أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 15 أغسطس 2019

نستولوجيا يافية..!






يعبر صاحب مبنى في يافا، عن حنين إلى الدولة العثمانية، بعد أن جرّب الاحتلال البريطاني، كما يظهر من النقش المثبت على البناية.
الرخامة التي نقش عليها الرقم، هي رخام مستورد لا يوجد مثله في فلسطين، ولطالما استوردت الحضارات التي مرّت على البلاد، الرخام، من الخارج.
يرجح المثّال جورج نسطاس، ان هذا الرخام، هو مرمر ايطالي، وحرض صاحب المبنى، على أن يستخدم تقاليد الخط في الفترة العثمانية على نقشه، مشيرا مثلا إلى التاريخ بالهجري؛ عام 1348 الموافق عامي 1929-1930م، مثبتا شعار الدولة العثمانية؛ النجمة والهلال.
على الأرجح فان صاحب المبنى، اقتنع، بعد أن رأى ما رأى من البريطانيين، أن جملا مكان جمل برك، فأصابته، على الأرجح نوبة نستولوجيا وحنين إلى الماضي، وكأنه نسي المجاعة والأمراض، وتربص العثمانيين، وجرّهم للنّاس، وقودا لحرب لم يقتنعوا بها، كما فعل بقص الأشجار، لتكون وقودا للقطار في حروب السفربرلك.
ربما كان صاحب المنزل، ما زال على قيد الحياة، عندما نفذ البريطانيون في عام 1936م عملية مرساة، التي دمروا خلالها منازل عديدة في يافا القديمة، وهجروا سكانها، الذين وجدوا أنفسهم بدون مأوى.
يلاحظ أن فخامة النقش، لا تتناسب مع تواضع المبنى، يبدو أن حرص البعض على نقش فكرته، يكتسب أهمية كبيرة، حتّى أكثر من ذكر اسمه، كما فعل صاحب المبنى الذي أغفل ذكر الاسم.
من الجيد، أن الأشجار التي قصت، وشكلت غابات فلسطين الطبيعية، عادت ونمت من جديد، وأصبح بإمكاننا، أن نرى البلوط، والسنديان، والخروب، يغطي مساحات واسعة، بعد سيطرة الأشجار الاستعمارية، كالسرو، والكينيا.
وفي قلب يافا المحتلة، ما زال النقش المرمري، ببياضه المشرب بزرقة فاتحة، قادرًا على إثارة دهشتي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق