أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 10 أغسطس 2019

ترميم كنيسة المهد..القصة الكاملة..!














يشعر الوزير زياد البندك، رئيس اللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد، ومستشار الرئيس للشؤون المسيحية، بزهو الانجاز، بعد إنهاء ترميم معظم أجزاء كنيسة المهد، ونقل ملفها، من قائمة التراث المهدد لدى اليونسكو، إلى القائمة الاعتيادية.
بعد 11 عامًا من الانهماك في عملية ترميم واحدة من أهم وأقدم كنائس العالم، روى البندك للحياة الجديدة القصة الطويلة، والشائقة، التي عاشها بحذافيرها في ترميم الكنيسة، الذي اعتبر في يوم ما من المستحيلات، ففي القرون الماضية حال اقتسام الكنيسة بين ثلاث طوائف، دون انجاز عمليات ترميم شاملة، إلى نجاح المهمة، التي أثنت عليها منظمات دولية كاليونسكو.

سياق تاريخي
يقول البندك، بأن ترميم كنيسة المهد، هو قصة كبيرة يجب وضعها ضمن سياقها التاريخي: "بدأ الموضوع في عام 1999م، مع انطلاق مشروع بيت لحم ألفين، عندما طرح الدكتور نبيل قسيس منسق ووزير المشروع، وبعد التنسيق مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، على مسؤولي الطوائف الثلاث المسؤولة عن كنيسة المهد وكنيسة القيامة، بموجب الاستتكو المعمول به منذ أيام العثمانيين، ترميم الكنيسة تزامنا مع التحضيرات للألفية الثانية لميلاد السيد المسيح، مؤكدًا على أنهم أصحاب النفوذ، وان الرئيس عرفات سيكون شاكرًا لهم، إذا هم أنجزوا الترميم قبل الاحتفالات بالألفية، حيث كان من المتوقع أن يأتي رؤساء من دول العالم، وضيوف كثر، إلى بيت لحم، ومن الجيد أن تستقبلهم المدينة في حلة جميلة وقشيبة أنجز فيها الترميم. في ذلك الوقت تلقينا ردودًا ايجابية حول كنيسة القيامة باتفاق الطوائف الثلاث، وفعلاً تم ترميم كنيسة القيامة في القدس، وهي الأهم بالنسبة للاهوت المسيحي، ففيها وقعت حادثة قيامة المسيح، ولم تتفق الطوائف الثلاث، لأسباب كثيرة، على ترميم كنيسة المهد، رغم ما بذله الدكتور قسيس، والمرحوم الدكتور إميل جرجوعي، من جهد في ذلك، وهي كنيسة مهمة جدًا، دينيًا وتاريخيًا وأثريًا".
ويضيف البندك: "في شتاء 2007-2008م ازدادت كمية الأمطار، التي تتسرب إلى داخل الكنيسة، وارتفعت التوقعات بالخراب، وازدادت الشكوى من الناس ومن مسؤولين، على واقع الكنيسة، فصار حديث مع الرئيس أبو مازن، الذي يؤمن بضرورة الترميم، وخلال زياراته إلى مدينة بيت لحم، كان البعض يشكون له واقع الكنيسة، ويؤكدون على ضرورة الترميم، فنحن، ومع كل الاحترام للكنائس الثلاث، التي نحترم دورها حسب الاستاتكو، ولكن السيادة على الأرض لدولة فلسطين، ولا نتحمل، لعدة أسباب أن يحدث انهيار ولو طفيف، أو هامشي في الكنيسة وهي تحت منظار دولي، فعقدنا اجتماعًا مع حراسة الأراضي المقدسة، والروم الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس، وتركز الحديث، انه بناءا على واقع الكنيسة الخطر، فان الأوان قد آن لترمموا كنيستكم، ونحن كسلطة، مستعدين لتقديم ما ترونه مناسبًا، من مساعدات مالية، ولوجستية، وإدارية، باسم الرئيس، بدون تحفظ، وبدون حدود، فطلبوا أن يفكروا، ويردون لنا خبرًا، واتفقنا على موعد بعد ثلاثة أسابيع من الاجتماع، والتقينا في المقاطعة في رام الله، في شهر تموز 2008م، وكان رد الكنائس: نحن لم نتفق بيننا على ترميم كنيسة المهد، ولكننا نبارك أي تدخل لدولة فلسطين، وسنساعد من جهتنا بكل ما لدينا من إمكانيات. بلغت الرئيس هذا الكلام، فأصدر مرسومًا سلم لرؤساء الطوائف الثلاث في عيد الميلاد 2008م، وتضمن تشكيل اللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد من شخصيات اعتبارية ومهنية، وإنشاء صندوق لترميم كنيسة المهد، أول من ساهم فيه دولة فلسطين بمبلغ مليون دولار، وبناء على ذلك، عملنا التالي: كلجنة رئاسية أردنا أن نعرف وضع الكنيسة بالضبط،، فطرحنا عطاءا دوليا اشترك فيه 13 مكتب هندسي، وجامعي، غالبيتهم أجانب مع شركاء فلسطينيين، وأحيل العطاء على أفضل عرض مالي-فني، وبعد ثلاث أشهر تسلمنا تقريرًا من ألف صفحة عن وضع الكنيسة، من السقف حتى الأساسات، خلص التقرير إلى ما يلي: وضع الكنيسة ليس خطر جدًا، لكن هناك من الضرورة لإجراء الترميم، حيث يوجد مناطق غير منظورة قد يكون فيها واقع سيء أكثر مما يظهر، فتحدث انهيارات معينة، في أماكن معينة، وأوصى التقرير، الذي أعده 11 أخصائيًا وخبيرًا دوليًا وفلسطينيًا، بترميم السقف، والخشب والشبابيك العلوية وعددها 48 شباكا، كنوع من عملية إنقاذ سريعة".
وانطلق الترميم
نقصت أموال الصندوق المخصص لترميم الكنيسة، 313 ألف دولار، هي التي دفعت لانجاز التقرير العام، وكان على اللجنة البدء فيما تبقى من مبلغ، وفي غياب متبرعين.
يتذكر البندك: "تواصلنا مع الرئيس، وكان رده يعكس الثقافة الفلسطينية، قال: هذه كنيستنا، وتوكلوا على الله، وسألنا عن الخطوة الثانية، فقلنا له سنطرح عطاء السقف، والخشب، والشبابيك، حتى نضع حدًا للخطر، وبدون مقابل وضع المرحوم سعيد خوري، كل إمكانيات شركة اتحاد المقاولين (CCC)، وأعددنا وثيقة العطاء، وطرحناها في الصحف العالمية، فتقدم لنا ثلاثة مقاولين دوليين، وكان شرطنا أن يكون للمقاول شريكًا فلسطينيًا، حتى ننقل الخبرة، وأحيل العطاء لأفضل مقاول من ناحية عرضه المالي وعرضه الفني، أردنا مقاولاً لديه خبرة وفلسفة ممتازة في عملية الترميم، هذه الفلسفة كانت واضحة في وثائق العطاء التي وقعت بحضور الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء آنذاك، وتتضمن الوثائق أن يتم الترميم بناء على المواصفات الكاملة لمنظمة الايكروا وهي تابعة لليونسكو، المعنية بترميم المباني القديمة، وأي مخالفة من طرف هذا المقاول، لأية أمور لها علاقة بالترميم، ستضطرنا إلى سحب العطاء منه، وهذا الأمر تم قبل قرار اليونسكو اللاحق بإدراج الكنيسة وشارع النجمة على قائمتها للتراث العالمي المهدد، الذي أسعدنا صدوره عام 2012 م".
باشر المقاول، التنفيذ، وتبين للجانب الفلسطيني، أنهم أحسنوا اختيار المقاول، فخبرته التي يصفها البندك، بالمتميزة جدًا، ظهرت منذ البداية.
يقول البندك: "لقد ساعد المقاول نفسه، وساعدنا، وتم ترميم سقف الكنيسة كاملاً، وتغييره، وشمل ذلك 1700 متر من الرصاص، وضعت مكان طبقة الرصاص السابقة التي أزيلت، بالإضافة إلى خشب جديد، وتم تغيير ما نسبته 9% من الخشب، بنفس العمر والنوع أُتي به من كنائس أغلقت في ايطاليا، ووضعت في الأماكن التي كان يجب أن توضع فيها، والتي أشار إليها التقرير عن وضع الكنيسة، حيث كانت هناك دوامر في الحيطان قد اهترأت بالكامل، فبعض الخشب عندما فتحوا عليه وجودوه عبارة عن بودرة، أي لم يكن هناك داعم، ولكن الرب كان حاميًا".
يضيف البندك: بعد انطلاق الأعمال، أنجزت المرحلة الأولى بالكامل، والتي شملت السقف والشبابيك، والخشب، وانتقلنا إلى مرحلة أخرى، لتشمل ترميم كنيسة المهد بالكامل، كالواجهات الخارجية للكنيسة، وشملت التنظيف والتكحيل وتغيير بعض الحجارة، وتم تقوية الجدران الداخلية للكنيسة، وترميم الفسيفساء، والإطار الخشبي فوق العمدان التي تحمل الكنيسة، لأنه كان مهترئا، وأنجزنا ترميم الأعمدة الموجودة في صحن الكنيسة كاملة، وعددها 48 عمودًا، والتي تحوي رسومات من القرن الحادي عشر لقديسين، وأستطيع القول بأننا أنجزنا حتى هذه اللحظة 85% من ترميم الكنيسة، وبقي 15%".
صرف على ترميم الكنيسة حتى الآن، كما يقول البندك: "نحو 15 مليون دولار، منها نحو 5 ملايين دولار من خزينة الدولة، ونحو 2.5 إلى 3 ملايين دولار، هي تبرعات من رجال أعمال فلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، وبالتالي فإن أكبر داعم مالي لصندوق الترميم هي دولة فلسطين، رئاسة وحكومة وشعبًا، ثم هناك مجموعة من الدول الأوروبية والعربية ومؤسسات وشخصيات تبرعت، نحن نقول بأننا أنجزنا بال 15 مليون دولار 85% من الترميم ونحتاج الآن من 4.5-إلى 5 مليون دولار، لانجاز باقي المهمات، المتعلقة بالساحة الخارجية، والجدار الجنوبي".
مفاجآت
تخللت أعمال الترميم، مفاجآت حسنة، منها إظهار بعض الرسومات الفسيفسائية، وكان البندك أعلن، أنه تم اكتشاف رسم لملاك، مما أثار نقاشا في حينه.
يقول البندك: "لم أعلن في ذلك الوقت اكتشاف الملاك، لأن هذا ليس اكتشافا، ولكنه إظهار، ولكن وكالة الأنباء التي نقلت التصريح، تبرعت لتعلن بأنه اكتشاف، لماذا ليس اكتشافا؟ لأنه في وثائق الكنيسة، تذكر شخوص الفسيفساء، والمختصون كانوا يعرفون ذلك، وفي العطاء طلبنا من المقاول، جلب ماكينة مسح ليكشف تحت القصارة، ووجد ما كان متوقعا، ونعرفه من الوثائق، فطلبنا منه أن ينظف، ففعل، وأعيد كشف وترميم ما خفي وهذا شيء جميل، ورممت الفسيفساء جميعها. كان في الكنيسة ألفي متر مربع من الفسيفساء، لم يتبقى منها سوى 120 متر مربع، خسرنا الباقي نتيجة الظروف الجوية، وتسرب المياه وعوامل أخرى".
خلال الترميم، كما يقول البندك: " اكتشفنا فسيفاء الكنيسة الأولى التي تهدمت على يد السامريين، وبني عليها الكنيسة الحالية من قبل الإمبراطور جستنيان، عثرنا على الباب القديم لمغارة الكنيسة، وجدران الكنيسة الأولى".
ردًا على سؤال، حول إذا كانت هذه المكتشفات جديدة فعلاً، أم أنها كشفت خلال الحفريات الأولى والأخيرة التي أجريت في الكنيسة، على يد البريطانيين، في ثلاثينات القرن الماضي، قال البندك:  "البريطانيون كشفوا عن الفسيفساء، وهم بعيدون عن تاريخنا، وتراثنا، وحضارتنا، أزال البريطانيون كل التراب عن فسيفساء الكنيسة الأولى، صوروها، ووضعوا صفائح من القار فوق الفسيفساء، وردموها بحجارة (دبش)، وهذا لا يجوز، فوضع القار (الزفتة) على الفسيفساء سيؤدي إلى خلعها عند إزالتها، ومع الردم بالحجارة، خربوا الفسيفساء خصوصًا في أماكن معينة، حطمت فيها الفسيفساء، لقد تصرفوا كمحتلين، في أرض ليست لهم، وحضارة لا تهمهم".
ومؤخرًا، أعلن البندك عن اكتشاف جرن للمعمودية في الكنيسة، وهو من المفاجآت الجميلة، وعن ذلك يقول: "عثورنا على جرن المعمودية، هو إثبات على هذا الحضور المسيحي في الأراضي المقدسة، ففي كنيسة المهد التي يقصدها الحجاج من مختلف أنحاء العالم، كانت تجري فيها مراسم التعميد حتى لكبار السن، هذا الجرن هو اكتشاف، لأنه لم يكن مسجلاً في أي دفتر أو وثيقة، لدى الكنائس الثلاث، أو لدى أي مؤرخ، وعثرنا على جرن صغير مخفي في الجرن الكبير. لا نعرف لماذا أُخفي الجرن الصغير في الجرن الكبير، وبني عليه، إننا لا نعرف حتى الآن لماذا تم ذلك؟ والجرن في حالة ممتازة، ويعود للقرن الخامس أو السادس الميلاديين، ويعمل الخبراء على تحديد عمره الزمني".
وحول مستقبل الجرن، أجاب البندك: "سيتم تحديد وضعه بالتحاور مع ممثلي الكنائس، لعرضه بالطريقة الأنسب ليشاهده الزوار والحجاج".
من أهم المفاجآت التي كشف عنها الترميم، رسومات الغرافتي على الأعمدة الحمراء في صحن الكنيسة، وهي من الحجارة الحمراء المحلية، التي استخرجت من محاجر إصليب، الجبل الذي أقيمت عليه لاحقا مستوطنة جيلو.
على هذه الأعمدة رسومات بالفريسكو لقديسين مشرقيين، ولكن في فترة حروب الفرنجة اختلف الأمر. يقول البندك: "وضع قادة حملات الفرنجة المحتلين، شعارات عسكرية إضافة إلى تواقيعهم، على الأعمدة، حتى أصبح لدى زوار الكنيسة، من مختلف الجنسيات، عادة الكتابة على الأعمدة بلغات مختلفة كالعربية واليونانية، عندما بدأ المقاول بتنظيف العمدان، عثر على الغرافيتي، وسألنا إذا أردنا تركها كما هي أو إزالتها، تباحثت اللجنة الرئاسية في الموضوع، واستأنست بآراء المختصين، الدكتور نظمي الجعبة والدكتورة خلود دعيبس، واتخذت اللجنة قرارا بناء على توصيتهما بان هذا الغرافيتي جزء من تاريخ الكنيسة، فطلبنا من المقاول الإبقاء على هذا الغرافيتي، علما بأنه في كتب المؤخرين الفرنسيين يوجد رسوم لبعض هذا الغرافيتي، دون ذكر أصحابها، ولكنها اختفت نتيجة الأوساخ والغبار وعوامل الزمن".
قرار اليونسكو الأخير
اتخذت اليونسكو، مؤخرًا، قرارًا بنقل ملف كنيسة المهد وطريق الحجاج من قائمة التراث المهدد، إلى القائمة الاعتيادية، ما عده البندك، نجاحًا وانتصارًا للجهود الفلسطينية في الترميم.
يقول البندك: "في الاجتماع الأخير لليونسكو الذي عقد في باكو (أذربيجان)، تحدثت أودري أزولاي مديرة اليونسكو، بكل وضوح عن أهمية ما فعلناه من ترميم في كنيسة المهد، وطلبت من الأعضاء، وبدون التصويت، الموافقة على نقل الملف من قائمة التراث المعرض للخطر إلى القائمة العادية، لأن دولة فلسطين نجحت في أحسن مثال من عمليات الترميم، ونصحت كل الدول، التي لديها مواقع مهددة بالخطر، أن تحذو حذو دولة فلسطين، بترميم هذه المواقع التاريخية، حتى تنقل مواقعها من قائمة الخطر إلى القائمة العادية، وبالتالي أشيد على مستوى دولي، بالعمل الذي نفذناه كدولة فلسطين، التي هي الممول الرئيس للترميم، واللجنة الرئاسية قامت بكل ما يلزم من مراقبة وإدارة بكل التفاصيل".
ويرى البندك، أن ترميم كنيسة المهد، لم يكن مجرد ترميم، وإنما يحمل رسائل، أولها كما يقول: "إن لشعبنا تاريخ، وهو الذي سيحمي تاريخه، في الحاضر والمستقبل، بعكس ما يقوله ترامب ونتنياهو بأننا مارقين في التاريخ، هذا جزء من تاريخنا وجزء من مستقبلنا، وثاني الرسائل، تتعلق بتعزيز الحضور المسيحي في الأراضي المقدسة، وترميم كنائسها، وهو واجبنا كنظام سياسي، والرسالة الثالثة: أنه في الوقت الذي تدمر فيه كنائس ومساجد وتحرق في المنطقة العربية، وحتى في إسرائيل تهاجم الكنائس والمساجد، نحن نبني ونعمر، لقد راقبنا ودققنا في تفاصيل الترميم، حتى لا نعطي لأي خبيث الفرصة، إذا أسيئت عملية الترميم، مبررا لسحب ملف الترشيح من قائمة الخطر إلى القائمة العادية، كنا معنيين أن نقوم بالعمل بشكل كامل، ونجحنا".
احتفال مؤجل
هل ترميم الكنيسة سيكون بالنسبة للسلطة الوطنية، خطوة لترميمات أخرى؟
يجيب البندك: "دولة فلسطين هي الدولة العربية الوحيدة التي لديها مرسوم تشكيل اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس، لتعزيز الحضور المسيحي، وترميم الكنائس، وتوسيع دور العجزة، والمدارس وكل ما شأنه تعزيز صمود المواطنين المسيحيين على الأرض، مثل مشاريع الإسكان، والمشاريع الإنتاجية، وما نفعله هو انعكاس لرؤية وسياسة القيادة الفلسطينية، منذ الرئيس ياسر عرفات، إلى الرئيس محمود عباس، لبعد نظرهما الكبير، لأهمية هذا الحضور، ودائمًا يقول الرئيس أبو مازن بأن المسيحيين في فلسطين موجودون قبل الإسلام، نحن شعب واحد، وهو تاريخ يجب المحافظة عليه، وأعتقد أن التجربة الفلسطينية في ترميم كنيسة المهد ستنعكس على مناطق مهمة، بنفس التجربة والروح".
كان من المتوقع الاحتفال بترميم الكنيسة في شهر تشرين الأول أو تشرين الثاني من هذا العام، إلا أنه تم تأجيل ذلك، لأسباب يوضحها البندك: "اجلنا الاحتفال، لأن الكنائس الثلاث المسؤولة عن الكنيسة، طلبت بدون تحفظ، أن تقوم هي بترميم مغارة كنيسة المهد، ونحن لم نعارض في ذلك، لأن هذا الموقع هو الجزء الأقدس من الكنيسة، فرغبوا بترميمه بالتنسيق معنا، وسيستشيروا خبراء مهمين، ومن ضمنهم خبراؤنا، ومن الأجمل لهذا الاحتفال الدولي الذي من المتوقع أن يحضره رؤساء دول ساهم مواطنوها في أعمال الترميم، ورؤساء وملوك دول قد تكون لم تساهم في الترميم، ولكنها تحب أن تشارك في الاحتفال، فأجل الحفل لإتاحة المجال، للكنائس الثلاث لانجاز ترميم المغارة، واستجابة للنصائح التي تلقيناها من أكثر من جهة، وتشير بان الرؤساء والملوك، يحتاجون إلى وقت لمواءمة مواعيدهم، فأجلنا ذلك إلى ما بعد عيد الفصح العام المقبل، فستكون هناك فسحة من الوقت نحتاجها نحن أيضًا لنحضّر لاحتفال يليق بالكنيسة، وسيكون احتفالاً مهيبًا، ومن المتوقع أن يكون كل الترميم قد أنجز".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق