عندما
عاد عمر الصيفي (58) عاما، مع زوجته، وآخرين من عائلته، إلى منزله فجرا، بعد ساعات
من احتجازهم رهائن، من قبل قوات الاحتلال، تمكن من رؤية حجم الخراب الذي أحدثه
جنود الاحتلال في منزله في مخيم الدهيشة، ورغم ما مر به شخصيا، باعتباره جرب
الاعتقال، والمعاناة، وحظر التجوال الطويل على المخيم، والمرات العديدة التي اعتقل
جنود الاحتلال فيها أولاده، إلا أن ذكرى هذه الليلة ستظل حاضرة في ذاكرته، كعلامة
فارقة على تاريخ طويل من المعاناة.
بدأت
الأحداث، باقتحام كبير من قبل جنود الاحتلال لمخيم الدهيشة، وسط إطلاق كثيف لأنواع
مختلفة من الأسلحة، وقنابل الإضاءة.
لم
يتوقع ضابط الشاباك المكنى (نضال)، أن تفشل عمليته التي أعد لها جيدا لاعتقال
الشاب نبأ الصيفي (20) عاما، الذي جرب الاعتقال سابقا، مثل اخوته ووالده. على الأرجح،
فان نضال راهن، على عامل المفاجأة باقتحام منزل عائلة الصيفي في المخيم، الذي
توفرت لديه معلومات عن وجود نبأ فيه، ولان نبأ نفسه، لا يتوقع اعتقاله، لأنه غير
مطلوب لجيش الاحتلال.
ولكن
ما حدث، ان جنود الاحتلال، لم يجدوا نبأ في المنزل، فأمر نضال باعتقال والده عمر،
ووالدته نوال، وشقيقه معاذ، وشقيقته، وعمه أسعد، واستخدمهم، جنود الاحتلال، كدروع
بشرية، وهم يقودونهم، إلى مهبط الرئيس، على جبل انطون المجاور للمخيم، في محاولة
للضغط على نبأ لتسليم نفسه.
في
المخيم استمرت المواجهات بين الفتية وجنود الاحتلال على أشدها، خصوصا وان الجنود،
شنوا حملة تفتيش واسعة عن نبأ، واقتحموا عدة منازل، واعتلوا أسطحها، وفجروا مدخل
مؤسسة إبداع، واستخدم الجنود سطحها كنقطة عسكرية، أطلقوا منها العيارات النارية،
وقنابل الغاز المدمع، فيما وصف ذلك مدير مؤسسة إبداع خالد الصيفي: "ما حدث
الليلة أشبه بمعركة حقيقية".
مصادر
الفتية تحدثت عن نصب كمين لجنود الاحتلال قرب منزل عائلة الصيفي، وانه نتج عن ذلك
وقوع إصابات وسط الجنود، ولكن المؤكد ان عددا من الفتية أصيبوا بعيارات نارية
بأطرافهم، خصوصا في الأرجل، تنفيذا لما يعتقد بأنها سياسة احتلالية باستهداف أرجل الفتية.
أُصيبت
العشرات بالاختناق بالغاز الذي تسرب إلى داخل المنزل، خلال المواجهات التي استمرت
فترة طويلة، ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الدخول إلى المخيم.
وبينما
كان يجري كل ذلك في المخيم، استمرت قوات الاحتلال بالضغط على عائلة الصيفي
المحتجزة لتسليم ابنها نبأ، ولكن العائلة المجربة لقمع الاحتلال، رفضت الرضوخ
ليلحق نبأ بشقيقيه المعتقلين، وتمكن عمر الصيفي وعائلته أخيرا من التحرر من
الاختطاف.
قبل
أقل من عام، هاجمت قوات الاحتلال، منزل العائلة واعتقلت ابنها محمد الملقب
(بلبول)، وهو أسير محرر، وخاض إضرابا عن الطعام، وكذلك فعل شقيقه الأسير بلال،
الذي مُدد اعتقاله الإداري أربع مرات، وكل مرة لمدة ستة أشهر، وخاض إضرابا عن
الطعام على الطريقة الايرلندية، احتجاجا على ذلك.
يدرك عمر الصيفي، من خلال تجربة عائلته مع جيش
الاحتلال، بان ما جرى ليس سوى بداية مشوار معاناة جديدة مع الاحتلال، يعرف انه
سيطول، وان على العائلة الاستعداد جيدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق