تخرجت
يسره صلاح (1923-1993م) من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1946م، ويمكن تقدير
أهمية ذلك لفتاة ابنة مدينة نابلس، وابنة الشيخ المتنور عادل صلاح.
تروي
صلاح، في تذكراتها التي سجلتها لبنى عبد الهادي، وصدرت عن جامعة بير زيت عام 1992،
رحلتها في عالم العلم، والتربية، والثقافة.
سجلت
صلاح، حضورا تربويا لافتا في المؤسسات التربوية على ضفتي الأردن، ولكن حدث ما
اعتبر فاصلا بين عالمين، بالنسبة لها على الأقل، وهي هزيمة 1967، التي ضعضعتها.
خاضت
صلاح، ما يشبه العصيان المدني، وتوقفت مسيرتها التربوية، وأعلنت مقاطعتها لمنتجات
الاحتلال الاقتصادية، وقبلت بوظائف متواضعة، وبدا فعلا، ان حياتها توقفت عند ذلك
الحزيران اللعين.
يسره
صلاح من النماذج التنويرية النادرة، المستقلة عن الأحزاب، التي اتخذت موقفا، هو
بالأساس موقف يتسق مع شخصيتها، وسجاياها، مثل قلة نادرة من المثقفين الحداثيين.
غادرت
صلاح الدنيا عام 1993م، عام اتفاق أوسلو والتاريخ ليس بدون مغزى. مرحلة النخب
الثقافية والسياسية، التي ستضطلع بأكثر فترات التاريخ الفلسطيني المعاصرة قتامة.
غادرت
يسره غير نادمة على خياراتها الحياتية، والنضالية. لان حياتها بالفعل توقفت مع
احتلال ما تبقى من فلسطين الانتدابية.
أتساءل
أحيانا، إذا كان يوجد ليسره صلاح، وغيرها من رائدات مستقلات، أي موقع في الأدبيات
الوطنية، والصحافة (مثلا ملفات في ذكراها)، وعالم النشر (إعادة نشر ترجماتها مثلا)،
والرسائل الأكاديمية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق