لم
يضيع الدبلوماسي الهولندي نيكولاس بيخمان، وقته خلال خدمته في مصر، ركض خلف
الموالد الإسلامية والمسيحية واليهودية (مولد واحد يحمل اسم أبو حصيرة)، وحصيلة
ذلك هذا الكتاب (الموالد والتصوف في مصر) الذي ترجمه إلى العربية رؤوف مسعد.
الكتاب
في غاية الأهمية، يقدم ظاهرة، أو ظواهر، تحتاج دائما إلى مزيد من الدراسات، عن
اولئك الذين يقدمون، مقترحات بديلة، تحمل نسغ هويات متراكمة طوال ازمان لا تعد، في
مواجهة، الأديان الرسمية الأحادية، ونظريات الهوية، التي تقدم الناس، بشكل قسري
كقوالب متشابهة.
في
مصر، وجدت تعبيرات أدبية وفنية عن هذه الظاهرة (عبد الحكيم قاسم، نجيب محفوظ، صلاح
جاهين مثلا)..!!
في
فلسطين، انتشرت المواسم العديدة، كبديل محلي للهويات القسرية، ومثلما نُكبت الحياة
المدنية الفلسطينية، وتعرض شعبنا للاقتلاع، نُكبت المواسم.
أتذكر
دائما جهود الدكتور توفيق كنعان الرائدة: "ان
دراسة القديسين والمزارات، تقود القارئ إلى الاتصال المباشر مع الحياة اليومية
والعادات لسكان فلسطين، مما يساعد على توضيح ما كان غامضا في المعتقد الشعبي
والخرافة، كما انه يوفر الاطلاع على مساحات غامضة من الاحتفالات المحلية ويلقي
الضوء على المناطق المعتمة في الذهن الشعبي، والأهم من ذلك أنها توفر إمكانية
للمقارنة مع عادات وطقوس الأزمان البدائية، ومن الملاحظ، واللافت للانتباه كيف ان
الكثير منها ظلت على حالها، منذ آلاف السنين، وان دراسة الكثير من العادات الدارجة
الآن، من الممكن ان تكشف عما غمض تفسيره، من الممارسات الدينية في العصور الغابرة".
إلى
أي مدى اقترب الأدب الفلسطيني من ذلك؟ وإلى أي مدى اقترب الأدب العبري من ذلك؟
المقارنة،
لأسباب كثيرة، مغرية، وفضولية، وواجبة..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق