أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 19 أغسطس 2016

حضارة الشك..!








دعا ابن خلدون (1332 - 1406م)، إلى ما سماه إحكام العقل في الخبر. دعوة إلى الشك، إلى التفكير، ومن المؤسف، انه بعد كل هذه القرون، سنجد مدى التهميش الذي تعرض له ابن خلدون، ويمكن أن نعطي مثلا تبسيطيا، عن مآل دعوته، بالابتذال الصحافي في فلسطين والعالم العربي فيما يخص الخبر بمفهومه الشائع، الخبر الصحافي، إلى درجة أن أهلنا تمسخروا: "كلام جرايد".
ما زلت مفتونا بكتاب طه حسين (في الشعر الجاهلي) الذي أراده جديدا في منهجه، بالنسبة للعرب، وقصة ما تعرض له الكاتب والكتاب معروفة.
وأتساءل، لو نجحت مساعي حسين الذي استعار الشك من ديكارت، وغيره من كوكبة التنويريين، هل كان يمكن أن تعيش مجتمعاتنا نهضة أساسها العلم، والشك، فبدون شك لا توجد حضارة، ولا تقدم.
حتى في اللاهوت الإسلامي والمسيحي، سنجد دورا محوريًا للشك، ومثال ذلك الأبرز أبو حامد الغزالي، والقديس أوغسطين، فالإيمان يدون شك، مجرد إيمان بيولوجي، تحكمه جينات الوراثة، والذي يمكن أن نرى نتائجه على شكل مخرجات مثل داعش، أمّا الإيمان بعد شك، فهو إيمان مختلف.
"الشك جوهر المسألة" حسب جراهم جرين، الشك هو دعوة للتفكير، والحرية، والتقدم، تخيلوا لوّ أن آلاف عناصر الفصائل والتنظيمات والأحزاب الأيديولوجية، والطلاب، يشكّون في الأوامر، وفي القادة، وفي المدرسين، والجامعات، أي مجتمع سنبني.
الشك ضد اليقين. اليقين ثبات آسن..!

ثورة الشك ليست مجرد أغنية لأم كلثوم وعبد الله الفيصل..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق