أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 22 أغسطس 2016

عندما سرق جنود الاحتلال "البسكليت"..!







عادت مجموعة من أطفال مخيم عايدة، شمال بيت لحم، إلى بوابة احتلالية في سور يحيط بالجيب الاحتلالي قبة راحيل، وهذه المرة، ليعلنوا، بأكثر الأساليب وضوحا، تحديهم لجنود الاحتلال، الذين صادروا درجاتهم الهوائية، عندما كانوا يلعبون قرب المقام الإسلامي، الذي استولى عليه المحتلون وحولوه إلى جيب عسكري واستيطاني.
رفض الأطفال تصرف جنود الاحتلال، ولم يغادروا المكان، إلا بعد استعادة درجاتهم المصادرة. يقول الناشط في المقاومة الشعبية منذر عميرة ابن مخيم عايدة: "هذا احتلال تافه، بلغت فيه الوقاحة لسرقة دراجات الأطفال، ولكن أطفالنا لم يصمتوا على ظلم الاحتلال، وأصروا على استعادة الدراجات، حتى تحقق لهم مطلبهم".
عاد الأطفال، إلى شارعهم، ليسمعوا صوتهم واضحا للمحتلين. جلس عميرة على الأرض ، وأحاط به الأطفال، الذين ركنوا درجاتهم جانبا، واخذوا بالرقص والهتاف.
هتف عميرة، وردد الأطفال خلفه:
شو بدكوا: البسكليت
شو سرقوا: البسكليت
أخذنا أخذنا: البسكليت
غصب عنهم: البسكليت
هذه المرة سرق جنود الاحتلال (البسكليت)، ولكن في مرات سابقة، سرقوا أرواح الأطفال الصغار، فأطفال مخيم عايدة دفعوا الثمن غاليا، بسبب قربهم من قبة راحيل، التي فصلها الاحتلال عن محيطها تدريجيا، وبعد أن جعل المقام لليهود فقط، تمددت مشاريع السيطرة، للبنايات المجاورة، التي احتلها مستوطنون، وليصبح المقام المقدس، الذي كان واسطة العقد بين المدن المقدسة الثلاث: بيت لحم، القدس، الخليل، جيب استيطاني، يمارس جنود الاحتلال من أبراجه عمليات قتل وجرح الأطفال.
استشهد العديد من أطفال المخيم، خصوصا خلال الأعياد اليهودية، حيث تصل إعداد كبيرة من المستوطنين إلى الموقع، لتأدية صلوات تلمودية، وسط الحراسة المشددة.
وبعد اتفاق أوسلو، أصبح الموقع نقطة التماس في المواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال. وخلال هبة أكتوبر الأخيرة، ارتقى شهداء في الموقع، وأرسل البابا فرنسيس، خلال زيارته التاريخية إلى فلسطين، قبل عامين، رسالة للعالم، عندما توقف عند بوابة قبة راحيل الرئيسة، حيث انتظره أطفال مخيم عايدة، وصلى من اجل السلام وإزالة الجدران، الأمر الذي اغضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
المعركة مستمرة، حتى إشعار أخر، بين أطفال مخيم عايدة وجنود الاحتلال، الذين يستهدفون أي شيء له علاقة بالأطفال، ومثال ذلك الأبرز، حديقة المخيم، التي بنيت بتبرعات دولية.
"صادروا درجاتنا، واستعدناها، وها نحن في شوارعنا نلعب ونغني، لن يتمكنوا منا، ولن يستطيعوا منعنا من اللعب والغناء"-قال أحد الأطفال وهو يقود درجاته بعيدا. أمّا عميرة فيقول: "انتصار الكف على المخرز، انتصار الطفولة على حقد الاحتلال، انتصار "البسكليت" على الدبابة،هذه دروس يعلمها أطفالنا لجنرالات دولة الاحتلال، مخيم عايدة رسالة صمود وتحدي".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق