أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

لقاء آسيا بإفريقيا..!



بعكس مصمم المتحف الفلسطيني (روكفلر) هاريسون المتأثر بأوروبا، فإنَّ الفَنَّان البريطانيّ إريك غيل الَّذي نحت الرسومات على جدران المُتحف، لم تحضر القارة العجوز إلى ذهنه. هُوِيَّة غيل، وفلسفته الفنية ترتبط بمعتقداته الدينيّة، فهذا الفَنَّان ترك الأنجليكانية، في الثلاثينات من عمره، ليصبح كاثوليكيًا، ما الفرق؟ لماذا فعل وكيف فعل، ليس مهمًا؟ المهم أنه رفع شعار: "الفن الحقيقيّ هو في الحقيقة ديني"، وديني بالنِّسْبَة له أن ينحت حسب قوانين الإله، وإن كُلّ فن وجد ليس من أجل الربح، هو فن ديني. كما ترون هذه فلسفة، وليست فنًّا، ولكنّه أبدع، وأعتقد أنه كان مدركًا لحجم موهبة المبدع الَّذي يسكن داخله.
لم يعمل غيل وفق مخططات مسبقة، وإنما تعامل مع الحجر مباشرة، وهو يصعد السلم، مرتديا العباءة، ومعتمرًا الكوفية الفلسطينية، وعلى مدخل المتحف مثّل لقاء آسيا بإفريقيا، هكذا رأى فلسطين، وفي داخل المتحف، ترك غيل، ربما أكبر مجموعة منحوتات نفذت في فلسطين، ضمن مخطط، منذ الفترة الصليبية.
نحت غيل، وكاتب زوجته، وصلى، وهو يرنو لذلك الفلسطيني السيّد، من أقرب نقطة على الأرض صعد منها إلى السماء..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق