لن تغير الأزمة في
الخليج شيئا بالنسبة لأبي إبراهيم الذي يسافر مرة كل عامين أو ثلاثة إلى الصين،
ليستورد ما يبيعه لحجاج الأرض المقدسة، الذين يأتون إلى أرض المسيح، ويعودوا منها
بتذكارات صُنعت هناك في بلاد البوذيين، يعلقونها في بلادهم الباردة لتدفيء قلوبهم
بالإيمان.
يسافر أبو إبراهيم،
الذي يحظى برضى الله، وبرضى أقل من الاحتلال، ولكنه كافٍ لمنحه تصريح يخوله السفر
من مطار اللد (وهو أمر عظيم الشأن)، على خطوط شركة الطيران الإسرائيلية أركيع (arkia) التي لديها اتفاقية تعاون مع الخطوط الجوية القطرية، يحط أبو
إبراهيم في مطار الدوحة ترانزيت في رحلته إلى الشرق الأقصى، ولكن الشركة الإسرائيلية
لا تتمكن في كل مرة من الإيفاء بعقدها معه، فيقضي ساعات الترانزيت في المطار، بعكس
زملائه الإسرائيليين ومن جنسيات أخرى الذين يُسمح لهم بالخروج من المطار وينامون
في فنادق الدوحة حتى ساعة قيام الطائرة، على حساب أركيع.
في كل مرة، يعتذر
المسؤولون في الشركة الإسرائيلية لأبي إبراهيم، بما يليق بتقاليد الجنتلمان، لأن
السلطات القطرية لا تعترف بقدرة جوازه الفلسطيني على اجتياز حدود المطار، فيمضي
فيه متحسرًا على بلاد العرب التي ليست للعرب.
في أزمة الخليج التي
لا أعرف عنها الكثير وربما حتى القليل، سيتشرد مسافرون عرب كثر، ولكن الإسرائيليين
لن يتغير الحال عليهم، وسيظلون يستفيدون من الشراكة بين الشركة الإسرائيلية والشركة
القطرية، كما أكدت "أركيع" في بيان لها أمس الاثنين مطمئنة الزبائن أن اتفاق
التعاون مع الخطوط الجوية القطرية لن يتأثر في هذه المرحلة بالأزمة السياسية في
الخليج، وأن الاتفاق قائم دون أي تغيير.
صحتين..للكاسبين في
السلم والحرب والأزمات البينية التي لا تنتهي..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق