أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 30 أغسطس 2013

قصر تياسير، نموذج للإهمال وقلة الحيلة

يمثل موقع (القصر) التاريخي، في قرية تياسير، قرب طوباس، شمال شرق نابلس والتي تبعد عنها نحو 22 كم، مثالا على الإهمال وقلة الحيلة التي تعاني منها الاف المواقع الأثرية الفلسطينية، التي لا يُعرف عددها. لعدم وجود سجل إحصائي، يعتمد على مسح ميداني.

والقصر، عبارة عن بقايا مبنى مقام على معصرة زيتون قديمة، اقتربت منه المنازل، وهو معرض للتاكل مع مرور الزمن، في ظل عدم وجود أية حماية له، أوّ مشروع قريب لحمايته.

يقول عروه جابر، الناطق الرسمي باسم مجلس قروي تياسير: "ليس هناك ارشيف أوّ معلومات موثقة عن الاثار في تياسير، ونحن على استعداد كامل من أجل التنسيق مع أي جهة معنية، لإعداد مثل هذا الارشيف التوثيقي، الذي نعتقد بانه أصبح ضروريا".

وردا على سؤال، حول مدى تأثر المواقع الأثرية في القرية، كالقصر، الذي أصبح بين المنازل، قال جابر: "نعم انها تتأثر بشكل مؤكد، نتمنى لو كان بالإمكان نقلها إلى مكان اخر بمساعدة جهات معينة".

ولكن كيف سيتم نقلها؟، يجيب جابر: "بطريقة تحددها وزارة السياحة والاثار بحيث لا يتم تشويهها، والهدف الحفاظ على هذه الاثار المعرضة للتآكل المستمر".

وهل اتصلتم مع الوزارة بهذا الخصوص؟، يجيب جابر: "لا ولكنه على جدول أعمالنا". ويقدر جابر، بان موقع القصر، تضرر خلال السنوات الماضية بنسبة يقدرها بـ 50%، مما يتوجب معه قرع أجراس الانذار. ولكن يبدو ان لا أحد، من المسؤولين، سمع صوت هذه الأجراس. او لا يرغب بسماعها.

ويقر جابر، ببعض الحقائق، حول الضرر الذي تعرض له موقع القصر، "لقد تم بناء العديد من البيوت حوله، واستخدام بعض حجارته في أماكن بعيده".

هذا النهب للحجارة الاثرية، استمر كما يقول جابر، منذ 50 عاما وحتى الان. ولا تعتبر تياسير، استثناءا في هذا الجانب، فهذا النوع من نهب الحجارة الأثرية، حدث ويحدث في أماكن متفرقة في الأراضي الفلسطينية. ويتم استخدامها في بناء منازل، او جدران حول الحقول.

وبالإضافة الى القصر، يوجد في تياسير مواقع اثرية عديدة، لمعاصر لزيت الزيتون والعنب واثار لقصر قديم وكهوف اثرية، تؤكد على ان القرية، سُكنت في مراحل تاريخية عديدة.

ويتحدث أهالي القرية، عن وجود بقايا اثرية مهمة، مثل مستحثات لبقوليات كالعدس، والترمس، يمكن ان تثير اهتمام الباحثين والجامعات لإجراء دراسات، وأبحاث.

ويأمل جابر، وغيره من مواطني القرية المتحمسين للمواقع الاثرية فيها، ان تلقى دعواتهم للجهات المسؤولة بالالتفات لقريتهم، اهتماما. خصوصا وان الخطاب الفلسطيني الرسمي، وغير الرسمي، يعلي من قيمة الاثار في الهوية الوطنية، والصراع على الأرض. ويحتاج ذلك، كما يعتقد البعض الى تجسيد حقيقي على هذه الأرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق