أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 16 أبريل 2011

قاسم أبو عكر.. أول شهداء المسكوبية

يوم الاربعاء الماضي، أصر الصديق خالد ابو عكر، ان نتغدى سويا، بعد ان اكتشفنا، ان الايام تكر دون ان نجد وقتا لنجلس ونحكي وننم على الاصدقاء، انطلقنا الى مطعم ابو عوني في رام الله القديمة، ومعنا الصديق احمد صيام.
كانت احدى الجلسات القليلة التي تحدث فيها خالد، الذي احسده على عزوبيته، عن والده الشهيد قاسم ابو عكر، اول الشهداء في معتقل المسكوبية الرهيب.
قال انه يفكر في الزواج على الاقل ليحفظ اسم والده. طوال سنوات لم يجعل خالد من قضية والده البطل، مناسبة للحديث او لصناعة بطولات، وكنت اكبر فيه ذلك دائما.
الصديق العزيز الصحافي المبدع، جميل ضبابات اعد تقريرا عن قاسم ابو عكر، وسرني انه اخذ راي:
القدس 16-4-2011 وفا- جميل ضبابات

كان المقدسي قاسم أبو عكر في الثلاثين في عمره عندما نقل إلى سجن المسكوبية، وتوقفت حياته عند ذلك العمر.. استشهد الرجل وسجل اسمه أول ضحية في هذا السجن الذي يقع ضمن أملاك كان يملكها الاتحاد السوفيتي حينها، وبات أحد مراكز ذاكرة الأسر عند الفلسطينيين.

'أراد المحققون الإسرائيليون انتزاع اعتراف من عضو الخلية التي عملت ضد إسرائيل لدرجة القتل، لكنهم قتلوه قبل معرفة 'شيفرة الخلية' قال نجله خالد الذي كان عمره في ذلك الوقت لا يتجاوز السنوات الأربع.

وشهد سجن المسكوبية في القدس، أول حالة استشهاد في صفوف الحركة الأسيرة في القدس، ومنذ الثالث والعشرين من آذار عام 1969 ليلة مصرع أبو عكر على يد جلاديه وصل عدد الشهداء الأسرى إلى 202 شهيد حسب تقارير رسمية.

ويحيي الفلسطينيون في السابع عشر من كل عام، ذكرى يوم الأسير منذ العام 1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي

اعتقل أبو عكر ضمن خلية كان تعمل ضد الاحتلال، كان الرجل يملك شفرة الخلية، وتعرض لضغوط وتعذيب شديدين لمدة ثلاثة أسابيع.. 'كلها كانت تحقيق 'قال خالد الذي لم يتذكر إلا شظايا صور لوالد بعد 42 سنة من غيابه الأبدي، لكن الغياب بحد ذاته لم يطو ملف القضية الوجداني عند الفلسطينيين.

فإسرائيل التي أغلقت ملف الشهيد آنذاك ودفعت بأسباب كثيرة لتبرير وفاته كانت 'معنية بإغلاق الملف لأنها الحالة الأولى في القدس(...) لم تكن قضية وفاته عادية' قال خالد.

كان أبو عكر عضوا في حركة فتح، ونشط في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يقمع بشدة لاستئصال شأفة المقاومة.

وكان كل من تلقى عليه هذه التهمة في القدس والمدن القريبة منها مثل ينقل إلى سجن المسكوبية. والسجن هو مجمع روسي ضخم خارج أسوار البلدة القديمة في القدس، حوّله الانتداب البريطاني إلى سجن، ثم الاحتلال الإسرائيلي إلى معتقل.

المسكوبية التي قتل فيها بعد أبو عكر كثيرون، دخلوا إحياء وخرجوا إلى القبور، وذاته الرجل نقل بعد وفاته إلى التشريح، وبعدها إلى المقبرة ليلا على عجل، للتستر على الجريمة.

حتى دفن أبو عكر ليلا ومحاولة التستر على قتله، لم تمر بسهولة.. كان اوري افنيري، ناشط السلام اليهودي عضوا في الكنيست الإسرائيلي آنذاك، وطالب بالتحقيق في هذه القضية.

إسرائيل من جهتها، دفعت بعدة روايات لتبرير موت الرجل، قالت مرة إن السيارة التي كانت تنقله إلى السجن تعرضت لحادث سير، ومرة انه كان مصابا بفشل كلوي، ووصل الأمر إلى تبريرها للوفاة أنه انتحر برمي نفسه من فوق سطح سجنه.

'كانوا يريدون طمر القضية. يريدون تغطية الموضوع' قال خالد. لكن الشاب يقول إن والده الذي نقل إلى مستشفى 'تشعاري تصيدق' وصل إلى هناك جثة هامدة على خلاف كل روايات الاحتلال، وإن شهودا قالوا إن آثار التعذيب واضحة على جسده.

كرر الوصف ذاته الرجل الأخير الذي شاهد جسد أبو عكر قبل دفنه: 'إنه الرجل الذي احضر لتغسيله، كما ينقل خالد عن كتاب الأسير عبد العليم دعنا حول شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في السجون الإسرائيلية'.

وقضية الأسرى التي تمثل واحدة من أهم القضايا التي تتصدر اهتمام الفلسطينيين، هي أيضا واحدة من قضايا الحل النهائي في إي مفاوضات تفضي إلى اتفاقية سلام دائمة بين إسرائيل وفلسطين.

وتقول إحصاءات رسمية أن نحو ربع الشعب الفلسطيني (750 ألف مواطن فلسطيني) تعرضوا للاعتقال منذ العام 1967 على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وثمة ألاف موجودون في 17 سجنا ومعتقلا إسرائيليا ممتدة من شمال فلسطين التاريخية حتى صحراء النقب.. لكن المسكوبية يبقى علامة فارقة.

المسكوبية السجن الذي يشكل هاجسا يوميا لـ'خالد أبو عكر': كلما أمر من هناك أتذكر والدي الذي سجن واستشهد هنا.. هذا السجن كان في فترة من الفترات مسلخا للمعتقلين(..) اسم المسكوبية يرعب الناس'.

والسجن ذاته سجل 'فصول من رواية العذاب الفلسطيني' وهي رواية جديدة للأديب أسامة العيسه الذي سجن فيه ثلاث مرات. وكان ذاته شاهدا على عمليات التنكيل والقتل التي شهدها الزنازين.

كان العيسة الذي وثق في روايته البعد الإنساني لقضية الأسرى يسمع صراخ وانين أحد الذين قتلوا في المسكوبية أثناء وجوده هناك.

ويروي العيسة: 'كان الأسير غسان اللحام عائدا عبر الجسر إلى مخيم عايدة عندما اعتقل واقتيد إلى المسكوبية(..) كان يصرخ واستشهد بعد شهرين من اعتقاله'.

ويضيف: 'المسكوبية مسلخ حقيقي. تجربة مريعة هذا السجن. لقد قتل خالد أبو دية في أول يوم من اعتقاله على أيدي الشرطة الإسرائيلية(..) كان ذلك في أواسط التسعينيات'.

ـــ

ج.ض/ م.ب
http://www.wafa.ps/arabic/index.php?action=detail&id=103187

هناك 3 تعليقات:

  1. 2alh yr7amoo ya rab

    ردحذف
  2. Spot on with this write-up, I seriously think this amazing site needs far more attention.
    I'll probably be returning to read more, thanks for the advice!
    Stop by my website manchester united transfer news for 2013

    ردحذف
  3. Excellent blog yοu have here but I was ωanting to κnow if уou knew of аny
    user dіsсussion forums that cover thе ѕame tоpіcs
    discuѕsed here? I'd really love to be a part of community where I can get advice from other experienced individuals that share the same interest. If you have any recommendations, please let me know. Thank you!

    My blog: houston garden centers jobs

    ردحذف