: "يبدا التفكير لدى افراد المجتمع، بانه تم الاعتداء على الاسيرة جنسيا، وتُطرح اسئلة لماذا هي اصلا تم سجنها؟ وماذا حدث معها خلال فترة السجن؟، هل تعرضت لتحرش من قبل جنود الاحتلال؟ وكثير من الاسيرات يعانين من مشكلة عدم الزواج، بسبب مثل هذه النظرة الاجتماعية الظالمة".
وردا على سؤال، حول اذا ما وقع فعلا اعتداء جنسي على الاسيرة، من قبل المحققين والسجانين، فهل المجتمع يتفهم ذلك؟، اجابت فراج: "لا، المجتمع لا يتفهم ذلك، بل ان المجتمع يحاكم الاسيرة كمعتدى عليها جنسيا، رغم انها في الواقع لم يتم الاعتداء عليها، فكيف الحال لوّ تعرضت للاعتداء فعلا".
وحول ما يتوجب عمله لمواجهة ما تصفها فراج النظرة المجتمعية السلبية للأسيرات، تقول: "اعتقد انه على الفصائل السياسية ان تلعب دورا في هذا الجانب، رغم ان دورها الان مغيب، وكذلك على الجيل الشاب الجيل الجديد الذي عليه ان يتفهم، انه اذا تعرض الاسير الشاب للاعتقال، ايضا الاسيرة تتعرض للاعتقال، واخاطب كل شاب: انظر للأسيرة كما تنظر لنفسك".
وتضيف: "المطلوب من الفصائل السياسية بدلا من تعميق التعصب الفصائلي، عليها العمل على التوعية والثقافة، لقد غيبت هذه الفصائل دورها الايجابي المفترض، واصبحت تلعب دورا سيئا".
وتحدثت فراج، عن مشاكل تعرضت لها بعض الاسيرات، بسبب انتمائهن السياسي، واعطت مثلا لاسيرة محررة رفضت الاجهزة الامنية منحها ترخيصا لمركز ثقافي، ورغم تدخل وزير الاسرى، الا ان المنع ظل قائما.
وتقول فراج: "تعاني بعض الاسيرات المحررات من الرفض الامني، وهذا يحزننا كثيرا، لان اسيرات محررات يأتيهن رفض امني،  بناء على توجهن السياسي".
وحول التدريب الذي نفذه البرنامج تقول فراج: "التدريب اسمه الفيديو بالمشاركة، وهو اداة لتأهيل نفسي وتأهيل مهني للأسيرات، وتم تدريبهن على الاخراج والمونتاج، وانتتجن عدة افلام، وتمكن من الخروج من اثار الصدمات، والاشكاليات التي واجهنها".
واستفادت من التدريب اسيرات تراوحت احكامهن ما بين 3 اشهر الى سبع سنوات. وتعتقد فراج ان: "الفن لعب دورا اساسيا في العلاج، وهو علاج بطريقة غير مباشرة، نحن لا نقول للأسيرة المتدربة بانه عندها مشكلة ونريد ان نحلها".
واستمر التدريب عشرة اشهر، على مهارات وتقنيات صناعة الافلام، يرافقه الدعم النفسي، سواء الجماعي، او الفردي، ونتج عن ذلك انتاج اربعة افلام، عكست تجارب الاسيرات. وهذه الافلام هي:
*فيلم (بدنا نحكي): يعبر عن تفاصيل وحياة الاسيرات اثناء وخلال وبعد مرحلة الاعتقال،  وتطرق لمشاكل تعاني منها الاسيرات في السجن وخارجه.
*فيلم (فراشات زعترية): يعبر عن تجارب اعتقالية لزهرات او فراشات لم يتعدين الخامسة عشرة من العمر، كن في سن الحلم والدلال والالوان الزاهية، لتتحول احلامهن الى كوابيس ودلالهن الى قسوة والوانهن الى سواد.
*فيلم (نعم نستطيع): يحكي هذا الفيلم عن قصتي نجاح لسيدتين، كوكب سمارة التي قررت ان تكون اول مدربة على قيادة السيارات في منطقة الخليل، وناريمان السلامين التي قررت بعد خروجها من المعتقل ان تنشيء مشروعا اقتصاديا خاصا بها لتربي من خلاله ابناءها باستقلالية تامة كونها منفصلة عن زوجها.
*فيلم (إرث اخر): يحكي الفيلم عن معاناة زوجات الشهداء اللواتي يتم التعامل معهن كجزء من إرث تتناقله العائلة، ويتم وضعهن امام الخيار الصعب اما الزواج، من الشقيق وبالتالي البقاء في الاسرى ورعاية الابناء واما العودة لبيت العائلة وترك الابناء وكل متعلقات الزوج، وكأنها مجرد مربية مؤقتة ينتهي دورها بانتهاء مشغلها.

هناك تعليق واحد:

  1. I am not positive where you are getting your information, however good topic.

    I needs to spend a while finding out more or working out more.

    Thank you for fantastic information I used to be looking for this info
    for my mission.
    Also visit my website - football news premier

    ردحذف