أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

القشلة وايام مع عصابة احمد السلواني..!







ارتبطت (القشلة) بالقدس، في أذهان كثيرين من الفلسطينيين، بقمع عدة عهود تتالت على بلادنا، وكلها قمعتنا واستزفت ثرواتنا، ولعنت سنسفيل اجدادنا.
عندما يقول الشخص (القشلة) فانه يقصد ذلك السجن في منطقة باب الخليل بالقدس، والذي تستخدمه الان الشرطة الاسرائيلية.
بنى القشلة، ابراهيم باشا لدى غزوه لفلسطين في ثلاثينات القرن التاسع عشر، وتحولت الى سجن عثماني، وبريطاني، واردني، والان اسرائيلي، ودخلها عدد لا يمكن معرفته من الفلسطينيين خلال هذه العهود.
في بداية التسعينات، قبضت علي الشرطة الاسرائيلية على باب الاقصى، انا وصديقي عادل، بتهمة الدخول الى القدس بدون تصاريح، وتم نقلنا الى القشلة، حيث امضينا عدة ساعات، نُقلنا بعدها الى المسكوبية، وتحديدا الى غرفة رقم 12 العجيبة، التي تحدثت عنها في روايتي (المسكوبية)، ولكن الغرفة لم تعد تلك التي كانت في الثمانينات، لقد تم تصغيرها، فاصبحت اصغر، وإن كان لها نفس الدور، في "احتضان" المساجين الجنائيين، والاسرى الامنيين، مؤقتا قبل نقلهم الى السجون الاخرى.
وفي هذه المرة سمعت اعجب نقاش سياسي، فيومها كان الاتحاد السوفيتي يتفكك، ويصعد يلتسين الى سدة الحكم، على متن دبابة، وكان هذا الموضوع هو المسيطر، على جلسات النقاش بين اعضاء العصابة التي يقودها احمد السلواني، الذي كان يحسم النقاش على طريقته الامرة، ورد على الذين لم ياسفوا على سقوط الاتحاد السوفيتي من عصابته باعتبار ان ذلك الاتحاد كافر لانه شيوعي:
_يا بجم كلب يعوي معنا ولا كلب يعوي علينا..!
امضيت اياما وسط عصابة احمد، سعيدا ينقاشاتهم السياسية..!
عودة الى القشلة،..في بادرة هي الاولى من نوعها، قررت سلطات الاحتلال، فتحها للجمهور الاسرائيلي لمدة ثلاثة اسابيع، للفرجة والاطلاع على واحد من المعالم المشهورة بالقدس.
وكما تفعل سلطات  الاحتلال في كثير من الاحيان، فانها صاحبت فتح القشلة بحملة دعاية، لا تخلو من اهداف سياسية، مثل اجراء لقاءات مع يهود اعتقلوا فيها خلال الاحتلال البريطاني.
وتحدث احد المساجين الاسرائيليين ويدعى صمويل ماتزا (84) عاما، عن "كفاحه" قبل 64 عاما، من اجل تاسيس الدولة الصهيونية، واعتقاله في القشلة.
وقال، بانه كان عضوا في عصابة الارغون، عندما اعتقله البريطانيون وعمره عشرين عاما، واضاف: "كنا ننام على الأرض على الخرق التي كانت مليئة بالقمل لم يكن هناك ما يكفي من الهواء، وكنا ننام معا 20 شخصا في زنزانة واحدة".
واظهر ماتزا، كتابات نقشها على الجدران، خلال فترة سجنه، يتحدى فيها سجانيه، و"يبشر" بقيام اسرائيل، ومن المتوقع ان تستغل اسرائيل مثل هذه الامور، في امور دعائية.
على فكرة سلطات الاحتلال التي تستخدم مبنى المسكوبية بالقدس الغربية كسجن للفلسطينيين، خصصت جزءً من المبنى كمتحف يروي "بطولات" اعضاء الحركة الصهيونية قبل عام 1948، والذين اعتقلوا في المسكوبية.
تم فتح اقسام من القشلة بعد ترميمها، وسمح لفرقة موسيقية سويدية، بالعزف في المكان،  
وكات سلطة الاثار الاسرائيلية، اجرت حفريات في القشلة، قبل عشر سنوات، وكشفت عن اثار تعود الى ثلاثة الاف عام، واخرى تعود للملك هيرودس (صاحبي وحبيبي)، واثار صليبية وغيرها.
يقع سجن القشلة، بجوار قلعة باب الخليل، التي يُطلق عليها قلعة او برج داود، التي حولتها سلطات الاحتلال الى متحف يروي تاريخ القدس من وجهة نظر توراتية.
اشعر باسف لانني لن اتمكن من استغلال فتح (القشلة) لكي ازورها، هذه المرة، طليقا، وان لم اكن حرا..!

هناك تعليق واحد:

  1. Great post! We are linking to this particularly great content on our website.
    Keep up the great writing.
    Feel free to surf my page ... transfer news liverpool latest

    ردحذف