تشكل
رواية (الرياض نوفمبر 1990) للكاتب السعودي سعد الدوسري، وثيقة على تلك الاجواء
التي سبقت اندلاع حرب الخليج الثانية. الرواية صدرت بعد نحو عشرين عاما من
كتاباتها، ويبدو ان ظروف ما حالت دون صدورها في "موعدها".
يقول
الدكتور عبد الله الغذامي عنها: " كتب سعد الدوسري هذه الرواية قبل عشرين سنة، وهي تلامس الواقعة
الاجتماعية بتفاصيلها. غير أن سعداً لم يجرؤ على نشر الرواية، ومثله كان كل
أصدقائه الذين تناوبوا التناصح معه في عدم نشرها. ولقد شاعت الرواية بين الأيدي،
بالتصوير والتهادي، حتى لقد صارت أشهر رواية عربية غير منشورة.
ولو
نُشرت في حينها، لأحدثت ضجة كبيرة ومدوّية، لأنها كانت فعلاً أول رواية سعودية
تغوص في العمق وتضع اليد على الممنوع والمسكوت عنه".
يبدو
الدوسري، متحكما بأدواته الفنية، ومتأثرا بأسلوب هنري ميلر، وان كان لا يتمثل
اجوائه الاباحية، بل نجد ان الدوسري يضفي على شخوصه "طهرانية" ما. تحكي
الرواية يوميات موظف في وزارة الصحة، بعد الاحتلال العراقي للكويت، وهو في نفس
الوقت كاتب ويعمل جزئيا في الصحافة.
ينتقد
الدوسري الاوضاع في بلاده، مثلا نجد الراوي، وهو يتذكر، لا يستطيع "هضم"
قرار الملك الراحل خالد "العفوي" بتغيير اسم جامعة الرياض الى جامعة
الملك سعود.
ولكن
النقد الذي يوجهه الدوسري، لا يرقى لمستوى النقد الذي رأيناه في روايات سعودية
حديثة مثل (الحمام لا يطير في بريدة) ليوسف المحيميد.
وقد
يكون ايجابيا حصول الرواية على جائزة وزارة الثقافة السعودية لعام 2012، لا شك ان
هذا يشكل انفتاحا رسميا على الادب الحقيقي والصادق.
يتطرق
الراوي الى مشاكل الرقابة في الصحافة السعودية ويعطي مثلا: ""نُشر ذات
عدد، عقب الاجتياح الاسرائيلي لبيروت، قصة للروائي والشاعر الفلسطيني، عبد اللطيف
عقل. وكان يروي في احد مقاطعها ان جريحا فلسطينيا كان يدعو، وان الدعاء اصطدم
بطائرة اسرائيلية، فارتد اليه وقتله، طلبت الوزارة من رئيس التحرير ورئيس القسم
الثقافي تبرير هذا الالحاد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق