أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 13 يوليو 2011

متحف التسامح لا يتسامح مع العظام الفلسطينية




تقرير كتبته عن الالم المستمر فيما يخص مقبرة (مامن الله) بالقدس:
تمارس سلطات الاحتلال في مقبرة مأمن الله بالقدس، لعبة شبيهة بصراع (القط والفأر)، تأتي طواقم الاحتلال الى المقبرة وتضع علامات حمراء على القبور، المقرر هدمها في المقبرة التاريخية، وفي ساعات الفجر الاولى، تبدا الجرافات بعمليات الهدم، لكي لا تثير حفيظة المحتجين العرب، وعمليات الهدم هذه لم تنته منذ عام النكبة، عندما اصبحت المقبرة ضمن القسم المحتل من القدس، فحولت جزءً منها حديقة يرتادها المثليون من اليهود، وموقف للسيارات. ومنذ عام 2006، تعمل سلطات الاحتلال لإقامة متحف باسم (التسامح بين الاديان) على ما تبقى من المقبرة.
تضم المقبرة رفات اكثر من 100 ألف من القادة التاريخيين ومشاهير الصوفية وفقهاء وأدباء ومقاتلين وأبناء العائلات المقدسية، واستخدمت منذ أن فتح المسلمون القدس، وارتبطت بتاريخ المدينة المضطرب ومفاصله الحاسمة، وفيها عسكر جنود صلاح الدين الأيوبي، عندما استعاد المدينة من الصليبيين.
ووسط المقبرة، يوجد مقام (الكبكي). الذي يعتبر رمزا للمقبرة، مع قبته، التي وصفها الرحالة والمستشرقون بأنها: "جميلة وفريدة ومثيرة للمشاعر"، ويطلق المقدسيون عليها (الكبكية) أو (القبقية) حسب اللهجات المحلية، وهو مشتق من اسم صاحبها المدفون داخلها الأمير علاء الدين ايدغدي بن عبد الله والمعروف بالكبكي. ويعكس بناء القبة مكانة صاحبها القائد المملوكي ليس فقط في تاريخ القدس، ولكن دوره في الدولة آنذاك.
من المؤكد انه لم يكن يدور في خلد الأمير الكبكي، انه سيأتي يوم، تنقلب فيه الأمور بالشكل الذي يحدث الآن، فيتحول مقامه إلى ما يشبه المزبلة. بينما تسعى شركة إسرائيلية- أميركية، لإقامة المتحف، الذي طرح مخططه،  مع بداية عام 2000، من قبل مركز (فيزنتال) ومقره لوس أنجليس، ولقي المخطط تشجيعا من أيهود اولمرت، رئيس بلدية القدس آنذاك.
ولم يطرح المشروع في البداية ليكون على المقبرة، ولكن ولحسابات سياسية تندرج في ملف تهويد القدس تغير المقترح، وبخطوات متسارعة. وأطلقت حملة لجمع التبرعات في أميركا لإقامة هذا المتحف الذي قدرت تكلفته بأكثر من 200 مليون دولار. واختيرت المقبرة تحديداً لأنها تقع في المنطقة الرابطة بين غرب القدس وشرقها، وهي بمثابة البوابة الواسعة لتهويد البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ووضع مخططات المتحف مهندس مشهور اسمه فرانك جيري. بتاريخ 24/11/2002 وعقد احتفال في ديوان الرئيس الاسرائيلي آنذاك موسى قصاب لإطلاق المشروع.
وفي يوم 2 مايو (أيار) 2005، وضع آرنولد شوارزنيغر، حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية، والممثل المشهور، وقصاب، وبحضور كبار رجال الدولة العبرية، حجر الأساس للمشروع على أرض المقبرة وغلبه الحماس وهو يخاطب المحتفلين فقال: "قبل نحو ثلاثة آلاف سنة وقف الملك سليمان في مكان كهذا حتى يبني الهيكل ونحن وعلى نفس التقليد من الأمل نقف اليوم هنا، وهذا المتحف سيكون المعبد ـ الهيكل الذي سيرشدنا".
وأطلق وضع حجر الأساس حملة مضادة من قبل الفلسطينيين الذين لم يستطيعوا فهم التناقض بين إقامة متحف للتسامح بين الأديان، يقام على مقبرة تخص أحد هذه الأديان، وهم يعلمون ضمناً خفايا المشروع. وتم إغلاق 15 دونماً من أراضي المقبرة، وبدأت حفريات، نبشت خلالها قبور المسلمين، وهدمت قبور وشواهد أثرية.
وخاضت مؤسسة الاقصى للدفاع عن المقدسات، معركة قانونية، لإيقاف العمل في المتحف، ونجحت مرات وفشلت مرات.
ويوم امس الثلاثاء، صادقت ما تسمى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس على المخطط الجديد لبناء ما يسمى بـ "متحف التسامح"، على جزء من ما تبقى من مقبرة مأمن الله في القدس، مما يعني ان المقبرة التاريخية ستدخل مرحلة جديدة من عملية تهويدها.
وقالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان لها اليوم، ان هذه المصادقة: "سيؤدي بالتأكيد الى نبش وتدمير آلاف القبور، لا يقل عن أربعة آلاف قبر موجودة في الجزء الذي يخطط له مركز فيزينطال وجهات اسرائيلية لبناء المتحف المذكور".
واضافت: "ان هذا القرار يعتبر مساً خطيراً بكل المسلمين في انحاء العالم واعتداء صارخ على حرمة قبور الصحابة والشهداء والعلماء والصالحين"، وحملت مؤسسة الاقصى المؤسسة الاسرائيلية مسؤولية "هذه الجريمة النكراء".
واضاف بيان مؤسسة الاقصى: "ان هذه المصادقة هي حلقة من سلسلة جرائم المؤسسة الاسرائيلية بحق مقبرة مأمن الله والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والداخل".
وتقدر مساحة المقبرة، بأكثر من 200 دونم وقدر المهندسون مساحتها يوم 14/6/1929 بنحو 137.450.29 م2 وسجلت كوقف صحيح مضبوط، لدى دائرة الطابو في عهد الانتداب البريطاني، ولكن الآن لم يبق منها الكثير والسر تكشفه البنايات الشاهقة ومواقف السيارات والحديقة الكبيرة وغيرها من منشآت أقيمت على ارض المقبرة.
وما تبقى من المقبرة الان جزء صغير من مساحتها الكلية، يتخلله شوارع للمتنزهين، ودكاكين إسرائيلية، ومنذ عام 1948، وإسرائيل تسابق الزمن لطمس معالم المقبرة، فتم نبش القبور وحرقها، ويقدر بان 95% من القبور تم نبشها، في حين تعمل السلطات الإسرائيلية الان، لإزالة الباقي.

هناك تعليقان (2):

  1. Hi there colleagues, pleasant piece of writing and
    nice urging commented here, I am genuinely enjoying
    by these.
    Feel free to surf my page - chelsea transfer news 2010

    ردحذف
  2. I am regular reader, how are you everybody? This piece of writing posted at
    this web page is genuinely good.
    My site :: liverpool transfer news

    ردحذف