أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 26 فبراير 2011

هيام قبلان تكسر عصا الطاعة

 تعلن الشاعرة هيام قبلان، تمردها على واقعها الذي تعيشه كامرأة فلسطينية درزية في الداخل، في روايتها الأولى (رائحة الزمن العاري)، التي ناقشتها جماعة الباب الأدبية في مركز التقارب بين الشعوب في مدينة بيت ساحور، بغياب قبلان، التي اعتذرت عن الحضور لظرف صحي طارئ.
وقالت الشاعرة أمال عواد رضوان، وهي صديقة لقبلان وراجعت ودققت الرواية قبل النشر، إن قبلان، التي أصدرت عدة دواوين شعرية، تتمرد في روايتها على واقع القهر الممارس ضد المرأة في الوسط الدرزي، وتنتصر كذلك لهموم شعبها وقضاياها، بتوجيهها النقد للعملاء، وباعة الأرض، والخدمة الإلزامية المفروضة على شباب الدروز في الجيش الإسرائيلي.
وكشفت رضوان، بأنه يمكن اعتبار الرواية سيرة ذاتية لقبلان. أرادت من خلالها التحدث عن واقع المرأة في الوسط الدرزي، حيث للمرأة مكانة دونية، في وسط مجتمعي يحتكم لكبير العائلة، ثم شيخ الطائفة.
وقالت رضوان: "تعالج هيام قبلان واقعا عاشته، مورس ضدها فيه التهميش، وفي هذا الواقع، نجد من يتحدث في المنازل باللغة العبرية، وشباب يفضلون الهجرة، على الخدمة في جيش الاحتلال، وعندما بدأت المرأة الدرزية تتحرر، رأينا تحولا دراماتيكيا، فيه المرأة تجري وراء الموضة، وعمليات التجميل والشد، بشكل ينافس ما هو موجود لدى النساء اليهوديات".
وتعالج قبلان، مواضيع كلاسيكية، في الأدب العربي، مثل الإجبار على الزواج، بسبب ضغوط عائلية، والتقاء الحبيبين، بعد سنوات، ومحاولة تقديم تعريف لعلاقتهما الجسدية التي لا يقرها المجتمع، وكل ذلك على خلفية واقع محلي.
وأشاد الروائي نافذ الرفاعي، بلغة الرواية الشعرية، وبمضمونها، وقال إنه يضعها في مصاف الأدب العالمي الرفيع، إضافة لكونها تحتل مكانة في المكتبة العربية.
واعتبر ناجي عودة، أن قبلان، تحدت المحرمات، وكتبت عن الجسد وانتهاكه، ومعرفة الإنسان به، بشكل غير مسبوق.
وأثنى عودة، وهو متذوق للأدب كما يصف نفسه، على جرأة قبلان، التي بدا ماخوذا بها، وقال: "آن الأوان لنتحدث عن واقعنا بصراحة".
وقال الكاتب المخضرم جمال بنورة، إن قبلان: "تعالج موضوعين أساسيين، الأول التمييز ضد المرأة، وذلك من خلال العادات والتقاليد، التي يتمسكون بها، والمتمثلة بسلطة الأب أو الأخ أو الزوج، حتى العم والخال، والتي تعمل جميعها على تقييد حرية المرأة حتى في الخروج من بيتها، أو اختيار الزوج، والطاعة العمياء للأهل، أما الموضوع الثاني فيتناول الحقوق العربية في إسرائيل، وأهمها الأرض، وسياسة التمييز العنصري ضد المواطنين العرب ومصادرة الأراضي لغرض إقامة المستوطنات. وهي تفرد مساحة واسعة للتحدث عن المتعاونين مع السلطة الإسرائيلية ضد أبناء جلدتهم ووطنهم".
وبدا الشاعر احمد مسلم، متحمسا للرواية قائلا: "يموت الشعر ليخرج من رماده بهياً على شكل رواية، ترتكز على محاور أساسية: معاناة المرأة العربية أو الفلسطينية من الضغوط الاجتماعية، وهوية الفلسطيني المهددة من قبل الاحتلال، ومحاولات التهويد ومحو الهوية الفلسطينية، وجسدت الكاتبة كل ذلك بأسلوب فلسفي واقعي مدهش".
وقال مسلم: "تعاطت الكاتبة مع النص بسلاسة وعناية جعلت من شخصياتها تتطور وتنمو وفي بعض الأحيان تشيخ لكي تواكب الأحداث المتسارعة، خصوصاً في غياب النفس الروائي الطويل في النص وسرعة الإيقاع مما يجعل القارئ يهرول وراء الأحداث المتسارعة" .
وأضاف: "جاء الأسلوب جريئاً يعالج أفكاراً حساسة وهواجس محرمة وممنوعة من البوح، فكان حال الرواية ينبض بحال تلك البطلة (هزار) وما يدور في عقلها من هواجس وحاجات وأحلام ، تمثل هماً عاماً يجمع النساء حول قضايا تراكمت حتى سدت المدى نتيجة تصرفات المجتمع العربي المجحفة بحق أغلبيته".
ورأت الدكتور هالة اليمني، أن رواية قبلان، تُذكرها، برواية سحر خليفة (لم نعد جواري لكم)، وقالت إنها كامرأة تتفهم معاناة بطلة الرواية، ولكنها تساءلت عن الجديد الذي قدمته الراوية، وقالت: "تتحدث قبلان عن لقاء بطلتها بحبيبها، بعد سنوات طويلة، وأنا أتساءل: هل الحب الأول، يبقى فعلا الحب الأخير؟".
وانتقد الدكتور عبد الفتاح أبو سرور، رئيس رابطة المسرحيين الفلسطينيين، ما وصفه غيره بلغة الكاتبة الشعرية، قائلا إنه كانت هناك مبالغة "في هذا الجانب التزويقي، شوشت على القاريء، من متابعة العمل".
وقال الكاتب محمد الديري، إن قبلان، تحدثت ليس فقط عن معاناة المرأة الدرزية، ولكن عن معاناة المرأة العربية بشكل عام، وان ما يجري في الوسط الدرزي، هو في الواقع يحدث أيضا في قرى ومدن ومخيمات الوطن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق