أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 21 يوليو 2015

تاريخ مِن نهب كُتب الفلسطينيين..!










يتتبع الكاتب الإسرائيليّ غيش عَميت، المصادر التي غذت المكتبة الوطنية الإسرائيلية بالكتب، وذلك في كتابه (بطاقة ملكيّة: تاريخ من النهب والصون والاستيلاء في المكتبة الوطنية الإسرائيلية) الذي صدر مؤخرا، عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في رام الله بترجمة علاء حليحل.

والكتاب هو مشروع رسالة دكتوراه في قسم الأدب العبري في جامعة بن غوريون في النقب، كما يذكر الكاتب، ويتتبع بجهد أكاديمي رصين ما تم جمعه ونهبه لصالح المكتبة الوطنية الإسرائيلية من ثلاثة روافد، إن جاز التعبير:  كُتب ضحايا المحرقة النازية، ونهب الكتب من المنازل الفلسطينية خلال النكبة، خصوصا من غربي القدس، وممتلكات يهود اليمن.

وحسب عميت، فانه تم جمع نحو 30 ألف كتاب كانت بملكية الفلسطينيين في أثناء حرب 1948 وتحويلها إلى جزء من مجموعات الكتب في المكتبة الوطنية، وذلك في الفترة بين ايار 1948 ونهاية شباط 1948، وشملت عملية النهب: الكتب، والصحف والمخطوطات: التي "خلفها من ورائهم الفلسطينيون من سكان القدس الغربية". وغالبيتها بالعربية وبعضها بالإنجليزية والفرنسية والألمانية والايطالية.

وهذا ليس إلا جانبا واحدا من الحكاية، فعمّال الوصيّ على أملاك الغائبين، وهي المؤسسة الإسرائيلية التي وضعت يدها على أملاك الفلسطينيين، جمعوا في عام 1948 والأعوام التي تلته نحو 40 ألف كتاب من مدن: يافا، وحيفا، وطبريا، والناصرة، وأماكن سكنية أخرى. وحسب عَميت، كانت غالبية الكتب كتبا تعليمية جمعت من مؤسسات ومدارس، وحفظت في مخازن أُقيمت لهذا الغرض في حيفا ويافا والناصرة والقدس. والكثير من هذه الكتب بيع مجددا للمدارس العربية ونحو 100 منها نقلت عام 1954 إلى قسم علوم الشرق في المكتبة الوطنية الإسرائيلية، فيما جرى هرس 26,315 كتابا حين قرر الوصي على املاك الغائبين عام 1957 ان: "هذه الكتب لا تلائم المدارس العربية في البلد ولان قسما منها احتوى على مواد مناهضة للدولة، ويمكن لنشرها أو تسويقها أن يلحق الضرر بالدولة".

أُودعت غالبية كتب الفلسطينيين التي جُمعت من البيوت الخاصة والمؤسسات في قسم الشرق التابع للمكتبة الوطنية. وفي سنوات الخمسين من القرن المنصرم، صُنفت الكتب ورُقمت وفق أسماء اصحابها، وفي سنوات الستين أُزيلت أسماء المالكين

من أصحاب الكتب المنهوبة، كما يذكر عَميت:

*أديب العربية محمد اسعاف النشاشيبي، وتعتبر مكتبته في قصره في حي الشيخ جراح، من أكبر المكتبات في القدس خلال الانتداب البريطاني.

*خليل السكاكيني، المربي المعروف والمفكر التنويري، نُهبت مكتبته من منزله في حي القطمون، وما زال توقيع السكاكيني المكتوب بحبر أسود بالعربية يظهر على بعض كتبه. وفي مذكراته ثمة بكائية حارة على نهب مكتبته.

*هنري قطّان، المحامي والسياسي والمؤلف، عضو مجلس القضاء الفلسطيني بين الأعوام 1940-1948م.

*خليل بيدس الأديب والمترجم.

*فايز أبو رحمة، عضو سابق في المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو الوفد المفاوض لمباحثات السلام مع دولة الاحتلال.

*فرنسيس خيّاط (1892-1978م) قاضي المحكمة العليا منذ عام 1932.

*أحمد حلمي عبد الباقي (1880-1963م)، رئيس حكومة عموم فلسطين.

*يوسف هيكل، رئيس بلدية يافا عندما وقعت النكبة.

*توفيق كنعان، الطبيب ورائد الابحاث في مجال الفلكلور الفلسطيني، الذي كان يصعد يوميا على سور القدس، حيث لجأ إلى بلدة القدس القديمة، ليرى ما يحدث من نهب لمنزله ومكتبته في حي المصرارة. ويتضح ان المكتبة الوطنية الإسرائيلية أبدت اهتماما بمجموعة كتب ومؤلفات كنعان، من خلال رسالة أحد المسؤولين:

"في أثناء الهدنة الأولى زرت برفقة بروفسور بنعط بيت د. كنعان. تأملنا العثور هناك على مجموعة كتب تخص فولكلور أرض إسرائيل، وكان هذا سبب ذهابنا، رغم ان قائد الثكنة في جوار المكان حذرنا من خطر الوقوع في اسر الفيلق العربي إذا لم نتبع التحيّطات اللازمة. ولكن عند وصولنا هناك وجدنا مكتبة من الكلاسيكيات ومجلات طبية قليلة. لم نجد أي ذكر للمكتبة الفولكلورية. لقد كنا نعتقد نحن الاثنان ان الكتب الموجودة هناك تبرر المخاطرة بأشخاص آخرين من أجل اخراجها".
http://www.alhaya.ps/pdf/2015/7/21/page6.pdf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق