أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 14 فبراير 2011

مثقفو "الهزيمة": الفيسبوكيون فاجأونا





كيف يرى المثقفون الفلسطينيون الذين عاشوا أحلاما كبير وشهدوا تكسرها على صخرة هزيمتي 1948 و1967، وما تلاها من أحداث، الثورة المصرية؟
 
بماذا يشعر هؤلاء، الذين كادوا يفقدون الأمل بالأمة العربية، أو فقدوه بالفعل وهم يرون دماء جديدة تُضخ في ما اعتبر جثة الأمة التي تأخر دفنها؟
 
يقول الدكتور جريس خوري، مدير مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأراضي المقدسة "عندنا في الجليل، ننظر لشهر شباط باعتباره الشهر الذي يأخذ معه من انتهت آجالهم في هذه الحياة، ولكنه ها هو يثبت انه شهر الحياة والتجدد والميلاد ، لقد جعل منه شباب الفيسبوك ميلادا جديدا للحياة، وللثورة والانبعاث".
 
ويرى خوري ما حدث من ثورة شعبة في مصر مدعاة إلى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بشكل فوري ودون تأجيل، والانطلاق في هبّة سلمية، يخرج فيها الشعب الفلسطيني إلى الميادين والشوارع، حتى إنهاء كل أشكال الاحتلال".
 
أما الدكتور عزيز حيدر فيلوم جيلا من المثقفين العرب، خطوا عددا لا يحصى من الكتب والمقالات، في ذم الواقع ونعيه، واعتبروا أن الحال العربي، وصل إلى الانحطاط والحضيض.
 
ويقول حيدر: "أتساءل الآن، عن تأثير تلك الكتابات، على الأجيال المتتالية من العرب، لا شك كان لها تأثيرا، ورغم ذلك ها نحن نرى شبابا يخرج في ثورة شعبية حقيقية، لا بد من لوّم كتابنا ومفكرينا".
 
الأكاديمي موسى دوريش (قومي الهوى) يبدو فرحا متباهيا بما فعله شباب الثورة المصرية، ويقول "عشنا عقودا نسمع عن الهوية الفرعونية والفينيقية، ولكننا الآن نشعر بفخر واطمئنان، لأن الشعور القومي بالهوية العربية ما زال له مكان في الوجدان، لقد اهتز العالم العربي من محيطه إلى خليجه، على وقع ما يجري في مصر، لدينا مشاعر وآمال وطموحات، وأحلام واحدة".
 
بدوره باح المؤلف والكاتب د. وليد مصطفى بسر شعوره بالمفاجأة لما حدث في مصر، "اعترف بدون خجل، أنني شخصيا على الأقل فوجئت بما كان، وحقيقة ملأت السعادة فؤادي وأنا أتعرف من خلال شاشة التلفاز، على رؤية مفكرين شباب يعرفون ما يريدون"، وعلق في ذهنه قول لأحد قادة 25 يناير "لا نريد آباءً، ولكن نحن بحاجة إلى قادة منتخبين يمكن أن نحاسبهم، ونغيرهم، هذا هو المطلوب".
 
الناشط اليساري أنور هلال يضع يده على مكمن خلل لدى المثقفين العرب، فاستغرابهم  من نتاج الثورة المصرية، بين أنهم حللوا الواقع بأدواتهم ونظرياتهم، وليس بأدوات ورؤى شباب الفيسبوك.
 
ويضيف: "لقد فاجأنا شباب الفيسبوك، الذين كنا ننظر إليهم باعتبارهم غير مبالين ويفتقدون الجدية والعزم، ويا لها من مفاجأة رائعة، تحية لهم".
 
الكاتب والناقد الأدبي د. قسطندي الشوملي، تتملكه الآن رغبة حقيقية في معرفة حقيقة الدور الذي لعبته التكنولوجيا الحديثة، في إشعال الثورة المصرية، التي لم تعتد عليها الشعوب العربية، رغم أن فيها عودة للشعور بالكرامة، ونفضا للإحساس بالمهانة".
 
وتكاد الباحثة في التراث مها السقا، لا تصدق ما يجري، وهي التي عادت من مشاركتها، في معرض في شرم الشيخ، قبل أيام من اندلاع الثورة، افتتحه الدكتور احمد نظيف، رئيس وزراء مصر السابق، وتبادل معها حديثا عاما عن فلسطين وتراثها.
 
وتقول: "مَنّ كان يصدق، أن مصر ستنهض من غفوتها، وتعطي العالم كله دروسا؟، لقد رفع شباب الفيسبوك رؤوسنا، عاليا، عاليا".

http://radioalif.com/atemplate.php?id=2684 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق