أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

طوباوية الدولة..قيادة من نوع جديد..!؟



فيما يلي راي في دولة ايلول، الذي نشر في العدد الاخير من مجلة العربي الكويتية، ضمن تحقيق اعده الصديق تحسين يقين:
قد تبدو الفكرة طوباوية، او مغرقة في الركض وراء اوهام براجماتية، ولكنها استطاعت حتى الان اثارة كل هذا الاهتمام المحلي، والعربي، والدولي.
على الصعيد المحلي، ومن خلال استمزاجي اليومي لاراء مواطنين، فانهم لا يأخذون الامر على محمل الجد، ومنهم من يسخر منه، وهم يروون النشاط الاستيطاني المتسارع، واجراءات الاحتلال المختلفة، وهي تغير طبيعة فلسطين، وتصنع تاريخا على ارضها، بقوة الحديد والنار.
"معقول سيكون لدينا دولة..!" لا احد يصدق ذلك هنا، وفي الوقت ذاته لا يريد احد ان يرى "دولة شكلية"، اعلانا رمزيا اخر، كما حدث مثلا عام 1988، وقبلها بعد النكبة، بإعلان دولة عموم فلسطين.
وامر اخر قد لا يكون اقل اهمية، في الهوجة الاعلامية حول الدولة، يمكن ملاحظته لدى ناس فلسطين، وهو عدم ثقتهم بالقيادة الفلسطينية، ويشعرون بانها ستتراجع، عن ما اصبح يعرف باستحقاق ايلول، بغض النظر عن الموقف منه، وقد يكون الطلب من القيادة الفلسطينية، الانتباه لترميم علاقتها مع شعبها، غير واقعي، مع استمرار تراث من عدم اخذ مشاعر ومطالب الناس بالاعتبار. والنظر اليهم كأرقام ويُستخدمون كاحتياطي في الشعارات والهبات مثل: "ع القدس رايحين شهداء بالملايين".
الذهاب قدما في (استحقاق ايلول) جاء تعبيرا عن مأزق ما عُرف بمسيرة السلام، التي لا تنتهي، ولم يعد مجديا اجراء اية عمليات جراحية لها، سمعت الرئيس ابو مازن يقول قبل اشهر في بيت لحم: "قدمت كل ما طلبوه مني، والتزمت بخريطة الطريق وكل الاتفاقيات، ولا اعرف ماذا يريدون مني؟".
القيادة تذهب الى هذا الاستحقاق وهي مأزومة، وربما تعلم، كما ارى، بان ذلك لا يمثل حلا استراتيجيا لصراع طال اكثر من اللازم، واخشى في الوقت ذاته، ان يشكل تراجعا، عن قرارات دولية سابقة مثل قراري الجمعية العامة 3236 لعام 1974، وقرار 3376 لعام 1975 بشأن تأسيس لجنة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف (حق تقرير المصير، والدولة المستقلة كاملة السيادة، والعودة إلى الديار الأصلية).
هذه القرارات هي التي تجعلنا نتمسك بما يسمى الشرعية الدولية، واخشى ان يصبح هناك سقف جديد اخر للمطالب الفلسطينية وهي "استحقاق ايلول": دولة شائهة على الورق، لا تتحقق، وانما ستصبح عنوانا لأدبيات سياسية فلسطينية لعقود مقبلة، مع استمرار الصراع الذي يحتاج، من الجانب الفلسطيني، اولا وقبل كل شيء قيادة من نوع اخر، غير تلك التي قادت شعبنا خلال القرن العشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق