أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

عناصر معمارية من حارة اليهود





كشفت أعمال بناء ما يسمى بالحي اليهودي في القدس القديمة، خلال سبعينات القرن الماضي، والمستمرة حتى الآن، عن عناصر معمارية من عصور القدس المختلفة، الكثير منها، ملقى بإهمال بين تضاعيف شوارع "الحي اليهودي" وهو مستوطنة بنيت وفق العمارة الحديثة، تتناقض مع المعمار الذي تعرف به القدس القديمة.

اختارت المؤسسات الاحتلالية عددا محدود جدا من العناصر المعمارية لتقديمها في معرض مفتوح، وصغير، بغية الترويج السياحي للحي الاستيطاني.

تعود العناصر المعمارية التي عثر عليها خلال بناء الحي الاستيطاني، إلى فترات مختلفة، واكتشفت بشكل ثانوي، وليس ضمن حفريات أثرية، ومعظمها كانت مدمجة في الأبنية القديمة التي هدمت، فيما يعرف بإعادة الاستخدام، أو ملقاة في التراب الذي غطى بقايا مباني قديمة. تتضمن العناصر المعمارية أعمدة، وقواعد وتيجان أعمدة وغيرها، معظمها مصنوع من الحجر الجيري المحلي أو الرخام المستورد، نحتت بعناية بواسطة حرفيين مهرة.

زخرفت العناصر المعمارية، ونحتت، وفقا للتقاليد المعمارية لكل عصر، مما يسهل تحديد أزمانها. تدل هذه القطع الحجرية على روعة المباني العامة (المدنية والدينية) التي انتصبت سابقا في هذا الموقع من القدس القديمة، المطل على المسجد الأقصى، وعلى حارة المغاربة التي دمرت خلال الأيام الأولى من الاحتلال، ليقام مكانها ما يعرف الآن باسم ساحة المبكى.

تشهد العناصر المعمارية المهملة، على العمارة الرائعة في القدس في العصور القديمة المختلفة، في تناقض ما يمثله الحي الاستيطاني من بشاعة عمرانية.

منذ العصور الرومانية والبيزنطية، كان استخدام العناصر الرخامية في المباني العامة في القدس وفلسطين، أمرا شائعا جدا، إضافة إلى الاستخدام المستمر للحجر الجيري المحلي، ومن بين هذه العناصر التي كانت تزين المباني العامة خلال تلك العصور: تيجان أعمدة بالطراز الكورنثي مصنوعة من الرخام، وأعمدة وقواعد أعمدة، فالأعمدة عنصر مهم في الهندسة المعمارية خلال تلك العصور، واستخدمت في تدعيم نظام العوارض الأفقية، التي ضمت أيضا كورنيش مزخرف، الذي استخدم كعارضة عليا بارزة للخارج لإبعاد مياه الأمطار التي تتساقط من سقف المبنى.

منذ القرن السابع الميلادي استمرت القدس بالازدهار باستخدام الأساليب الهندسية السابقة، وأيضا إعادة استخدام قطع معمارية قديمة مرة ثانية. على مر السنين بدأت الأنماط المعمارية والفنية الجديدة بالظهور. أحد الابتكارات الجديدة هو بداية استخدام عمود الكوع منذ العصر الصليبي في القرن الثاني عشر الميلادي، هذا عنصر معماري مقدسي محلي ابتكر لدعم أقواس السقف وربطها بنظام أساسات المبنى. عنصر معماري آخر ظهر في العصور الوسطى هو المقرنص. وضع هذا العنصر الزخرفي في الجزء السفلي من العقود المقوسة أو القباب وكانت وظيفته ربط الأجزاء المربعة من المبنى بالأجزاء المستديرة، بالإضافة إلى ذلك، تم إضافة أشكال زخرفية متنوعة جديدة.

يمكن معاينة المقرنصات، في المباني المملوكية العديدة التي ما زالت في القدس، وكثير منها، الذي لم يصادر من قبل الاحتلال، ما زال مستخدما، كمنازل للسكن، أو مدارس، أو لغاية دينية كالصلاة.

من العناصر المعمارية التي عصر عليها عتبة باب، خط عليها سنة الإنشاء 1232ه، أي سنة 1816 ميلادية، وهي ثرية بالعناصر الزخرفية التي مزيت المباني الفلسطينية في القدس وغيرها في فترتها.

يحتل الحي الاستيطاني المعروف باسم الحي اليهودي، خمس بلدة القدس القديمة، ويمتد على مساحة 116 دونما من أصل 668 دونما، هي مساحة البلدة القديمة.

أنشئ بعد طرد أهالي عدة أحياء في القدس، وتدميرها. ويقطنه طلبة مدارس دينية، يتغيرون باستمرار.      
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق