أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 2 فبراير 2017

شخاذة بير نبالا..!







لسبب لا نعرفه، زعل الرفيق الأعلى ماركس من المتسولات (والمتسولين) فحشرهن في الدَّرَكة السفلى من الدِّين الطبقي مع الحرامية والسرسرية والأوباش، ولعنها: البروليتاريا الرثة.

ويتضح الآن، مع ظهور شحاذة بير نبالا، قصور الرفيق ماركس، وعدم تنبؤه بعجلة الإنتاج الأُوسلوي، التي ستضرب فلسطين، في مرحلة حساسة من عمرها الطويل الحساس.
فشلت محاولات رفيق آخر هو فرانز فانون في جعل حركات التحرر تأخذ بالاعتبار هذه الرثة، فوصمة معجز كارل لها دونها جمود عقائدي ما بعده جمود.
في تجربة بناء بيروقراطية تحت احتلال قاس وإحلالي وعشرات الصفات الوسخة العالقة به، كيف يمكن لماركس أن يصنف المتسولات؟ وكيف سيصف شحاذة بير نبالا المنكوبة التي خسرت في نطة واحدة فقط للحرامية ٢٠٠ ألف دولار وعليهن ١٠٠٠ دينار أردني. فالتنويع في العملات هو تدريب على وعي جنيني بجعل النقود في سلال مختلفة.
في ظل عدم وجود اقتصاد أصلاً، أو اقتصاد متخلف وملحق لدولة الاحتلال، ستكون شحاذة بير نبالا، ليست إلا واحدة تنتمي الى دَرَكَات نظام هش أساسه أصلاً التسول، من مدير النظام، إلى أعضاء المركزيات والمكاتب السياسية والأمناء، الذي يمكن للواحد منهم أن يعمل متسولاً لدى شركة اتصالات مقابل سيارة، إلى الدَّرَك الأسْفَل، الكل شاغله البحث عن تمويل، وتصبح فيه مواعيد صرف الرواتب مثلاً، أهم خبر عاجل.
حال شحاذة بير نبالا، من حال بير نبالا نفسها، التي في مرحلتها الأسلوية، تلعب دورًا وظيفيًا من قرية معتبرة في شمال غرب مدينة القدس، إلى قرية محاصرة بالجدران، مفصولة عن مركز المحافظة القدس، يمكن أن توفر سكنًا أرخص لبروليتاريا رام الله من عمّال الشمال المشتعل "التايلندين"-حسب تسمية دركة أعلى عنصرية وتسولية من الشخاذين-، وتشكل ملجأ لبروليتاريا الشيكات والقروض المطاردين، ضحايا سياسة حكومات الدكتور فياض محتكرة الشحاذة الرسمية.
في يومٍ ما سيقال، بأن الفلسطينيين، في شهرهم الأول، من سنة 2017م، تندروا على شحاذة بير نبالا، التي تعيش في منزل مهدم، لزوم التمويه. في الواقع، كانوا بحاجة للتندر، في هذا الوقت، أكثر من أي وقت مضى. عندما يكون التندر جمعيًا، هو حاجة للنظر إلى الذات، وتحسس كم هي خربة..! عندها قد يتبين أن أخر ما يثير التندر: شحاذة بير نبالا، التي وجدت نفسها، عارية مكشوفة، لا بواكي لها، فرأى النَّاس، عريهم في عريها..!
**
الصورة: شحاذة باب العمود تتناول فطورها الرمضاني 10-6-2016م، وتستعد لاستكمال عملها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق