أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 17 يوليو 2015

الزغاريد الفلسطينية فن وتاريخ وهوية



يسعى الباحثان معتصم عديلة وحسين الدراويش، إلى تقديم دراسة شاملة عن الزغاريد الفلسطينية، في كتابهما الصادر عن ديار للنشر في بيت لحم بعنوان (فن الزغاريد الشعبية في الأعراس الفلسطينية: دراسة أثنوميوسيكولوجية بلاغية).

واعتبر رئيس مجموعة ديار الدكتور متري الراهب، الكتاب الذي أعده الدكتوران عديلة والدراويش، بانه دراسة أثنوميوسيكولوجية بلاغية هي الأولى من نوعها في المنطقة.

وكتب الباحثان عن الهدف من الدراسة: "ان فن كل أمة وكل شعب هو حياتها، وهو أغلى ما نملك: لان هذا الفن يحمل في طياته قيم هذه الأمة، وهذه القيم تحافظ على تماسك المجتمع وبقائه، وتميز شخصيته".

ولاحظ الباحثان ان أبرز الظواهر الدينية في فن الزغاريد الفلسطينية في الجانب الديني الإسلامي: حُب الله، وطاعته وتوحيده، وحُب الرسول، في حين ان نفس الأمر في الجانب المسيحي، يتعلق باعتزاز المسيحيين بقوتهم، والتماس البركة، وحمد الله، واحترام رجال الدين، وتعميم الخطاب للشباب المسلمين والمسيحين معا، والمزج بين الفرح والانتماء الوطني والديني.

ويورد الباحثان العديد من الزغاريد، التي جمعوها عبر بحث ميداني، من أفواه السيدات، لتدعيم ما توصلا إليه من نتائج في الدراسة الهامة.

ومن أبرز الظواهر اللغوية في فن الزغاريد الفلسطينية، حسب الباحثين: ظاهرة التشبيه، أمّا العوالم التي استمدت منها الزغرودة تشبيهاتها فهي: الأشجار، والفواكه، والخضار، والحيوانات، والطيور، والزواحف، والشموس، والنجوم، والرياحين، والملبوسات، والمعادن النفيسة، وعالم الملوك والسلاطين، والمال، والقلاع والجبال والمرتفعات، وعالم الأنوار والشموع.

وليس أدل من هذا على الترابط الوثيق بين الانسان الفلسطيني وبيئته، وطبيعته، وحجارته، وحقوله، وتراثه الذي راكمه طوال قرون.

ومن الفصول المهمة في الكتاب، ما يتعلق بدراسة الزغاريد من ناحية موسيقية، حيث يرى الباحثان: "ان الظواهر الموسيقية التي يتميز بها قالب الزغرودة تظهر مدى بساطة هذا القالب من الجانب الموسيقي إلا ان هذه البساطة استطاعت ان تصبغ قالبا غنائيا غاية في الروعة والجمال، بحيث جعلت منه أكثر القوالب الغنائية النسائية في فلسطين أهمية وانتشارا. فقد استطاع هذا القالب الحفاظ على مكانته وتواجده في حياة الانسان الفلسطيني حتى يومنا هذا على الرغم من كل التطورات والتغيرات".

وأوصى الباحثان، بضرورة إجراء المزيد من الدراسات في فن الزغاريد الفلسطينية، واستثمار هذه الدراسات في الكشف عن القيم الدينية والانسانية العميقة المتأصلة في المجتمع الفلسطيني، وتوظيف القيم الموجودة في الزغاريد لزيادة تلاحم وتعاون وتعاضد المجتمع الفلسطيني في مواجهة الفرقة والاختلاف: "اللتين يبثهما المحتل"-حسب الباحثين.

وذكر الباحثان: "ان فنون التراث الشعبي في فلسطين كالزغاريد وغيرها، تضفي على المجتمع الفلسطيني رونقا خاصا تميز هذا المجتمع، وتبرز شخصيته، وتحافظ على وجوده، واستمراره، وتساعده على مواجهة الصعوبات، وحل المشكلات، وتخطي الازمات".

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق