كنت اؤمن بهذا الشعار: "قل لي ما هو موقفك من المراة اقول لك من انت.." لا اعرف كيف تبنيته وربما انا وضعته لنفسي، ولكنني تخليت عنه لصالح شعار اخر: "عندما ارى كيف تتعامل مع المراة ساعرف من انت".
وفي الواقع فان 100% من رجال العرب الذين عرفتهم يصبحون في عرفي متخلفين، ولذا فاننا لن ننجح ابدا في احداث ثورة حقيقية.. وسنظل نراوح مكاننا.ما علاقة هذا بما سانشر الان؟ يبدو انني اثرثر، قبل نشر رسالة احمد سعدات للناشطة سحر عبدو:
عبر احمد سعدات، امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن تقديره للمراة الفلسطينية، وذلك في رسالة ارسلها من سجنه الى الناشطة سحر عبدو، من حيفا، والتي تنتمي لحركة (ابناء البلد) الراديكالية.
ونشرت عبدو رسالة سعدات، الذي يقضي حكما بالسجن، لدوره النضالي خلال انتفاضة الاقصى، على حسابها على الفيس بوك.
يخاطب سعدات سحر: " كلما هممت بكتابة رسائلي للعائلة أهم بكتابة رسالة لكِ تُعبر عن شكري وامتناني، لكن ما أن أفرغ من كتابتها حتى أؤجل كتابة هذه الرسالة، ليس كسلاً أو مللاً بل طمع في اختيار الكلمات والمواقف التي تليق بمخاطبتك، واليوم عزمت على الأمر وقد اخترت ثلاث شخصيات إنسانية وجدت أنها تجسد الأبعاد الإنسانية التي تلخص شخصيتك... الأولى من وحي سينما هوليوود التي لا أهيم بها لكن كما يقال أحيانًا ينبت الورد في الشوك.. فشخصية ساعي البريد كما ينقلها الفيلم والتضحيات التي يقوم بها والأخطار التي صورها الفيلم التي تصل حدود ومواجهة الموت والموت أحيانًا، ففي هذه الشخصية وسيط متميز ينقل ما يكتب بعبارات مرتاحة تتضمن الوجد والعواطف الإنسانية وكل صنوف التفاعل الاجتماعي مرورًا بقرارات الحرب والسلم لتستقبل وتقرأ ويجري التفاعل معها في أوضاع مرتاحة.. واعتقد أن كلا من الكاتب أو القارئ لم يفكر يومًا في ذلك الجندي المجهول والمتاعب التي يواجهها لينقل أهازيج القلب والوجدان ويشيع الفرح بين الناس..".
ويقول: "أما الشخصية الثانية فهي الراهبة.. هذه الإنسانة الوديعة أو الملاك الذي روحًا طائرة محلقة دون أن يتحرك الجسم من مكانه، فهي الممرضة التي تمسح الجروح وتجفف الدموع وتعيد للجسم المتيبس برودة حرارته الطبيعية وتحرك الدماء التي تعطي الحياة وأحيانًا تلاطف التلميذ الطفل وتجهد وتغني أو ترنم لتوصل إليه المعرفة، فهي تعطي ولا تأخذ وتطرد الحرمان وتشع الاطمئنان وتحرك دواليب الحياة، دون أن تشعر أنها تجمدت عند نقطة الصفر وتحجرت عواطفها فقط لاعتقادها أنها ترضي الرب وتجسد الآية القرآنية "يخلق الحي من الميت" ولا أعتقد أنّ أحدًا منا حاول أن يخاطبها من الداخل ليرى أو يسمع أو يطمئن على الأقل بأنّ رضا الرب عندها يعادل الحياة في أعرافها، وربما يكون هذا سلبي وماشوسي لكنه مع ذلك رافعة حقيقية في إنتاج الحياة ومياهها.."
ويضيف: "أما الشخصية الثالثة الأكثر واقعية وتجسم مجموعة القيم الايجابية في الحياة فهي تلك الأمهات من شعبنا اللواتي تطوعن مع بدايات الاحتلال لزيارة الأسرى في السجون دون أي رابطة اجتماعية.. وفقط لمجرد أنّ هؤلاء الأسرى "غرباء" جاؤوا من خارج الوطن ولديهم حنين لأمهاتهم.. وكانت زيارتهن مُركبة.. زيارة متنقلة من سجن إلى سجن من أقصى الشمال إلى الجنوب.. ومن المناخ البارد المتجمد إلى الصحراوي المشبع بالغبار، وزيارة للأهل والأقارب في الخارج ونقلها إلى الأسير المحروم لتعوضه حرارة الفراق، وقد حدث أن زيارات إحدى الأمهات لولدها في السجن بصحبة من كانت تقوم بدورها، وكما شاهدت وأوحي لي أن الأم الحقيقية هي تلك الملاك الذي عوضه في سنوات الفراق، فقد كان يخاطب أمه عبر الأم التوأم الاجتماعي غير العضوي".
ويختتم سعدات رسالته المعبرة: "بهذه النماذج فضلت محادثتك ففي ظل غياب العلاقة الاجتماعية الملموسة يصعب التعبير إلاّ من خلال النماذج التي قد نرى أن تجسم المخاطب، وربما الجامع بين هذه الأمثلة المتناثرة هو العبارة التي تقضي "أن الجسر أهم بكثير من العابرين عليه في اتجاهاته المتعاكسة"، فكيف إذا كان الجسر إنسانًا، حينها يصح القول انه فراشة مزركشة بمزيج من الألوان المتناسقة التي تقوم بعدة وظائف في آنٍ واحد، وهي تطنُ أو تزنُ فرحًا وهي تنتقل من زهرة إلى زهرة ومن شجرة إلى شجرة وتعطي الحياة بمضمونها العضوي للنبات والبهجة للإنسان... آمل أن أكون قد وفقت في نقل أفكاري التي تعبر عن شكري وامتناني لكِ وتقديري لانسجام مكونات الشخصية الإنسانية في شخصك الكريم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق