رُجم
الناقة، خربة أثرية سجَّلها أثريو الانتداب، لكن أهم ما يميزها لدى ناسنا، وجود
المخفر الحدودي في برية القدس، أو بادية الخليل، الذي ينسب لأبي حنيك، القائد
الإنجليزي للجيش الأردني (يحتاج لتأكيد). هذا المخفر ليس الوحيد في البرية، يوجد
واحد مثله في مسافر بني نعيم، وآخر قبل نزول وادي القلط، سيطر عليه مستوطن منذ
سنوات، وحوِّله إلى مقهى باسم بيت الشاي. قُدِّر لي، أن أشهد على مراحل السيطرة
عليه، وثقت ذلك بصورٍ وتقرير، ذكرته في تقرير أعده زميلنا عوض الرجوب للجزيرة نت
قبل سنوات. لعبت الصدفة دورًا. كنت أصادف المستوطن وصديقته، في مساءات صعودي من
وادي القلط، وأحيانًا ليلًا، وأرى قضمه للمكان. التقط له الصور الرومانسية!
رُجم
الناقة، مخفر مهيب، فيه قسم للخيول. زرته أوَّل مرَّة في أكتوبر 2009، بإرشاد من
أبي حابس من عرب الرشايدة، رفقة الصديقين أحمد فنون ويعقوب جريس. ولاحقًا زرته
أكثر من مرة في مسارات نهارية وليلية، في ضيافة إسماعيل وفرحان رشايدة. محطَّة
مهمة في مسير الليل، إلى البحر الميت، لتصوير الشروق، أو السهر في مغارة فرحان على
حد جُرف، وأمامنا بحرنا، وأضواء ضفته الشرقيَّة.
جدران
المخفر تشهد على حرب غرافيتية مشتعلة بالعربيَّة والعبرية، لكن الأمر لم يقتصر على
ذلك. بدأت محاولات جدية للسيطرة على المخفر. مستوطنون بحماية جيش الاحتلال. استنكر
المواطنون تلك المحاولات ونُظمت وقفات أمام المخفر (كما في حزيران 2021)، الموقع
حسب أهل سعير يقع في برية سعير، وبالنسبة لعرب الرشايدة، فهو في بريتهم. الخلاف
بين الطرفين الشقيقين، على وادي قريب، وصل إلى حدٍ دمويّ.
في
الأسبوع الماضي، أعلن رئيس مجلس إقليمي تجمع عتصيون
الاستيطاني، يارون روزنتال، الذي أتابع صفحتة الفيسبوكية، قبل توليه منصبه السامي،
السيطرة الكاملة على رُجم الناقة، وإقامة بؤرة استيطانية.
رُجم الناقة،
فضاء آخر في سكون البرية الأبدي، التي اختفى فيها بطل روايتي قُبلة بيت لحم
الأخيرة، أصبح ممنوعًا عليّ. البريَّة مسقط روحي.
#رجم_الناقة
#أسامة_العيسة









ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق