أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 5 أغسطس 2013

عجائب الدنيا في بحرك يافا..!!

يكاد محمود سعدو زينب (29 عاما)، لا يفارق بحر يافا، وهو ما يتناسب مع عاشق للبحر مثله، أمضى 19 عاما من عمره فيه.
يعتبر زينب، البحر عالمه، كما قال وهو يقف على قاربه الصغير المسمى (حسكة) استعدادا لخوض غمار تجربة ج...ديدة في الصيد، متوغلا في البحر الهائج.
عن أنواع السمك التي يحظى بها، وأيها افضل قال زينب: "كل سمك بحر يافا زاكي وهو طازة، أعشق بحر يافا، عروس البحر، عروس فلسطين، وأعشق سمكه".
ويفضل زينب، مثل باقي بحارة يافا، موسم الشتاء، حيث الأنواع الوافرة من الأسماك.
ويقول: "في الشتاء، تكثر أنواع السمك التي نجدها في شباكنا، مثل بلاميضة (غزال البحر)، والتونا (بلاميضة السمرا)، واللوقس، والريدة، والصراغيس، والسردين، وأنواع كثيرة أخرى، وسبحان الله، تخف هذه الأنواع في الصيف بنسبة 90 % وتبدأ تظهر أسماك اخرى مثل المرمير، والبوري، وقناديل البحر، التي تعلق في شباكنا، وتترك حرقانا على أجسادنا، قناديل البحر عدوة البحارة".
ويصطاد زينب، ورفاقه من البحارة، أيضا سمك القرش، الذي يسميه "ملك البحر"، لكن البحار المسن أبو علي، الذي بدا غاضبا من البحر، على قدر حبه له، لأنه يعود منه وشباكه غير مليئة بالأسماك هذه الأيام، يقول انه تم منع البحارة من صيد القرش، بدعوى انه يجب حمايته. ويسخر أبو علي من ذلك متسائلا: "عندما يشكل القرش، خطرا على الناس، عندها لا احد يحميهم؟ سنظل نصيد القرش، رغم كل شي".
ولا يخاف زينب، أبدا من سمك القرش، ويقول: "بالنسبة لي أتعامل مع القرش مثل أية سمكة عادية".
يخرج زينب إلى البحر صباحا وليلا، وتستمر الرحلات الليلية، حتى الفجر، ثم يرتاح الصيادون، ساعتين أو اكثر، ليواصلوا بحثهم في البحر، حتى المياه الإقليمية، عندما يرون "الدبور" وهي كناية عن خفر السواحل الإسرائيليين.
ليست الأمور على ما يرام بالنسبة لزينب، وباقي الصيادين في يافا، الذين يشكون من "غضب البحر" من أمواجه وتياراته.
ويقول البحار أبو علي: "لم تكن الأمور بمثل هذا السوء سابقا، البحر تغير، والسمك قل، لذا تجدني مستاء، صحيح انني أعشق البحر، لكنني عندما أعود دون سمك، اكرهه بشدة، لكن هذا الكره لا يدوم طويلا، بعد ساعات، أجدني أخوض غماره من جديد".
ينتمي زينب، إلى عائلة، عاش رجالها في البحر ومعه، منذ أجيال، لذا فانه لا يتصور ان يكون له أي مكان بعيدا عنه، رغم ان: "البركة خفت في البحر، وكثير من الصيادين غادروه، ولكن ماذا أفعل؟، البحر بالنسبة لي هو حياتي".
بالإضافة إلى البحارة العرب، يوجد في ميناء يافا القديم، بحارة يهود، لكنهم أقلية، كما يقول زينب. ويضيف: "جميعنا هنا بحارة، ما يأتي إلى البحر، يصبح درويشا له، لا فرق بين بحار عربي أو يهودي".
يتذكر زنيب الكثير، مما خبره في البحر، وآخر شيء هو انحراف مركب باتجاه صخرة اندرومودا الأسطورية، بسبب الأمواج، فتحطم المركب، لكن البحارة نجوا.
يتم بناء المراكب بأنواعها في عكا، لكن كثيرا من الصيادين، يرممون مراكبهم القديمة. وحسب زينب فان أنواع القوارب التي يستخدمها البحارة هي:
- الحسكة، ولها ماتور خارجي.
- اللانش، وهو أكبر قليلا من الحسكة.
- المركب، الذي يضم خمسة صيادين، منهم الريس والعمال البحارة.
عندما يخرج بحارة يافا إلى البحر، يستمعون لأغاني فيروز، خصوصا (أذكر يوما كنت في يافا)، ولا يرددون أغاني البحر، كما يقول أبو علي، إلا بعد أن يختبروا ما يجود به البحر، ويرون شباكهم مليئة بالأسماك.
ومن الأغاني المحببة لدى صيادي يافا: "صياد بشدة.. برداو سقعة وحامل عدة".
يأخذ البحارة معهم أي أكل يريدونه، لكن البحارة في المراكب، يشوون السمك على الداخون، ويتناولون "أزكى سمك في الدنيا" كما يقول زينب.
ويعشق زينب أيضا أكلة (الصيادية) التي يقول بانها أكلة يافية بامتياز، مع بضعة رؤوس من الثوم، والبصل، وحبات البطاطا، والأرز.
الصياد أبو علي رأى في البحر، خلال رحلته الطويلة معه كما يقول: "عجائب العالم"، ومؤخرا، رأى كيف أكلت سمكة قرش جزءا من رجل زميل له، "يلعن الساعة التي رأيت فيها البحر، صحيح انني أحب البحر، لكنه يغضبني الآن، زعلان منه، السمك قليل، والتعب كثير" يقول أبو علي وهو يرمم خيوط شبكة كبيرة، استعدادا لركوب البحر مرة أخرى.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=7&id=212289&cid=3029

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق