قد
يكون من حُسن/سوء جظنا، أن فوكو، لم يدرس مجتمعاتنا، وهو يُنظّر للسلطة/القوة،
التي تتبدى فيها وضوح تمفصلاتها، بشكل يمكن للمفكرين الفوكيين أن يحسدوا، "مفكرينا"
الذين "يعرفون" كل شيء عن مجتمعاتنا المجهولة، لأنها توفر لهم فرص
مفترضة لا يستغلونها، ليبنوا شهرة عالمية، ولكنهم كنوع من "التواضع" لا
يفعلون.
كيف
تتبدى سلطة الميكرفون في مهرجان العنب؟ بحيث يمكن للمتحدثين من ممثلي سلطات مختلفة
كرئيس الوزراء، أو وزراء، وجمعيات، ومؤسسات، ان يقولوا أي كلام، وان تنقل وسائل الإعلام
ذلك، بشكل مباشر (وتخصص لاحقا برامج، وتحبر تقارير) لجمهور يفترض أن يتابع تماما
مثلما الجمهور على الكراسي، الذي ميز نفسه عن الجمهور الآخر في الأروقة.
ما
هي السلطة التي يتمتع بها حامل الميكرفون، لكي ينوه بحضور قائد جهاز أمني، ليس له أية
علاقة بالعنب أو الزراعة؟
ما
هي سلطة الميكرفون هذه التي تشل سلطة الصحافيين، وأقصد سلطة السؤال، وتجعلهم
مسرنمين، شهود زور في مسرحية كافكاوية؟
ما
هي سلطة الوزير، التي تجعل تأخره عن افتتاح مناسبة ثقافية مثلاً، مقبولاً من جمهور
مثقف، يفترض انه نقدي؟ ولكنه، وفق الأخ فوكو، لن يخطو نقديًا إلى الأمام، إلا
بالبدء بنقد حامل الميكرفون. وليس التقاط الصور معه.
ما
هي أنواع قوة السلطات التي تجعل، مؤتمرا لإعلان نصر الأسرى الثلاثة المضربين، يتحول
إلى مؤتمر شكر، لأشخاص من الصعب تعدادهم، من الرئيس إلى الفنان اللبناني مارسيل
خليفة؟
ما
مدى معرفتنا نحن، الذين نتمتع بفضول، وبقليل من الدهشة لما نسمع ونرى، بمجتمعاتنا؟
ما
هي حدود السلطة والمعرفة في مجتمع في مرحلته الأسلوية (الكولنيالية الإسرائيلية
الثانية)؟
ننتظر
ما سيكتبه جدعون ليفي في (هأرتس)، ونرجو أن يكتب، لنعرف تفاصيل الاتفاق الخاص بالأسرى
الثلاثة. من هيئة تحرير هأرتس، عرفنا مثلا تفاصيل قضية الرفيقة القيادية عضو
المجلس التشريعي، والمكتب السياسي.
لماذا
يستحق من يعيشون في مجتمع استعماري (الفلسطينيون)، خطابا دونيا بما لا يقاس، نسبة
لما يستحقه أفراد المجتمع المستعمر (الإسرائيليون)؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق