أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 9 فبراير 2011

ابنة لخيش-جدتي الاتية من الماضي


تستلهم الكاتبة تيم فرانك في روايتها الصادرة حديثا بالانجليزية (ابنة لخيش)، أحداثا وقعت في فلسطين القرن الثامن عشر قبل الميلاد، تتعلق بحصار بلدة لخيش القديمة، على يد الملك الأشوري سنحاريب (705-681 ق.م)، وتعتبر قصة لخيش التوراتية، إحدى القصص القليلة التي وجد، أدلة عليها من خارج الكتاب المقدس، لذا فإنها تكتسب أهمية متزايدة لدى المتابعين والباحثين.
وحسب النبذة التي نشرها الناشر عن الرواية، فإنها تتحدث، عن فتاة تمكنت من الإفلات من حصار سنحاريب للخيش، وتحاول إعادة بناء حياتها في ظل الظروف الحياتية الصعبة الجديدة، التي خيمت على فلسطين اثر الاحتلال الأشوري.
وجاء على غلاف الرواية، بان الجيوش الأشورية القوية، غزت مملكة يهودا الصغيرة، لسحق التمرد ضد الملك العظيم سنحاريب، وبعد حصار طويل، تمكن الأشوريون، من اقتحام المدينة المحصنة لخيش.
ولم يظهر الغزاة، أي رحمة تجاه الشعب المهزوم، لكن فتاة واحدة، تمكنت من الهروب، والاختفاء في التلال، وتنضم لمجموعة هاربين من مدن أخرى، يسعى كل منهم إلى بناء حياته، في أرضهم المدمرة.
وتقول الكاتبة، عن مصادر كتابة الرواية، بأنها اعتمدت على بحث علمي واسع النطاق، يستند إلى البحوث الأثرية، والدراسات التوراتية، لتعيد ابنة لخيش إلى الحياة، ولوّ على الورق، بعد كل هذه القرون. وتقودها لتبحث لنفسها عن مكانٍ في هذا العالم، وسط مفاهيم الخسارة، والفرح المتغيرة.
ولا يمكن الحكم على الرواية إلا بعد قراءتها، ولكن تبدو مأساة ابنة لخيش القديمة، وكأنها ترسل رسائل من الماضي، إلى الحاضر الفلسطيني، فعلماء الآثار حددوا، تل الدوير، في قرية القبيبة المهجرة عام 1948، باعتباره موقع لخيش القديمة، ويعيش أهالي القبيبة الآن في مخيمات اللجوء، انتظارا لعودة طالت أكثر من اللازم.
وقد يكون لصالح الكاتبة، أنها جاءت إلى عالم الأدب من علم الآثار، فهي شاركت في تنقيبات أثرية عديدة، في مواقع فلسطينية وعربية مختلفة من بينها تل حلف في العراق، الذي عثر فيه على بقايا الحضارات الأشورية والسامرية، وفي القبيبة نفسها.
وكتبت الباحثة جوديث ماكينلي، من جامعة أوتاجو عن (ابنة لخيش): "عندما أمسكت بالرواية لم استطع التوقف عن القراءة، لقد وجدت عالم الكتاب المقدس، يعود إلى الحياة، بشكل جذاب، مع تفاصيل الشخصيات، التي قدمتها المؤلفة بعناية، وهي تواجه آلة الحرب المدمرة الآشورية".
ويبدو مما كتبته جوديث، بان هناك تيارا، ينظر للرواية، من منظور ديني، لإسباغ الرواية التوراتية على ما جرى في تلك السنوات الموغلة في القدم، في الممالك الفلسطينية، التي نشأت على الهضاب المنخفضة، في السهل الساحلي الفلسطيني، خلال العصرين البرونزي، والحديدي، حيث تقع قرى القبيبة، وزكريا، وبيت نتيف، وبيت جبرين، وعقرون، وغيرها، والتي قُدر لها أن تكون، دائما في مواجهة غزاة لا ينتهون.
واكتسبت لخيش، أهمية، في منتصف القرن التاسع عشر، عندما، كشف عالم الآثار أوستن هنري يارد في خرائب نينوى عن منحوتة، موجودة الآن في المتحف البريطاني بلندن، تُمثل أسرى لخيش وهم يمرون أمام سنحاريب وهم في حالة ذل أمام الإمبراطور العظيم.
وكان لهذا الاكتشاف، أهمية بالغة، ويخضع لنقاش حتى الآن، ومناسبة، لأعداد غير معروفة من المغامرين والأثريين، الذين نقبوا في تل الدوير، وتل زكريا (عزيقة)، وقبل سنوات، أُكتشف في تل الدوير، نقش يحمل إشارة يبدو أنها الأخيرة تم تبادلها بين غرفتي عمليات المقاومة في عزيقة ولخيش قبل الدمار الأخير.
تشي الرقاقة التي يبدو أنها موجهة لقائد المقاومة في لخيش من برج مراقبة مُتقدم، بالإحساس المقبل بالدمار النهائي: "قل لسيدي بأننا نترقب إشارات لخيش، طبقا لكل الإشارات التي أعطاها سيدي، لأننا لا نرى عزيقة".
كانت عزيقة تُحرق هذه المرة على يد الأشوريين، ولتكون مع لخيش أخر مدينتين في السهل الساحلي تصمدان في وجه الدمار النهائي، الآتي من بلاد الرافدين.
اكتشف الشعب الفلسطيني الذي عاش آنذاك، التوحيد، ضمن عملية طويلة ومعقدة، ففي تل زكريا (عزيقة) عُثر على أحدى النصوص المثيرة التي تربط الإله يهوذا بالآلهة عشتار العارية، وأصبح من المعروف بان الالهة الكنعانية عشتار كانت تُحترم حتى فترات متأخرة في العصر الحديدي، الذي يحدده العلماء بأنه عصر ظهور الإسرائيليين، وتزداد الدلائل، بان هؤلاء، الذين نفضت الحفريات عنهم الأساطير الدينية التي علقت بهم، وضعوا ميثولوجيا العهد القديم، التي حُررت على مدى قرون لاحقة،  مستفيدين، من أساطير حواضر الشرق الأخرى، خصوصا الكنعانية.
وما زالت تلك الفترة من تاريخ فلسطين، بحاجة، إلى باحثين جادين، لديهم الكثير من المعرفة والجرأة، لتقديم رؤية أخرى، بعيداً عن سطوة الأساطير، ففي عزيقة، ولخيش، وعقرون، واشقلون، وغيرها، تكمن أسرار الشرق القديم الهامة. وفي حين يستلهم أدباء غربيين، مثل كاتبة (ابنة لخيش) تاريخ وأساطير الفلسطينيين، يبقى الأدب الفلسطيني والعربي غائباً، تاركا الساحة للآخرين، في معركة لا ترحم، ولا تقتصر على السياسة، ولكن تشمل التاريخ، والثقافة، والميثولوجيا.
http://radioalif.com/atemplate.php?id=2492 

هناك 5 تعليقات:

  1. There is definately a great deal to know about this issue.
    I like all the points you've made.
    Feel free to surf my blog post : arsenal transfer news 2011

    ردحذف
  2. Hello just wanted to give you a quick heads up.
    The words in your post seem to be running off the
    screen in Safari. I'm not sure if this is a formatting issue or something to do with web browser compatibility but I figured I'd post to
    let you know. The layout look great though! Hope you get
    the problem fixed soon. Cheers
    Also see my webpage :: transfer news epl arsenal

    ردحذف
  3. Hi there, everything is going well here and ofcourse every one is sharing facts,
    that's genuinely fine, keep up writing.
    My homepage ; english premier league transfer news sky sports

    ردحذف
  4. Ahaa, its fastidious dialogue concerning this piece of writing here at this webpage, I
    have read all that, so now me also commenting at this place.
    Look into my site :: pizza pick up games

    ردحذف
  5. Hi there! I could have sworn I've been to this website before but after reading through some of the post I realized it's new to me.
    Anyways, I'm definitely glad I found it and I'll be book-marking and checking back
    often!

    Also visit my page - Free Online Games

    ردحذف