"ولكن
دور السينما هذه، لم تكن مِن حيث التجهيزات والتقنيات الفنية، متقدمة على سينما
ركسي، التي بقيت دار السينما الرئيسة، حتّى بدأ الأمر يتزعزع، عندما قرر جودة
زرزر، وهو صيدلي معروف في بيت لحم، افتتاح سينما حديثة وكبيرة بمقاييس تلك
الأيّام، وهو ما أثار حفيظة أبو قورة، خشية مِن المنافسة الجديدة، وغير المتوقعة،
ولم يعجب ذلك أبو قورة ورجاله، فهددوا زرزر، ولكن الأمور أخذت منحى آخر، عندما أصبح
أبو قورة شريكا في المشروع الجديد، الذي ظهر في عام 1956 ، باسم سينما بيت لحم،
حيث تمّ بناء دار سينما في بداية منطقة المدبسة، لتكون: سينما بيت لحم، بحجارتها
البيضاء وواجهتها النصف دائرية، ومدخلها المهيب، كان عمري لدى افتتاحها 12 عاماً،
ناداني زرزر وقال: ما دمت تدخل السينما كلّ يوم متفرجاً، فلماذا لا تأتى وتعمل
معنا، ذلك أفضل لك، وهو ما كان، وأصبحت جزءاً من المشروع الجديد، الذي شكّل نقلة
مهمة في جغرافية بيت لحم، على طريق الخروج مِن البلدة القديمة إلى مناطق أخرى مثل
المدبسة، لقد ولدت سينما بيت لحم، كبيرة، ومتطورة، تضم 600 كرسياً، وشاشة عرض سكوب
ستة أمتار، بينما كانت سينما ركسي ذات شاشة عرض حجم أربعة أمتار فقط".
**
الصورة
عن صفحة الصديق Saed Abu Hmud، وهذا تعليقه عليها:
"جودة
زرزر الذي رسم الوجه المشرق لمدينة بيت لحم بفكره الريادي في زمن الياسمين باقامة
سينما بيت لحم, بعد ستين عام المدينة التي تحولت الى مكب نفايات عضوية و عقلية ليس
هناك فيها أية فرصة للتفكير الا لشراء صندل نمرة 43 وكرشات عجل وربطة كماج!".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق