قرأت (سيرة المنتهى)، التي وزعت مع (دبي الثقافية) للروائي واسيني الأعرج، لأتصالح
مع عالم هذا الروائي الذي يحظى بشعبية وسط القراء. قرأت بعض أعمال الأعرج، ولم أتمكن
من تذوقها، وروايته الأخيرة صنفها (رواية سيرية)، وعادة ما تجذب السير الذاتية
القراء، وأنا منهم.
حتى وهو يكتب السيرة، يبقى الأعرج مخلصا لأسلوبه، ربما لدواع يراها فنية،
ولكن اظن أن ذلك اضفى على العمل تعقيدا غير لازم.
ينتصر الأعرج للمفاهيم البدوية الشرقية المغرقة في رجعيتها تجاه المرأة،
عندما يتحدث عن أمه، طبعا الأمر يختلف مع الشخصيات النسائية الأخرى في الرواية،
بشكل كبير. هل يعاني المثقف العربي من انفصام تجاه المرأة؟
يستشهد والد الراوي، وهو هنا الأعرج نفسه، في اقبية تعذيب الاحتلال
الفرنسي، ولكن ماذا ستعمل زوجات الشهداء بعد التحرير؟
نقرأ: "عندما استشهد والدي في عزلة الموت، ركضت ميما أميزار في كل
الاتجاهات من البلدية إلى المدارس، بحثا عن عمل يستر العائلة فلم تصل، بعد وساطات كثيرة،
إلا إلى عاملة تنظيف مراحيض المدرسة، وهو العمل الذي أعطي لنساء الشهداء بعد
الاستقلال مباشرة".
يمكن ان يتذكر قاريء (الشهداء يعودون هذا الاسبوع) للطاهر وطار. ويمكن ان
يتساءل لماذا يستشهد النبلاء في بلاد القائد الملهم الواحد، والحزب الواحد، والدين
الواحد، والقومية الواحدة، والفرقة الناجية الواحدة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق