كيف يمكن للسَّبَّابَةِ: الإِصبع التي بين الإِبهامِ والوُسطَى، إصبع التحذير والتهديد، والإشارة، والتشهد، ورمز لأنبياء، أن تصبح شاهدة؟
يمكن أن يتم ذلك بفضل قنّاص محظوظ صادفته الصُّدْفة، أو سيء الحظ خذلته الصُّدْفة، أو ماهر قرر ترك علامة مهارته بأشد الطرق لفتا.
في يوم 18-12-1955، وصل محتجون على محاولة ضم الأردن إلى حلف بغداد العسكري الانجلو-أميركي، إلى السفارة البريطانية في القدس. صعدت الطالبة رجاء أبو عمّاشة الآتية من مخيم عقبة جبر في أريحا لإنزال العلم البريطاني عن ساريته، عاجلتها رصاصات قاتلة، تحولت رجاء إلى رمز. في اليوم التالي، سالت الدماء في بيت لحم ارتقى طلبة الثاني الثانوي: إسماعيل الخطيب، وعبد الله تايه، وعبد الكريم عقل، وتحولوا إلى رموزٍ، وكانوا شرارة الهبة التي شهدتها ضَفتي الأردن ضد حلف بغداد.
قبل ارتقائهم، وقف معلمهم فهيم جَبّور في طابور الصباح، وبث فيهم الحماسة، خرجوا متظاهرين إلى ساحة المهد، لم تحتمل الحكومة صرخاتهم، ففتح جنود الجيش العربي، بقيادة غلوب باشا (أبو حنيك) البريطاني، النار.
هم ارتقوا، ولكن غيرهم أُصيب. لم يصدق وسط جلبة النار انه أصيب وأن شيئا يطير من كفه، وعندما نظر لم يجد سَبّابته، أصابتها رصاصة قنّاص، ينظر إلى السَّبَّابَةِ الناقصة، بعد كل هذه السنوات ويبتسم، لقد كانت شاهدة على كل شيء، وما زالت..!
**
اللوحة: يوحنا المعمدان لدافنشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق