لا شك أن هذا العمل احتاج جهداً كبيراً لإتمامه على هذا
الشكل، وهذه نقطة تحسب لأسامة العيسة، فالقارئ لهذا الكتاب سيتضح له جليّاً مقدار
البحث الذي أجراه الكاتب.
ولكن كلمة واحدة جعلت من الكتاب شيئاً مختلفاً، لماذا
كتب على الغلاف كلمة رواية؟ هل هذا الكتاب فعلاً رواية؟ الكتاب مقسّم إلى ثلاثة
أجزاء أو أسفار كما يريد الكاتب، الأول سفر تكوين يتحدث فيه العيسة عن الدهيشة وعن
بعض الأعلام التي كونت وطن المجانين هذا، مر هذا الجزء ثقيل الظل حتى أن الكاتب
نفسه قال في نهايته أنه إذا وصلت إلى هذه الصفحة فهذا أمر يجب الإشادة به ثم أضاف
أنه الآن ستدخل إلى عالم المجانين، وهذا هو الجزء الثاني.
هنا توقعت أنني سأدخل إلى قلب الرواية، رسمت كثيراً من
السيناريوهات التي سرعان ما تلاشت مع بدايتي لتقليب الصفحات، هذا الجزء يحمل قصص
أشخاص حقيقية بأسمائهم، صحيح أن هناك خيط رفيع يربطهم ببعضهم ولكن كل قصة منفصلة
عن أختها. قصص تحمل وراءها الكثير من الجمالية، لدرجة أنني توقعت نفسي مجنوناً في
يوم من الأيام! لا أدري، كل شيء ممكن! أما الجزء الثالث فقد كان أهون الأجزاء
وأمتعها ربما ولكن لم يختلف عن سابقه كثيراً.
لا أدري، ربما من الأفضل لو قيل أن هذا الكتاب هو مجموعة
قصصية لمجانين بيت لحم، هكذا كنت سأستقبل ما في الكتاب بشكل آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق