أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 14 أبريل 2011

حنان الشيخ لا تكذب ولا تتجمل


في روايتها (حكايتي شرح يطول) لا تكذب حنان الشيخ ولا تتجمل، مثلما يفعل على الاقل معظم الكتاب الفلسطينيين، حيث الاباء والامهات والاسرى والسياسيين والشعراء والعشيقات، ملائكة يدبون على الارض، وبعضهم، كمحمود درويش، يصورون كالهة.
ما لفت انتباهي في الرواية، بالاضافة الى اشياء كثيرة، الشبه الكبير مع البيئة الفلسطينية، خصوصا المفردات والتسميات، فلسطين ولبنان ابتليتا بنخب سياسية مجرمة، من لبنان تُسمع اصوات ابداعية عديدة، مثل حنان الشيخ، تحلق خارج السرب، اما في (زفت الطين)، فالادباء جزء من القطيع.
بعد اكثر من خمس سنوات، على صدورها بالعربية، تُرجمت رواية الكاتبة اللبنانية حنان الشيخ (حكايتي شرح يطول) الى الفرنسية، مع اختلاف قد يبدو جوهريًا، عن الطبعة العربية، فالرواية، التي تعتبر سيرة ذاتية لوالدة المؤلفة (كاملة)، خلت من الاسماء الصريحة لأبطالها، في حين سيتمكن قراء الرواية بالفرنسية، من معرفة الاسماء، بينما فضول القراء العرب المهتمين فسيبقى معلقا في الهواء، حتى إشعار اخر.

عُرفت حنان الشيخ، بجرأة كتاباتها، منذ صدور رواياتها الاولى (حكاية زهرة)، و(مسك الغزال)، فحجزت لها مبكرا مقعدا، في قائمة الروايات العربية، التي تطبع اكثر من مرة.

ولكن رواية (حكايتي شرح يطول)، تبدو استثنائية في مسيرتها الروائية، وان كانت لا تخلو من الصفات العامة في اغلب ابداعها، فحنان الشيخ، تبرم عقدا مع القاريء منذ البداية، بانها تكتب سيرة والدتها (كاملة) كما جاء على غلاف الرواية الخلفي، واكثر من ذلك فإنها تقدم اوراق اعتمادها للقاريء ليختبر مدى جراتها، وهي تتحدث عن والدتها هذه المرة، فالتعريف بالرواية على الغلاف الخلفي لم يخلو من فخر: "تكمل حنان الشيخ في، حكايتي شرح يطول، مسيرتها الادبية الشاهدة، المحرضة والكاشفة لمجتمعنا. تدخل كالأشعة السينية في ظلام انفسنا وتقاليدنا وحقيقتنا المرَّة بكل إصرار ومثابرة، غير مبالية ان كان هذا البوح-الذي لا مكان له سوى الصدق-سيسبب الحرج والاستنكار".

تلتزم حنان الشيخ بالعقد غير المكتوب مع القاريء، وتقدم صورة مختلفة للام، غير تلك التي تظهر في اغلب الاعمال الابداعية العربية، حيث يرى العربي، عادة، امه افضل ام، ودينه افضل دين، ووجهة نظره هي الحقيقة المطلقة.

تحاول حنان الشيخ، تقديم سيرة ذاتية لامها، للطفلة الصغيرة، ابنة النبطية، التي تعاني، من طفولة ممزقة، وتلجا مع امها الى بيروت، ليتم تزويجها لزوج شقيقتها، بعد وفاة الاخيرة، وتنجب وهي لم تبلغ الرابعة عشر من عمرها.

(كاملة) والدة حنان، الامية، ولكن الذكية، تبدو مقبلة على الحياة، محبة للسينما، ولدور اللهو في بيروت، تساهم الافلام المصرية، في صناعة وجدانها، كما فعلت بأجيال متتالية من العرب، وترتبط بعلاقة حب، مع شاب، وتتوثق العلاقة، خلال زواجها، وتتحول الى علاقة جامحة، وتكتب حنان الشيخ بجرأة عن هذه العلاقة، وقد لا يعرف القاريء، ابدا، اذا كانت حنان نفسها ثمرة هذا العشق المحموم، ام ثمرة زواج امها التقليدي القهري.

اصرار كاملة وعشيقها، يتوج بزواج، ولكن علاقة الحب الاسطورية، هذه، تنتهي بمقتل الحبيب، في حادث سير.

يسجل لحنان الشيخ، انها كانت صادقة مع نفسها، ومع قارئها، فأبدعت أدبًا، لا يقل اهمية، عن الابداعات العالمية.

ويبدو أن مياها كثيرة، جرت في نهر حياة الكاتبة، بين صدور الرواية بالعربية، وبالفرنسية، جعلتها تكون اكثر صراحة، وتذكر الاسماء الحقيقية.

وفي لقاء صحافي قالت حنان الشيخ، أن روايتها تسرد قصة والدتها التي ناضلت من أجل الحصول على حريتها والدفاع عن أقل حقوقها، وهي اختيار مَن تحب، وان مجرد كتابتها الأسماء كاملة في الطبعة الفرنسية، فهذا يعني أن العائلة قبلت بذلك.

هناك تعليق واحد:

  1. Hi there Dear, are you truly visiting this web page on
    a regular basis, if so after that you will absolutely obtain fastidious experience.
    Feel free to surf my weblog : transfer news arsenal 2013

    ردحذف