توجد
أدلة عديدة، على ان فلسطين استوردت القرفة منذ 3 الاف عام، كما يشير بحث حديث، حول
علاقة فلسطين القديمة بدول أخرى في الإقليم وفي العالم.
وحلل
الباحثون محتويات 27 قوارير من خمسة مواقع أثرية في فلسطين يعود تاريخها إلى نحو
3،000 سنة، ووجدوا أن 10 من هذه القوارير تحتوي على سينامالديهيد، المركب الذي
يعطي للقرفة نكهتها، مما يشير إلى ان تابل القرفة كان مُخزنا في هذه القوارير.
ويُعتقد
ان فلسطين استوردت القرفة، من الشرق الأقصى، كما يذكر باحثون إسرائيليون في بحث
حديث، ومن الواضح ان فلسطين ارتبطت بشبكة تجارة واسعة، مع دول أخرى في الإقليم،
فمثلا، عثر الباحثون على الفلفل الأسود، ومصدره الهند، في مومياء رمسيس الثاني،
فرعون مصر الذي عاش قبل أكثر من 3،200 سنة.
في
ذلك الزمن كان الفينيقيون، الذين استوطنوا السواحل الفلسطينية، يجوبون البحر
المتوسط، كشعب اشتهر بالتجارة، ومهارة أفراده كبحارة، إلى درجة ان المؤرخ هيرودوت،
ذكر بانهم نجحوا في الابحار حول افريقيا نحو 600 عام قبل الميلاد، وهو امر مثار شك
من قبل الباحثين. أمثال دوفري نامدار، الباحث في معهد وايزمان للعلوم، وجامعة تل
أبيب، وأييلت جلبوع، من جامعة حيفا.
وقد
لا يكون الفينيقيون، أبحروا على طول الطريق إلى الشرق الاقصى، للحصول على القرفة
والسلع الأخرى، وربما استخدموا وسطاء على طول الطريق.
القرفة
موجودة بشكل طبيعي في جنوب الهند، وسريلانكا، وميانمار، ونوع اخر موجود في الصين،
وفيتنام، ولاوس. ومن المؤكد، الحاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد أصل القرفة التي وجدت
في القوارير الفلسطينية القديمة.
ومن
بين المناطق التي عثر فيها على القرفة، تل دور، الذي كان جزءا من فينيقيا
القديمة. ويبدو أنه تم تصميم القوارير،
لحفظ محتويات ثمينة، والتي تحوي القارورة منها فتحة ضيقة مع جدران سميكة. وتم
العثور على قوارير مثل هذه في أماكن خاصة مثل تلك التي تحوي سندات الخزانة، ومخازن
المعابد.
وعلى
الأرجح، تم جلب القرفة بشكل جاف من الشرق الأقصى، وعندما وصلت فينيقيا، تم خلطها
بسوائل، ومن ثم شحنها إلى المناطق المجاورة مثل فيليستيا (والكثير منها يقع في
العصر الحديث جنوب غرب فلسطين) وقبرص.
وحسب
نامدار وجلبوع، فان الناس في ذلك الوقت خلطوا القرفة في النبيذ للحصول على نكهة
مميزة، وفي الوقت الحالي، يتم صنع وصفات
بخلط القرفة مع النبيذ.
يبدو
ان فينيقي فلسطين، لم يبرعوا فقط في التجارة والسيطرة على البحر، ولكن ايضا في
الوصفات التي تدخل البهجة الى عقول وقلوب ناس ذلك الزمن، وربما كل الأزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق