نساء العرب رموز لا تكتمل

تحولت سالي زهران (1987-2011)، إلى رمز لثورة 25 يناير المصرية، وانتقلت شهرتها إلى الإقليم، والعالم، وتم تسمية شارع باسمها في مدينة رام الله.

تحول نساء إلى رمز للثورات في العالم العربي ليس غريبًا، رغم ما يوجه للمجتمعات العربية، بأنها لا تتعامل مع المرأة، على قدم المساواة مع الرجل.

وفي فلسطين والأردن، أصبحت رجاء أبو عمّاشة (1939-1955)، أيقونة ثورية في خمسينات وستينات القرن الماضي، بعد استشهادها، في الهبة التي اندلعت في شهر كانون الأول 1955، في ضفتي الأردن، ضد ضم المملكة الأردنية، إلى حلف بغداد العسكري الانجلو-أميركي.

وصل يوم 18-12-1955 محتجون إلى السفارة البريطانية في القدس، وصعدت رجاء أبو عمّاشة الآتية من مخيم عقبة جبر في أريحا لإنزال العلم البريطاني عن ساريته، فعاجلتها رصاصات قاتلة، وتحولت رجاء إلى رمز. وأثرت في الجيل الشاب آنذاك، وكثير منهم أصبح لاحقًا، من قادة وكوادر الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت عام 1965.

وخلد الشاعر عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) الملقب بزيتونة فلسطين، عمّاشة، بقصيدة اشتهرت كثيرا:

منسية مثل بلادي رجاء ... مرت كما مر شعاع الضياء

أغفت على سفح أريحا ... ولا من ادمع إلا دموع السماء

ولفها الليل برفق ولا........ من مؤنس إلا النجوم الوضاء

واقرن اسم المناضلة جميلة بوحيرد (1935 ) بثورة الجزائر، وصنع المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، فلمًا عنها، مثلت فيه الفنانة ماجدة الصباحي، شخصية بوحريد

وألهمت حكاية كفاحها ضد المستعمر الفرنسي، وسجنها والحكم الإعدام عليها، مخيلة مبدعين عربا، مثل الشاعر نزار قباني، الذي كتب عنها قصيدة جميلة:

الإسم: جميلةُ بوحَيرَدْ

رقمُ الزنزانةِ: تِسعُونا في السجن الحربيَّ بوَهران

والعمرُ اثنانِ وعشرُونا

وكتب لها احد الشعراء:

قالوا لها بنت الضياء تأملي ما فيك من فتن ومن أنداء

سمراء زان بها الجمال لوائه واهتز روض الشعر للسمراء

وفي بداية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ضربت نساء فلسطينيات، أمثلة رائعة، لمقاومة المرأة الفلسطينية، وهو ما حدث أيضا في الانتفاضة الكبرى، وفي انتفاضة الأقصى، ومع لعب الفضائيات أدوارا غير مسبوقة، اشتهرت فلسطينيات نفذن عمليات فدائية، مثل وفاء إدريس من مخيم الامعري، وآيات الأخرس من مخيم الدهيشة، والتي أثرت في كثيرين خارج فلسطين، ومن بينهم الدكتور غازي القصيبي، سفير السعودية في العاصمة البريطانية لندن، وقيل بأنه فقد منصبه، بسبب تعبيره عن حزنه لاستشهاد الأخرس.

والآن، يتداول اسم سالي زهران، الطالبة بكلية الآداب جامعة سوهاج، على نطاق واسع، وسماها رفاقها، جان دارك الثورة المصرية، وقررت وكالة ناسا الفضائية، إطلاق اسمها، على احدى مركباتها الفضائية  نحو كوكب المريخ‏.‏

وقبل أن تترسخ رمزية سالي زهران، فان نداء غاضبًا وجهته والدتها، لوسائل الإعلام، ومستخدمي الفيس بوك، باستبدال صورتها التي تم تداولها، بأخرى ترتدي فيها الحجاب، ما أثار نقاشا حادا، بين الشباب المصري والعربي. وقدمت الام رواية جديدة لاستشهاد سالي، بعد ما كان منتشرا بأنها قتلت على أيدي البلطجية، وهي في طريقها إلى ميدان التحرير. قالت الأم، بان ابنتها أرادت الخروج من منزل العائلة في سوهاج، بصعيد مصر، للمشاركة في الاحتجاجات، ولكنها حاولت منعها، فسقطت سالي من شرفة المنزل وتوفت.

http://radioalif.com/atemplate.php?id=3247