كعادته يشدك
أسامة العيسة في كل ما يكتب، حيث تتميز
مقالاته بالتكثيف، وجدة المعلومة ودقتها، فهو دائما يحرص على أن يصنع من العادي، شيئا
ملفتا للنظر، وذي قيمة، سواء كان الموضوع الذي يطرقه زهرة برية في بادية القدس أم
ثعبانا من ثعابين فلسطين الكثيرة، أم
مغارة قديمة ..أم قناة رومانية للماء
...أو شجرة زيتون معمرة من زيتون فلسطين.
أسامة عاشق
لفلسطين مثلي، ولكنه يمتاز بأنه قطعها تقريبا كلها على قدميه، فمابالك ببناية
متميزة من بنايات القدس العريقة، وقد وصف منها الكثير. في وصفه للمسكوبية تتجلى
مهارة أسامة العيسة في استحضار التاريخ والجغرافيا، ونبض الحياة التي كانت تضج بها
المسكوبية عبر تاريخها، ومنذ تأسيسها..وما زالت.
يدخلك في كل
غرفة وفي كل قاعة، تكاد تسمع أنات المشبوحين، وصراخ المعذبين، وتسري في جسدك
قشعريرة برد آذار، كما لم تعشه من قبل.
فصول تتابع
ولا تستطيع ان تترك هذا الكتاب. لقد قرأته على دفعة واحدة وأعدت قراءته مرتين، وفي
كل مرة أشتم رائحة جديدة من زنازين المسكوبية وأتعرف على وجه جديد.
يتمتع الكاتب
بتقنية سردية عالية تنسل خيوط حبكتها بمهارة
العازفين، م تفلت منه إلا في آخر الرواية، حيث خرج اسامة من القصة، وتركها لقصاصات
الصحف.
ملاحظة بسيطة،
في ترجمة العنوان إلى الإنجليزية، ولا أعلم من هو المسؤول عن ذلك. كُتب Moscopian
وهذا خطأ، فالنسبة إلى موسكو Moscovian كما هو معروف فموسكو بالروسية تسمى مسكفا، وكان الأفضل لو
ترجمت: The
Moscovian Building
ملاحظة ثانية،
خلال القصة نتعرف على المناضلين اليساريين فقط، والفتحاويين حتى النوّر، أمّا
الإسلاميين فلا ذكر لهم على الإطلاق...فهل كانوا يرسلون إلى غير المسكوبية؟
*مداخلة
الشاعر عيسى عدوي، خلال مناقشة رواية المسكوبية في ملتقى فلسطين الثقافي-رام الله
(1-11-2014)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق