أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 4 أغسطس 2019

تحدي المسلَّمات..!







يتحدى الدكتور عادل منَّاع، في كتابه (نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلوا في حيفا والجليل)، مرويات فلسطينية، لم يساءلها أحد.
كيف ولماذا بقي من بقي من شعبنا في الأراضي التي احتلت عام 1948م؟ وأي ثمن دفعوه؟
كتاب منَّاع سيغضب الشيوعيين، والمسيحيين (طبعًا مش كل المسيحيين)، والمسلمين (طبعًا مش كل المسلمين).
الحركة الثقافية في بلادنا ليست بخير، خصوصًا تلك الحركة الثقافية الفوارة في الأراضي التي احتلت عام 1948م، التي كانت متقدمة كثيرًا، على مثيلتها في الأراضي التي احتلت عام 1967م، وقدمت رموزًا في الثقافة الفلسطينية، والعربية، وبعضها في الثقافة العالمية. وربما لهذا السبب لم يحظ كتاب منّاع بالاهتمام والنقاش الواجبين، وكأنّه جاء في وقتٍ ليس وقته.
في فندق الدار في القدس، عقدت ندوة حول كتاب منّاع بحضوره، ولم يكن النقاش على مستوى الكتاب، لسبب بسيط، أن الحضور القليلين لم يقرأوه.
وكما يحدث في معظم الندوات حول الكتب، يمكن إغداق أيّة صفات على أي كتاب يناقش، ويمكن لأي كان الحديث، وفي أي موضوع.
قال منّاع بأنه أراد رواية حكاية المهزومين، وكتابة تاريخ شعبنا في مفصل مهم كالنكبة، حيث لم تعد الأمور كما كانت قبل النكبةـ هي نفسها بعد النكبة.
تحدّث عن كيف بدأ كتابه كفكرة، بعد تقاعده، ورغبته بكتابة قصة عائلته، فبلدته مجد الكروم، وتطور المشروع ليكتب ما حدث للفلسطينيين في الجليل.
كان عمر منَّاع، سنة واحدة، عندما وقعت النكبة، وتعرضت بلدته إلى مذبحة، ثم تهجير، وهو ما حدا بوالده الذي طرد أن يحمل عائلته، ويتنقل في عدة محطات من بينها مخيم عين بيت الماء في نابلس، ثم عمّان، فمخيم عين الحلوة في لبنان، والعودة على متن قوارب إلى عكا مع والدته الحامل في الشهر السابع بشقيقه، ومن ثم إلى مجد الكروم، لتحصل العائلة على إقامة في قريتها، بعد عناء، وأحداث معقدة ومريرة.
استذكر مناَّع، كيف أجبر وتلاميذ مدرسته على الاحتفال بعيد استقلال دولة الاحتلال، التي تشرف على المدارس، وكيف فاتحه والده بعد عدة أيّام، وأخبره، بان استقلال دولة الاحتلال هو نكبة شعبنا، وبدأ يروي له حكاية مجد الكروم، مع القتل والتشريد.
كتاب منّاع، قصص عن الصمود، والانحناء أمام العواصف، كي يبقى من بقوا ملحًا للأرض، التي تطهرها الرياح. صدرت طبعة منه بالعبرية، كتبها منَّاع نفسه، ويترجم الآن إلى الإنجليزية. سيكون حظه في اللغتين أفضل، من لغته العربية.
ليست في كتاب منّاع، الذي أمضى سبع سنوات في كتابته، أية دعاوى شعارية، وكذبية، وحكايات عنترية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق