أعلنت سلطة
الاثار الاسرائيلية، عن العثور على نقش باللاتينية مكرس للإمبراطور الروماني
هادريان، له أهمية تاريخية هائلة، واعتبرته أهم نقش باللاتينية عُثر عليه في مدينة
القدس. ويحل لغز عمره قرن.
وحسب بيان
لهذه السلطة، فانه عثر على النقش، خلال حفريات إنقاذيه، نفذتها العام الماضي، في
عدة مناطق شمال باب العمود (شارع نابلس)، وفي إحدى هذه المناطق تم اكتشاف الحجر
الذي نُقشت عليه باللاتينية الرسمية في الفترة الرومانية.
ووفقا
للمشرفين على الحفريات، فانه تم استخدام الحجر، في وقت لاحق، كفتحة بئر (حُمرة)،
وهو استخدام ثانوي له، وكما يحدث في أيامنا هذه، كان من المعتاد اعادة تدوير بعض
الاغراض، لإعادة استخدامها، وهو ما حدث مع الحجر، فتم ازالته من موضع الأصلي،
واستخدامه في تغطية البئر.
النقوش على
الحجر الجيري الصلب، مخصصة للإمبراطور هادريان، وفيها ذكر للفيلق الروماني العاشر،
وعلى الأرجح فان هذا النقش، ليس سوى الجزء الايمن من نقش كامل، تم اكتشاف جزء منه،
في
في مكان قريب
في أواخر القرن التاسع عشر، ونشر نصه من قبل عالم الآثار الفرنسي البارز شارل
كليرمون.
واتفقت هيئة
الآثار ورهبنة الفرنسيسكان، على التعاون، وان توفر كل جهة الجزء الذي تملكه من
الحجر، لدراستها في مؤتمر سيعقد في الجامعة العبرية.
النقش المكتشف
يتكون من ستة أسطر ويزن الحجر حوالي طن ونصف. ربما تصدرت قوس أو مبنى عام كبير
شيدت من قبل الفيلق الذي شارك في قمع الثورة الكبرى في القدس في 70 م، وبقي في
المدينة. وربما اعد الفيلق العاشر النقش، تحضيرا لزيارة هادريان إلى المدينة في
130 م
لم يعثر علماء
الاثار، الا على عدد قليل من النقوش اللاتينية الرسمية القديمة خلال الحفريات
الأثرية في جميع أنحاء البلاد وفي القدس على وجه الخصوص، وليس هناك شك في أن هذا
هو واحد من أهمها، فهو يذكر على وجه التحديد اسم وألقاب الامبراطور هادريان، وهو
تأكيد تاريخي هام وملموس بشأن وجود الفيلق الروماني العاشر في القدس.
النقش الذي
يعود عمره الى الفي عام، في حالة جيدة، وهي شهادة للنحاتين، والفنيين الذين نفذوا
العمل.
حسب المؤرخ
الروماني ديو كاسيوس الذي عاصر عهد هادريان، فان الاخير زار القدس بين عامي
129/130م، في إطار رحلات الامبراطور الى شرق الإمبراطورية.
ومن المرجح ان
هذا النقش، وضع في أعلى قوس نصر، على حدود القدس الشمالية، مثل قوس تيطس في روما.
ومن المعروف،
ان هادريان، هدم القدس، وبنى مكانها مدينة (ايليا كابتولينيا) التي سماها العرب
لاحقا، ايلياء.
"إيليا كابتولينا" الذي أطلقه عليها
هادريان الذي هدم القدس، وأعاد بناءها لمناسبة مرور 21 عاماً على اعتلائه سدة
الحكم ( 135 م)، وما زالت معالم هذه المدينة قائمة، وتكشف الحفريات عن الكثير
منها، وأبرزها الآن "باب العمود" نسبة للعمود الذي كان يحمل تمثال
هادريان، وهو أسفل باب العمود العثماني الحالي.
واجه العرب كما يبدو صعوبة في إدراك معنى هذا
الاسم (إيليا مشتقة من ايليانوس اسم عائلة هدريان وأما كابيتولينا فمن اسم الإله
الروماني جوبيتر كابيتولينوس)، فعربوه إلى "إيلياء" كما نفهم من حديث
أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
إِنَّمَا يُسَافَرُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ وَمَسْجِدِي
وَمَسْجِدِ إِيلِيَاءَ. رواه مسلم.
وكما ظهر في
الكتابات الإسلامية المبكرة عن الفتح العمري للمدينة (636 م)، ووثيقة استسلام
المدينة التي تسمى العهدة العمرية، وتظهر هذه الإشكالية أكثر عند ياقوت الحموي
الذي يفسر الاسم، وكأنه "بيت إيل" قائلاً: "ايلياء اسم بيت المقدس.
قيل معناه بيت الله"، وهو ما يمكن وصفه بخطأ علمي، وهو ليس الخطأ الوحيد لدى
مَنّ وصف بأنه أعظم بلدانيي المسلمين. لقد تم تبني روايات العهد القديم عن القدس
وفلسطين، التي يجري الآن على نطاق واسع دحضها.
والغريب ان
البعض طور فقها، ان جاز التعبير عن كراهية تسمية بيت المقدس بايلياء، والسبب عند
صاحب مثير الغرام مثلا، ان ايلياء اسم لملك من ملوك الروم هو سليمان بن
شراحبيل..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق