قبل سنوات طويلة،
ذهبت مع شهيد الأرض، عبد الفتاح عبد ربه، إلى زيتونة البدوي، التي يُعتقد بأنها
أقدم شجرة زيتون في العالم، مسلحين بالحبال وأدوات قياس بغية التوثيق، وقادني عبد
الفتاح إلى عدد من حفظة الحكايات في قرية الولجة، ومن بينهم قريبته نعمة أبو شيخة،
التي روت ما تعرفه عن أساطير الشجرة التي يقدر عمرها بنحو 3 آلاف عام.
يعود الفضل للإعلان
عن الشجرة للمهندس نادي فراج، وبعد جمع الحكايات نشرت تقريرًا عن الشجرة، أملت أن
يكون فاتحة لثروة معرفية عنها، ولكن ما حدث، انه اقتبس كليًا وجزئيًا في تقارير
صحافية عديدة، وقبل أشهر اشتريت كتابًا من باحثة دعمًا لها، وفوجئت بأنها سطت على
كامل التقرير، وجعلته فصلا في كتابها، بما فيه من "معلومات" تبين لي
لاحقًا إنها غير صحيحة، ومما سطت عليه ما أوردته على لسان السيدة نعمة التي وري
جثمانها اليوم ثرى الولجة، التي احتلها المحتلون مرتين، مرة على الخرائط في فندق
الوردة البيضاء، كحالة المثلث، ومرة بدون خرائط وبدون قتال.
نعمة أبو شيخة (أم
خالد) مثال لمن صمد في الولجة ولمن امتلك الوطن بالروايات، الوطن ليس سوى رواياتنا
عنه.
الوطن خارج الروايات،
ليس وطنًا، وإنما أرض يتداولها المنتصرون.!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق