لم يجد كثيرون
من الفيسبوكيين الفلسطينيين، في سيرة الشاعر اللبناني الراحل سعيد عقل المديدة،
سوى موقفه المؤيد للغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وهذا بالطبع حقهم، في التذكير
بذلك الموقف المدان، والذي يجب أن يكون مستغربا، من شاعر، أي شاعر.
ولكن هذا
الموقف الفيسبوكي، فتح لدي موضوعا، كنت لا أرغب أبدا بالتطرق له، لبعدي الغريزي عن
المشاحنات، والترفع عنها، وأقصد ما يمكن تسميته الكيل بمكيالين أو أكثر بالنسبة
للنشطاء الفلسطينيين، وخصوصا الراديكاليين (والتعميم هنا مقصود).
أجد على الفيس
بوك، نشطاء غرقى في نشاطات تطبيعية في العالم الواقعي، ولكنهم في الفضاء
الافتراضي، أكثر الناس تنديدا بالتطبيع، وأجد ان الامينيين لفلكلور الفصائل
الفلسطينية بالتخوين، أكثر المطبلين، لمثقفين وكتاب فاسدين فلسطينيين، لا يبخلون
عليهم باللايكات، وبتعليقات المجاملة.
كاتب فلسطيني،
بعد سلسة عمليات استشهادية في منتصف تسعينات القرن الماضي، ظهر على التلفزيون الإسرائيلي،
ووعد الجمهور الإسرائيلي، بإحداث تغيير في المناهج، وفي الثقافة، وكلام آخر،
بالنسبة لنشطاء الفيس بوك، يستوجب الادانة، ولكنه عندما رحل، نُعي باعتباره قامة
ثقافية فلسطينية وعربية كبيرة.
والأمر ينطبق على
شاعر كبير، وضع قدراته، في خدمة شمعون بيرس عندما رشح نفسه للانتخابات الإسرائيلية،
بعد مجزرة قانا الاولى، والتبرير كان ان بيرس افضل من منافسه نتنياهو، ونشر الشاعر
أخبار نشاطاته تلك في الصحيفة التي كان يرأس تحريرها، وهذا يعني انه لم ير فيها ما
يُخجل، وعندما رحل، سُودت فيه القصائد والأشعار، وعمد العديد من الكتاب على نشر
صور لهم في جنازته، بنوع من المباهاة، غير المفهومة، وأسئلة حول تحول الجنازات إلى
نوع من الاستعراض الاجتماعي في زمن الفيس بوك.
أعداد قد لا يمكن حصرها من الذين قالوا بانهم
يكتبون لفلسطين بالدم، ولطالما خوّن الكثير منهم، آخرين، تبين، بعد أوسلو انهم
يمكن ان يفعلوا كل ما يناقض ما كتبوه.
ومن أغرب
المثقفين، من عاد الى الارض المحتلة، ووفق اوضاعه المالية والوظيفية في السلطة،
وغادر ليطل بشكل دائم من شاشات التلفزة، مزايدا، ولاعنا السلطة.
أصحاب الأصوات
العالية من كتاب ومثقفين في مرحلة ما، زايدوا على دود الأرض، وخونوا إميل حبيبي،
وتوفيق زياد، وصليبا خميس، وغيرهم، انحشروا في مؤسسات التمويل الأجنبي، والمشاريع
المشتركة مع الإسرائيليين.
رأي الشخصي،
باننا نفتقد في صحافتنا، واعلامنا، تقديم بروفايل عن الشخصية العامة، وهي خدمة
يكتبها متخصص، لا تتراوح بين الأبيض والأسود، بين التقديس والتخوين.
ليرى كل منا،
القشة التي في عينه أولا-حكمة قديمة لابن مدينتي قالها قبل ألفي عام، ونحن على
عتبة الاحتفاء بميلاده.
الرأي العام في
فلسطين ضعيف جدا، والذاكرة، تنافس ذاكرة السمكة..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق