أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 1 نوفمبر 2025

حكاية كل ألوان القهر/ سمر بنورة


القدس مليئة بالحكايات والأسرار شهادة الكاتب أم حكايته؟ إنَّها حكاية الشهادة التي لم تقل قط ولم تكتب من قبل، وهذا ما عبَّر عنه أسامة العيسة في روايته (بنت من القدس الجديدة)، فهي حكاية كل ألوان القهر والعنف والخوف واليأس والبؤس. حكاية بنت ذات حس متفجِّر. البنت البعيدة عن التنميط والقولبة. أُنوثتها الحيوية والتي تحقق حريتها ليست بتحرير الجسد بالمعنى المبتذل. 

إن المفاهيم النمطية السائدة تظل تطل برأسها في ما نكتب وفيما نقرأ، فالأديب أسامة العيسة لديه مسؤولية التحرر من قيد النمطية في كافة كتاباته.

فهو صوَّر لنا المجتمعات المهمشة والأكثر حرمانًا في القدس، واستحضر هنا قصة صالحة في روايته والتي بين سلوكها وتوجهاتها وكيفية مواجهتها، المشكلات.

أشار إلى فئة المجانين الذين هم أهم من يؤثث ذاكرتنا المضيئة وليس العقلاء، فكلام البنت صالحة كان مليء بالجنون ولكن في نفس الوقت مليئًا بالحقائق المرَّة التي تعيدنا الى أنفسنا المتعبة، ففي هذا الحال من هو العاقل في عالم فقد كليا عقله؟!

حكاية صالحة طويلة وعريضة وممتدة وغير قابلة للتلخيص.  وبالرغم من قوتها بقيت وحيدة في هذا الكون. عند دنو نهاية صالحة فعلًا لا تبقى صور للذكرى، تبقى الكلمات وحدها ولا غرابة في الزمان بين الكلمات التي مثلتها والتي كانت رموزًا في ذاك الزمان، وقد عبرت فيها عما قريب سأكون الجميع ساكون ميتة.

في هذه الرواية يجسد لنا الكاتب تجربة فلسطينية ويعطيها بأسلوبه الجديد معنى  جديدًا. حيث تتصف بالحكمة والاعتدال  وواسع الإدراك الحسي، حيث يمتلك في كتاباته لغة الحواس قبل اللسان ولغة الحوار، ولا ننسى لغة الإنسان المعاصر الراقي والمميز. فأنت، يا أسامة، تجمع في روايتك العلم والتاريخ والمعرفة والفكر والثقافة.

#سمر_بنورة #بنت_من_القدس_الجديدة #مكتبة_تنوين #منشورات_المتوسط  #أسامة_العيسة