رندة
عبد الفتاح كاتبة فلسطينية-مصرية-كندية، حققت كتبها للناشئة رواجا، روايتها (حينما
كان للشوارع اسماء) صدرت في طبعتها الثانية عن منشورات (دار بلومزبري -مؤسسة قطر للنشر).
تدور
احداث الرواية في مدينة بيت لحم، التي اضطرت عائلة الطفلة حياة (13) عاما لترك
منزلها في مدينة بيت جالا، نتيجة القصف الاسرائيلي. تعيش العائلة في منزل ضيق في
بيت لحم، وعندما تمرض الجدة، تفكر حياة المسلمة بالتعاون مع صديقها سامي المسيحي،
بالتسلل الى القدس المحاصرة بالاسوار والحواجز لجلب حفنة من تراب قرية الجدة في
القدس الغربية التي هُجرت منها في عام 1948. وتقديمها للجدة علها تتعافى.
أمور
كثيرة تُحسب للرواية، التي تحمل رسالة خصوصا لقاريء غير فلسطيني، ولكن من الواضح،
ان النوايا الحسنة لا تصلح لوحدها لصنع رواية. يبدو ان الكاتبة جمعت معلومات عن
الاماكن التي تدور فيها الرواية، ويظهر ان ذلك لم يرافقه زيارة ميدانية، فوقعت في
اخطاء. فهي مثلا تقدم وصفا لكنيسة المهد، ربما يصلح اكثر لقلاع القرون الوسطى في
اوروبا، وايضا يظهر شيخ في الرواية امام مسجد عمر وهو يجمع الزكاة للمقاومين، وقد يكون
هذا المشهد مناسبا لباكستان او افغانستان.
في
طريقهما الى القدس، تلتقي حياة وسامي بمجموعة يهودية تدعو للسلام، وفي القدس
الشرقية يستعينان بيهودي يهرب الفلسطينيين الى القدس الغربية.
بعيدا
عن الضرورة الفنية لوجود الشخصيات اليهودية في الرواية، فان الرواية تقدم النماذج
اليهودية، بشكل عادي وبعيدا عن الصورة النمطية التي لازمت اليهودي في السينما
والمسلسلات العربية. ان يهود (حينما كان للشارع أسماء) يظهرون بدون انوف طويلة..!!
وهذا امر ايجابي. لست من دعاة أنسنة العدو، ولكن "بشرنته" من (البشر)
وتقديمه كما هو.
ولم
تنجو الرواية مما اصبح فلكلورا في الكتابات الفلسطينية والعربية عن المواقع
الفلسطينية، اقصد الوقوع في اخطاء غير مبررة:
-مغارة
مريم، والمقصود مغارة الحليب.
-ضريح
راشيل، والمقصود قبة راحيل.
-الشيخ
سعيد، والصحيح الشيخ سعد.
-العابودية،
والصحيح العبيدية.
-لدة،
والصحيح اللد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق