أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 22 سبتمبر 2011

صيد العقارب في وادي القلط






في الطريق الى وادي القلط، اخذ الدكتور مازن قمصية، استاذ الاحياء في جامعة بيت لحم، يُسلي تلميذيه طارق زبون، وابراهيم سلمان، برواية ما حدث معه من مغامرات مع عالم الحيوانات، جعلته يكون في تماس مع الموت اكثر من مرة.

عالم الاحياء الفلسطيني، الذي كان يصطحب تلميذيه في رحلة علمية الى وادي القلط، الواحة الاخاذة في برية القدس، التي تخضع لسلطة الاحتلال المحكمة، روى كيف انه في احدى المرات، دخل كهفا واسعا في الجزائر، بحثا عن الخفافيش، لدراستها، وفجأة تعطل المصباح الكهربائي، ولم يعد يعمل، وبقي اكثر من يوم ونصف، يصارع الظلام، في مكان لا يعرف احد من معارفه او عائلته، انه موجود فيه، حتى تمكن بتحفيز حواسه، من معرفة المدخل، والخروج سالما، بعد ان اقترب من الموت.
قمصية معروف في المجتمع المحلي، كناشط في المقاومة الشعبية، وهو النشاط الذي اودى به اكثر من مرة الى السجن، وكمفكر سياسي، صدرت له مؤخرا الترجمة العربية لكتابه عن المقاومة الشعبية في فلسطين، عن مؤسسة مواطن في رام الله، لكن قلة يعرفون عن نشاط قمصية العلمي، وعن تخصصه في الثدييات، ووضعه للكتاب المرجعي عن ثدييات الاراضي المقدسة الذي صدر بالإنجليزية في اميركا.
هدف الرحلة الى وادي القلط، هو الامساك بعدد من الحيوانات ووضعها تحت الاختبار في مختبرات جامعة بيت لحم، حيث بدأ قمصية في مشروع غير مسبوق، سواء في الاراضي الفلسطينية او اسرائيل، ويتعلق بدراسة كروموسومات الحيوانات التي تعيش بيننا ونعرف عنها القليل.
عندما وصل قمصية، وفريقه، الى وادي القلط، عبر طريق وعرة، نصب شباكه لصيد الخفافيش، بالقرب من عين القلط، ثم انطلق في رحلة قصيرة استكشافية، لتحديد المواقع التي سيضع فيها المصائد، التي تستهدف الفئران الشوكية.
عاد قمصية وفريقه، واستحموا في البرك المجاورة لعين القلط، وبعد تناول العشاء، انطلقوا من جديد، بعد ان انقسموا الى فريقين، لنصب المصائد، والتقاط العقارب، بواسطة اضاءة خاصة، تحدد امكنة اجساد العقارب الفسفورية.
في هدأة الليل وسكونه المطبق في وادي القلط، ابدى قمصية، وفريقه جرأه كبيرة، وهم يصعدون التلال وينزلون الوديان، خلف الفئران والعقارب، وعندما التقوا بعد انهاء المهمة قرب العين، كشف قمصية عن حصيلة ما أمسكه من عقارب وضفادع.
وبعد فترة استراحة ولهو في المياه، على ضوء القمر، قاد قمصية فريقه مرة أخرى، للبحث من جديد عن مزيد من العقارب، ومع تقدم الليل، اختار كل فرد من الفريق مكانًا مناسبًا، ليدس نفسه في كيس النوم الخاص به، ليسرق ساعات من النوم  غير العميق والمتقطع في هذه البرية التي تحيط بها المستوطنات.
في الفجر، كان قمصية اول المستيقظين، وقصد فورا شبكته ليجد احد الخفافيش الذي يصارع لكي يتحرر من شباكه، ساعده قمصية، وقدم له الماء، قبل ان يضعه في قفص خاص، ثم انطلق وفريقه لجلب مصائد الفئران، ولم تكن الحصيلة كبيرة، حيث دخل ثلاثة فئران فقط في المصائد، ولكنها كانت كافية لغايات البحث الذي يجريه قمصية.
نظف قمصية وفريقه المكان، وحملوا معداتهم، ليعيدوا قطع الطريق الصعب والمتعرج، الذي ساروا عليها بالأمس، ولكن هذه المرة بكثير من الزهو، وهم يحملون "الغنائم" من الحيوانات التي امسكوا بها.
يقول قمصية: "الهدف من المشروع الذي أعمل عليه، معرفة طبيعة فلسطين، بما يخص الحيوانات، وتصنيفها بطريقة علمية صحيحة، لأنه في كثير من المرات يتم وصفها بشكل غير علمي، ونعمل على مشروع لفحص الدي إن إي، والكروموسومات، لأنه في أحيانٍ كثيرة، لا يكون التصنيف حسب الشكل الخارجي، صحيحا".
ويضيف: "هذه المرة الاولى التي يتم فيها تصنيف الحيوانات عن طريق الكروموسومات في فلسطين، واقصد كل فلسطين، ولم يسبق للإسرائيليين أن فعلوا ذلك".
ويعتقد قمصية، أن ما يفعله يؤسس لأبحاث مستقبلية: "عندما ننجز بحثا وننشره في مجلة علمية متخصصة، يأتي اخرون ويبنون عليه، وهذا ما نأمله".
ويقول انه نتيجة هذه الرحلة القصيرة الى وادي القلط، تم تسجيل اكثر من 30 نوع من الحيوانات، من الثدييات، والطيور، والحشرات، والزواحف، وغيرها.

هناك 3 تعليقات:

  1. I truly love your blog.. Pleasant colors & theme.
    Did you create this amazing site yourself? Please reply back as I'm wanting to create my own personal site and want to learn where you got this from or exactly what the theme is called. Thanks!
    Here is my page :: premier league transfer news january 2013

    ردحذف
  2. Actually no matter if someone doesn't understand after that its up to other viewers that they will help, so here it happens.
    Visit my website :: epl transfer news bleacher report

    ردحذف
  3. أنا طالبة في جامعة بيت لحم .. أدرس علم اﻷحياء، وعندي هواية منذ صغري أن أجمع العناكب والحشرات .. وأنا معجبة بأعمالك كثيرا وأتمنى أن أكون أحد طلابك وأن أكون من المشاركين في هذه الرحلات العلمية ..

    ردحذف