أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.
‏إظهار الرسائل ذات التسميات منع في عمان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات منع في عمان. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 12 مارس 2025

سرديات البلاد/ إياد شماسنة



راجعني عدد من الأصدقاء مستفسرين أكثر  عن موضوع الميثوبيا، وهي باختصار:

الميثوبيا (Mythopia) هي مصطلح يستخدم للإشارة إلى مفهوم أو حالة يتم فيها المزج بين الواقع والخيال بشكل يتجاوز الحدود التقليدية للواقع. يمكن أن تُفهم الميثوبيا كإعادة تشكيل للواقع عبر استخدام الأساطير أو القصص الخيالية، بحيث يُعطى للمعتقدات والرموز الأسطورية دورًا في تفسير أو تشكيل واقع جديد.

في الأدب والفن، قد تشير الميثوبيا إلى حالة يتم فيها دمج الأساطير أو الحكايات الشعبية مع الأحداث أو الظروف المعاصرة، مما يُنتج نوعًا من الخيال الذي يخلق واقعًا بديلًا يُمكن أن يكون رمزيًا أو مفهوميًا. قد تتخذ الميثوبيا شكل روايات أو أفلام أو أعمال فنية أخرى تتعامل مع واقع مُخترع أو مُعزز باستخدام الأساطير.

في رواية اسامة العيسة، في اعتقادي، تم   توظيف ميثولوجيا حكاية تمار او تمارا في رواية ظاهرها فانتازيا تاريخية لكن بها من الاسقاط الواقعي الكثير، وهي إضافة سردية ميثولوجيا ستندمح في  سرديات البلاد المختلفة.

#إياد_شماسنة

#منع_في_عمان

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#أسامة_العيسة

الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

امرأة من أساطير الشَّرْق!

 


"انشغلت في المكتب، عكفت على كتابة رؤية جديدة، لقصَّة اثمار التوراتية. كيف يمكن للتفسيرات أن تتناقض في تصنيف اثمار، لدى الكثيرين، دلائل منطقية ودينيَّة أنَّها قديسة، ولدى آخرين، دلائل دينيَّة ومنطقية أنَّها ليست سوى زانية، وأنَّ وجود قصتها في العهد القديم، يرقى إلى مؤامرة لتشويه نسل المسيح.

ما يعنيني، تقديم قصَّة امرأة من أساطير الشَّرْق".

29/6/2020م

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمَّان

#أسامة_العيسة


الخميس، 6 يونيو 2024

الخميس، 2 نوفمبر 2023

مسموح في معرض الشارقة!


 


محمد لبيب عن رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد:

الرواية إضافة كبيرة ومهمة للمكتبة العربية.. عمل أدبي ميثولوجي رفيع وسباحة تاريخية تفكك وتعيد قراءة القصة التاريخية المشهورة في (سفر التكوين:٣٨)، ولكن هذه المرَّة من زاوية كنعانيَّة تنتصر للمظلومين وتبعث رسالة من أحد أحفاد عشتار مفادها..

“المقهورون والضعفاء يستطيعون أيضًا كتابة التاريخ”.

 الرواية الممنوعة في عمَّان، مسموحة في الشارقة:

معرض الشارقة الدولي للكتاب، جناح المؤسسة العربية للدراسات والنشر . رقم الجناح E14/ قاعة 2.

#محمد_لبيب

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

#معرض_الشارقة_الدولي_للكتاب

الأحد، 7 أغسطس 2022

120 صفحة في ليلة/ملك شواهنة



 


حاولت الانتظار حتى أنتهي منها ولم أستطع

أي سحرٍ هذا الذي جعلني أسهر وأنا أقاوم النعاس

حتى ألاحق جنيَ النحلِ في صفحات هذه الرواية!

أكثر من مئة صفحة في ليلة وأنا التي أحب التمهل في القراءة حتى يذوب مكنون الكتاب في فؤادي.

أما في هذه الرواية فأنا من ذُبت!

الانجيل المنحول لزانية المعبد وليلة عظيمة من ليالي القراءة التي تُبقي أثرها في النفس!

#ملك_شواهنة

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمّان

الأربعاء، 30 مارس 2022

خيبة كبيرة/واجد النوباني


أواصل قراءة الإنجيل المنحول بخيبة كبيرة. أسامة العيسة واحد من أروع الأسماء التي أتحمس لقراءة كل ما ينتج، وذلك لأسلوبه الأدبي المميز في إعادة قراءة وكتابة جزء من التاريخ.. قرأت وأعدت قراءة كل كتبه باندفاع وشغف كبير. ولقد تشوقت جدا لشراء هذه الرواية لأعيش واحدة من أساطير شرقنا الخصب بالأنبياء والآلهات والكتب السماوية والأساطير، لكن الرواية عكس ما قرأت مما كتبه كثيرون حولها وعكس ما توقعت، من ٢٤٨ صفحة وصلت حتى الصفحة ١٥٢ ولم أجد سوى التكرار.

مع المحبة لكاتبنا العزيز.

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_لللدراسات_والنشر

#واجد_النوباني

 

الأربعاء، 5 يناير 2022

زنى من أجل الآلهة التي تعرف السرائر (3-3)/محمد لبيب


 


سعيد بالنقاش، بين الدكتور محمد لبيب وقراءه، حول رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، على صفحته، بشكلٍ راقٍ ومتفهم، فيما يلي الجزء الثالث والأخير من ردوده على استفسارات:

-أجمل ما في الرواية وصف الحياة الاجتماعية والثقافية والعادات والتقاليد الكنعانية في تلك الحقبة.. إنعاش للروح وتذكير بحضارتنا التي يحاولون طمسها.

-حسب التقاليد الكنعانية كان هناك احتفال ديني تجاري تخرج فيه بعض النساء المتعبدات لممارسة العهر أو الزنى المقدس، والأجر الذي تحصل عليه يُقدم للمعبد.

-تتحدث الرواية بتهكم عن أن الرجال كانوا يمارسون ذلك كنوع من الايثار لتدعيم الجهود الايمانية للزانيات وكان يقام مرة في العام

"وكله من أجل المعابد وآلهتها التي ترى وتسمع وتعرف السرائر".

الاقتباس السابق من الرواية.

#محمد_لبيب

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمّان

الاثنين، 3 يناير 2022

الكتاب المقدس غير محرف (2-3)/محمد لبيب


 


سعيد بالنقاش، بين الدكتور محمد لبيب وقراءه، حول رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، على صفحته، بشكلٍ راقٍ ومتفهم، فيما يلي ما ذكره لبيب عن الكتاب المقدس، ردا على استفسارات:

لم يقترب العيسة من سيدنا يعقوب.. الحديث كله كان على يهوذا.

أما الحديث عن تحريف العهد القديم والجديد فده موضوع غير حقيقي، لا يوجد أي تحريف في كلاهما.

الحقيقة أن بعض المفسرين يريدون الانتقاص من الأديان الأخرى والقول بأننا أصحاب الديانة الأفضل. ويستشهدون في ذلك بالقرآن. وأقول بعض.

والقرآن لم يتحدث عن تحريف الكتاب بذاته، بل تحدث عن من "يحرفون الكلام عن مواضعه"،، "يحرفون الكلام من بعد مواضعه"،، "يلون ألسنتهم بالكتاب"،، "يسمعون كلام الله ثم يحرفونه".

معنى الآيات انهم يفسرون الكلام حسب أهوائهم ويحرفونه على غير مقصده.

لم يتحدث القرآن عن تحريف الكتاب بذاته.

ثم أن التوراة والإنجيل كلام الله، فهل حفظ الله القرآن وعجز عن حفظ كتبه الأخرى.

السؤال: هل حدثت أخطاء في نسخ الكتب المقدسة؟

الإجابة نعم، بما فيها القرآن وتم تصحيحها جميعا.

عندنا مثلا، سيدنا عثمان عندما جمع القرآن كان هناك ١٠ نسخ أساسية وخمسة أقل شأنا، جميعها مختلفة بنسب معينة..

مثلا، مصحف عبد الله بن مسعود بدون الفاتحة ولا المعوذتين.

هذه الأخطاء البشرية المشروعة لا تنتقص من الكتب السماوية.

- الأديان لا تحتاج لكل هذه التعقيدات، خلينا مع أصحاب الفطرة السليمة بدون تأويلات للنصوص وبرحمه تتسع للجميع بلا تكلف وفلسفة زائدة.

#محمد_لبيب

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمّان

الأحد، 2 يناير 2022

نقاش مصري حول زانية المعبد (1-3)/محمد لبيب


سعيد بالنقاش، بين الدكتور محمد لبيب وقراءه، حول رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، على صفحته، بشكلٍ راقٍ وتفهم، فيما يلي ما ذكره لبيب عن الإسرائيليات:

- الأول لازم نقول ما هو تعريف الإسرائيليات لأنه مفهوم مختلط عند بعض الناس..

الإسرائيليات تخص أهل الكتاب الذين دخلوا الإسلام وجاءوا معهم بطبيعة الحال بقصص وروايات من العهد القديم أضافوها إلى القرآن والسنة.. يعني ما يصنف على إنه تحريف للقرآن والسنة سواء بالإضافة أو بالحذف يطلق عليه إسرائيليات.

أما موضوع الرواية فهو موجود في العهد القديم وفي أحد أهم أسفاره (سفر التكوين: ٣٨)..

تواصلت معي إحدى الصديقات صباح اليوم وتساءلت عن مدى لياقة أن يُلمح أسامة أن المسيح عليه جاء من نسل بهذا الشكل..

الإجابة واضحة..

المسيح جاء بعد هذه الأحداث بـ ١٧٠٠ سنة تقريبا، وهو، أي المسيح معجزة إلهية ليست لها علاقة بـ يهوذا أو بغيره من قريب أو بعيد.

مشكلتنا أننا نفسر التوراة والإنجيل حسب ما فهمنا من ديننا ونجعل من أنفسنا أوصياء على أديان الآخرين.

للإجابة على الشق الآخر، القصة حقيقية وقام أسامة بمعالجتها روائيا، ومن المؤكد أنه أضاف إليها الكثير من الخيال. لكن الخطوط العريضة ثابتة.

#محمد_لبيب

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمّان

 

الخميس، 30 ديسمبر 2021

عن امرأة من الشرق/محمد لبيب


 


آخر تجليات الصديق العزيز، أسامة العيسة

الرواية عن قصص الحب العابرة للأديان والقوميات، عن امرأة من الشرق، كيف عاشت وكيف عانت وكيف زنت.

وكيف وَرَثَ الشرق خطيئة الزنى كفعل فردي مؤنث، يوصم المرأة بمفردها، ويتخطى الرجل وبخاصة عندما يكون الزاني سيد في قومه..

يقول العيسة في أحد مقاطع الرواية:

"الزاني سيفلت من العقاب هذه المرة.. مثل كل الزناة".

مواجهة بين كنعانية وإسرائيلي تتحول إلى مواجهة مع رب اليهود وسفر التكوين والعهد القديم برمته.

بطلة الرواية "تمارا" فتاة كنعانية حالمة وابنة الكاهن "شوا"، ارتبط اسمها في التوراة بالوقوع في الزنى مع حماها يهوذا ابن يعقوب.

وفي المقابل يوجد غريمها الإسرائيلي "يهوذا"، أحد أبناء يعقوب الاثنى عشر وشقيق سيدنا يوسف.

"لا أحد تجذبه قصص المهذبات".

هكذا مهدت تمارا لنفسها، وصدمت القراء في الصفحات الأولى، ووضعتنا أمام مرآتنا المشوهة..

في التمهيد أيضاً، انحاز الأستاذ العيسة لبطلته وقدمها على أنها: "رمز الألوهة المؤنثة، الأم الكبرى، الفرج، الممر الإجباري لكل البشر".

على الجانب الآخر أدان كل ما يمثله يهوذا:

"كان يريحه منظر الدم المسفوك".

وفي مقطع آخر يسقط على واقع اليوم:

"يهوذا قاتل وسارق أرض، توسع وقومه على حساب أرضنا بالاحتيال على ناسنا الطيبين الذين لم يخبروا شرا مثل شرور يهوذا وقومه".

تبدأ الرواية بلقاء يجمع تمارا و"عير" الابن البكر ليهوذا كبير العبرانيين..

تنشأ بينهما قصة حب تتعارض مع التقاليد والشرائع التوراتية والكنعانية..

غير أن الحب ينتصر في النهاية ويتزوج الحبيبان، ثم لا يلبث أن يصاب "عير" بالحمى ويموت بعد الزواج مباشرة.

تقطع تمارا وعدا لزوجها قبل موته بأنها ستتزوج من أخيه "أونان" وسيكون الولد الأول، فاتح رحمها ابنا له.

بمباركة ودعم يهوذا تتزوج تمارا من أونان ليواصلا محاولة استكمال السلالة المقدسة.

لكن أونان يموت هو الآخر، وتصبح تمارا أرملة من جديد، ثم تحيا كرهينة لعائلة يهوذا لسنوات طويلة في انتظار أن يكبر الابن الثالث "شيلة" ليتزوجها ويتمم مخطط الانجاب.

"اقعدي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر ابني شيلة".

تمر سنوات ويخلف يهوذا وعده التوراتي لتمارا خوفا من فقدان الابن الثالث إذا ما تزوج الكنعانية المنحوسة. تماما كما خلف وعده لأبيه "يعقوب" قبل عقود وخطط لإلقاء شقيقه "يوسف" في غياهب الجُب، قبل أن يقترح بيعه بعشرين من الفضة للإسماعيليين.

يماطلها يهوذا:

"انتظر إشعارا من الرب".

 تتأكد تمارا التي أضاعت شبابها هباءًا  من نواياه وتقرر أخذ زمام المبادرة..

تخلع ثوب الحداد وتتنكر في ثياب زانيات المعبد المقدس ثم تَكمن لـ يهوذا في مدخل وادي العينين..

بثوب مشقوق وخمار يغطي وجهها تعترض طريقه إلى "تمنة" عارضة جسدها كبضاعة مقدسة يذهب ريعها إلى أدونات المعبد.

لا يملك يهوذا المقابل اللازم لاتمام الصفقة فيرهن لديها خاتمه وحزامه وعصاه، كما خططت..

تختفي تمارا بعد أن حملت في أحشائها ثمرة يهوذا دون أن يعرف أنها كنته.

بعد أشهر يعلم يهوذا بحمل تمارا فيصرخ:

لقد زنت ابنة الكاهن، احرقوها.

يحاصر الرعاع منزل تمار تمهيدا لحرقها فتبوح بسرها وبأن والد الطفل هو كبيرهم يهوذا، وتمنحهم الدليل.. الخاتم والحزام والعصاة.

 يعترف الأرخن يهوذا حامل لواء السلالة المقدسة بالطفل ويطلب الصفح من يهوه ومن الإسرائيليين.

تنتهي الرواية بانتصار تمارا ويخرج من نسلها أنبياء وملوك، وتنجب لـ يهوذا "فارص".. أحد أسلاف كلا من النبي داود والكنعاني الخالد/ المسيح عيسى بن مريم عليه السلام..

تصفهم تمارا:

 "يأتون ويغادرون دون أن تتطهر أرضكم".

الرواية إضافة كبيرة ومهمة للمكتبة العربية.. عمل أدبي ميثولوجي رفيع وسباحة تاريخية تفكك وتعيد قراءة القصة التاريخية المشهورة في (سفر التكوين:٣٨)، ولكن هذه المرة من زاوية كنعانية تنتصر للمظلومين وتبعث رسالة من أحد أحفاد عشتار مفادها..

“إن المقهورين والضعفاء يستطيعون أيضا كتابة التاريخ”.

سنة سعيدة على ابن بيت لحم العزيز أسامة العيسة.

وعلى جميع الأهل والأصدقاء

#محمد_لبيب

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمّان

الأحد، 12 ديسمبر 2021

وعد يهوه ورحمة عشتار/ صبحي فحماوي


 


لكل روائي/أديب خطه الخاص، من يتابع أعمال "أسامة العيسة" يجده مهتم بالتاريخ، إن كان قديما أم حديثا، فغالبية أعماله تتناول التاريخ، وكأنه به يؤكد على أن الإنسان الفلسطيني متجذر في هذه الأرض، وهو موجود وحاضر وفاعل، قبل أن يأتي الغزاة والمحتلين، تاتي رواية "الإنجيل المنحول لزانية المعبد" ضمن هذا الخط، فهو يتحدث عن الوجود الكنعاني/الفينيقي على أرض فلسطين، ويتحدث عن الدخلاء الذين اعتمدوا على "وعد يهوه" بإعطائهم الارض.

ونجد الفرق بين قسوة "يهوه" وأتباعه "يهوذا"، ورحمة "عشتار" واجتماعية "الكنعاني/الفينيقي "تمارا وأسرتها" الذين تعاملوا بروح مدنية مع الدخلاء أتباع يهوه.

عشتار/البعل

من هنا سنحاول الدخول إلى المفاصل الثقافية والحضارية بين الدخلاء وبين المتجذرين في أرضهم، ونبدا الحديث عن الأرباب، فلكل طرف رب/آلهة خاصة به، ياتي ذكر عشتار بأكثر من موضع في الرواية، تحدثتنا "تمارا" عن عشتار بقولها: "...عشتار فأظنها لا تمناع، المسكينة مستكينه في مخبئبها، تحميني في ديار زوجي الغريبة عني، ...نحتاج مطرك، وغوائك، نحلك، وقمحك، وشعيرك، وزيتونك، ونبيذك، ولكا ما وهبتنا إياه، يا أرباب السموات، أحنوا علينا نحن عبيدكم الأرضيين" ص71، نجد مجموعة صفات متعلقة بالخصب/الخير، وأيضا نجدها توفر الحماية للناس، فهم يحتمون بها لأنها ملاذهم من الأخطار، مهما كان مصدرها، ومهما كانت طبيعتها: "...زنريني بالطمأنينة يا عشتارـ ونضري وجهي، وقلبي، بزيتك المضيء" ص141، هذا الدعاء جاء في وقت صعب مرت به "تمارا"، لكنها ايضا في الحالات الاقل خطورة تستعين بها: "يا عشتاري، ما زلت آلهتي، وما زالت أحبك، أنت الآن أكثر من اي وقت مضى، ملجأي، من تقولات قومهم وقومي" ص98، نلاحظ أن الاستعانة بعشتار يأتي حتى المسائل الاجتماعية، وهذا اشارة إلى قوة حضورها في الثقافة الدينية الفينيقية/الكتعانية.

ولم يقتصر حضور "عشتار" في الدعاء فقط، بل نجدها تتوحد/تتماهى مع عبادها: " ..وشعرت أن عشتار ترمي علي روحها، فتتخلل جسدي، فتشجعت، ووقفت أمام المقتحمين، وأنا أحمل سكينا، وأراهن، على أن  لا أحد يمكن لأن يغامر ويقترب من مجمونة تحمل سكينا مدببا" ص228،  بهذا المشهد، نتاكد أننا أمام حالة تماهي بين العابدةمتمارة، والمعبود/عشتار، وهذا يشير إلى قوة الإيمان ورسوخوه.

أما "البعل" فنتعرف على صفاته وطبيعته بما جاءت به "تمارا": "ويإله المطر والخصب الذي يرعانا، ويهتم بمزرةعاتنا، ويتحكم بمقدار الامطار التي ينزلها من السماء، لتروي ارضنا، وعندما يتأخر في غيثه، نعرف إنه غاضب علينا، فننظم الاحتفالات الصاخبة، نخرج نغتي له:

يا بعل، يا بعلنا

نحن بناتك وأولادك

ننتظر ماءك

لا تحرمنا رحمتك، ولا تأخذنا بجريرة أشرارك

نحن الأولاد  والبنات أخيارك

يا بعل يا بعلنا" ص116و117، غذا ما توقفنا عند طبيعة الآلهة الفينيقية/الكنعانية نجدها متعلقة بالأرض، وهذا يشير إلى أن هؤلاء القوم يتبعون ثقافة متعلقة بالزراعة/بالخصب، بالخير الذي تعطيه لهم الأرض، لهذا أوجدوا أرباب (زراعية).

لهذا نجدهم قوم منتجي يفضون العمل بالأرض على القتال والحرب: "...من رسائل بعلنا: حطم سيفك وتناول معولك، وتعال معي نزرع السلام والمحبة في كبد الأرض" ص172، بهذا نتأكد على أن الطبيعية الكنعانية/الفينيقية تدعو للسلام والبناء والإنتاج، وتبتعد عن الحرب والقتل والدماء.

"يهوه"

في المقابل نجد يهوه يتناقض تماما مع "عشتار/البعل" فهو رب منتقم/قاسي/ يفرح بتنسم اللحم المحترق، كما انه رب لمجموعة معينة من الناس، اختارهم بطريقة عنصرية ليكونوا عباده من دون البشر، يتحدث "عيرا" عن ربه بقوله: "ما حدث لابينا إبراهيم، من مغادرته بلده، إلى البلد الموعد، كان بأمر الرب، الذي اراد تأكيدا على طاعةإبراهيم وقومه، قطع تلك القطعة من جسده، وعندما أوفى أبونا بذلك، وجمع القلف، وشم الرب رائحتها، قال لأبينا إنه سيتذكر دائما عبير رائحة القلف" ص33،  فما هي طبيعة هذا الرب الذي يفرح لرائحة الأجساد/"القلف" المحترقة؟، لهذا نجد "تمارا" تستعرب من هذا الرب: "إنه لا يجدر برب أن يجعل من رائحة أجساد جزء من مخلوقاته، عبيرا بخوريا زكيا" ص33.

ولم يقتصر هوس الرب بالمحروقات البشرية فقط، بل نجده يعاقب عبادة، ويعذبهم، لمجرد أنهم يختلطون بغيرهم من الناس، ويتزوجون منهم، تخبرنا "تمارا" ما اصاب زوجها "عير" قائلة: "بدأ زوجي يعاني، يعرف الرب كيف يصل لعبيده، ولا يتأخر، ..ضرب عير بالضنى، والحمى، والبرداء، والتهاب مصحوبا بجفاف، ثم الصدأ، والذبول، لم يشأ الرب الانتظار، لم يرغب بتذوقي عسل زوجي، وتذوقه عسلي، لأكون له نعمة، ويكون لي رضا" ص65، يبدو ان طبيعة هذا الرب  بشري أكثر منه إلهي، لهذا ينتقم بتسرع من عباده، ولا يعطيهم فرصة ليصلحوا ما اقترفوه من (أخطاء).

وبما أنه إله أوجد مجموعة (مختارة) من الناس ليكون عبادا له من دون الناس، فقد وضع جاجز بينه وبين من هم خارج تلك الجماعة (المختارة): "... ولكن صحة عير تراجعت فجأة، رغم أنني كررت تقديم الجديان للرب، الذي، لسبب ما لم يتقبل تقدماتنا التي قدمتها باسم عير لعله يعتقد أنها تقدمتي أنا، التي لم يعترف بها بعد أنها من شعبه، وإنما من أولئك الأغيار" ص73، وهذا يشير أنه ان إله عنصري، لا يتعرف ببقيه خلقه، فهو يخص فئه محددة من الناس عن غيرعم، والبقية وهي الغالبية  يتركها ويتجاهلها تماما، فإي رب هذا الذي يتعامل مع البشر بهذه الطريقة؟.

من المفترض أن يكون الرب رحيم على عباده، خاصة بعد أن يعترفوا بخطئهم، وبما اقترفت أيدهم، لكن "يهوه" يرفض هذا الإعتراف، ويبقي  غضبه متقدا: ".هل يمكن للرب الغيور المنتقم أن يغير رأيه؟ لقد أرانا قدرته، ووصلنا تحذيره، ولم يعد هناك أي داع ليفرقني عن زوجي حبيبي" ص75.

يهوذا

من هنا سنجد قسوة الرب تنعكس على عباده، فهم يتصفون بصفات ربهم، ويتماثلون معه، "يهوذا" يتماثل مع "يهوه" على الأرض، فهو يقتل ولا يرحم: "...فرفع والدي حجرا ضخما، ورماه على جواد الملك، فقتله وجواده،...وقتل والدي أيضا وأيضا ملكا كنعانيا وهو يمتطي جواده، وشتت جنده في الأنحاء" ص45،  هذا ما قاله "عير" عن والده "يهوذا"، فهو يعترف بأنه قاتل ولا يرحم، لكن هناك صورة أخرى له عند الكنعانيين/الفينيقيين، يحدث أحد الفتية عن "يهوذا بقوله: "يهوذا قاتل ومجرم، وسارق أرض، توسع وقومه على حساب أرضنا، بالاحتيال على ناسنا الفلاحين الطيبين، الذين لم يخبروا شرا مثل شرور يهوذا وقومه، الذين تمسكنوا حتى تمكنواـ زعندما لم يفد التمسكن، قتلوا، وحرقوا، ومثلوا بالجثث، ولا أجد داعيا لتذكيركم  بالمذابح التي ترتكبها عدونا" ص54.

 هذا على صعيد السلوك والفعل، لكن عقلية "يهوذا" هي من تعطيه المبرر للقيام بمثل هذه الجرائم والشرور بحق الآخرين، فكيف يفكر "يهوذا"؟، وما هي الاسس التي يعتمدها ف تفكيرهن يخبرها عن شيء عن هذا التفكير بقوله: "...بأن عرق الكنعانيين، كان منحرفا، مغضوبا عليه من الرب، يمدون العالم، بمعظم أغبيائة، ويظهرون غير ما يبطنون" ص103، بهذه العقلة التي يفكر بها "يهوذا، تجعله شخص عنصري بامتياز، وله قول يؤكد هذه العنصرية: "يأكلها التمساح، ولا يأخذها الفلاح" ص172، وهذا ما يجعل التعامل مع هكذا  عقلية مسألة مستحيلة، فهناك تكامل بين التفكير المتخلف العنصري وبن السوك الإجرامي.

الكنعاني/الفينيقي

في المقابل نجد سماحة الكنعاني/الفينيقي وتحضره في التعامل مع الآخرين، بصرف النظر عن دينعم ومعتقدهم، تحدثنا "تمارا" عن والدها: "لم يجد والدي أي مانع ديني بارتباطي بعير، رغم خشيته من موانع اجتماعية، ..بدا سعيدا بسعادتي المقبلة، قال لي وكأنه  يطمئن نفسه: يهوذا اصبح وكأنه واحد منا، وسيكون لي اخا" ص53، وهذا الفرق بين العقلية المجتمع المدني المتحضر، وعقلية القبيلة/العشيرة.

وهناك  عقلية منفتحة حتى مع التعامل مع العدو المتخلف/العنصرين تخبرنا "تمارا" عن رؤية والدها للتعامل مع الأغيار/الدخلاء: "..علينا أن نؤنسن  العدو، حتى نفهمه ، نغلبه، ولا تكون الغلبة بتوتير السهام، وإنما بما يمكن أن نقدمه في ثراء عقول الناس" ص55، بهذه العقلية الاجتماعية استطاع الكنعاني/الفينيقي أن يصل إلى شمال افريقيا وجنوب أوروبا ويقيم مدن وموانئ ومحطات له، وأصبح وجوده في  شمال وجنوب وعرب البحر المتوسط، الذي سمه  باسمه البحرالفينيقي/السوري.

ولم تقتصر ميزات الكنعاني/الفينيقي على الفكر والتهامل الاجتماعي، بل طال أيضا العمل الإنتاجي، الذي نهنمد عليه حياة الناس:

"جد الزيتون في شهرين

وأرمي الحب في شهرين

ومدد رجليك شهرين وكأنهما يومين

واجمع الكنان في شهر

واحصد الشعير في شهر

 واقطف العنب في شهر

وخزن شهدك في شهرين

 واجن فاكهة صيفك في شهرين" ص229، وهذا ما جعل المجتمع الكنعاني/الفينيقي مجتمع منسجم بين ما يفكر به ويقوله ويفعله، وبين طبيعة الانتاج الذي يقوم بانتاجه، فهو مجتمع مدني، حضاري، منتج، مرفه، يحسن العمل والتفكير والسلوك، ويعرف كيف يستريح.

بهذه الفروقات بين "عشتار ويهوه"، وبين والد "تمارا ويهوذا" يمكننا أن نجد الهوة الحضارية والثقافية التي تميز الكنعاني/الفينيقي عن الإسرائيلي، فالأول يفكر ويتعامل ويتصرف بطريق مدنية اجتماعية، ويعمل بالأرض لينتج غذائه وما يحتاجه، والثاني يفكر بطريقة العشيرة المقدسة، ويتصرف على أن المختار من قبل الرب يهوه، وله أن يكون فوق الآخرين لمجرد أنه يعبد هذا الإله الذي يفرق بين خلقه. 

-الرواية من منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت لبنان، الطبعة الاولى 2021

#صبجي_فحماوي

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمّان

السبت، 4 ديسمبر 2021

شتمت إله إسرائيل/ Michael Kumsiman


ما لا يدركه البعض، أن منع الرواية، بحجج دينية، يعني التحريض على الروائي. منع الإنجيل المنحول لزانية المعبد في الأردن، بتوصية أو تحريض من رؤساء الكنائس، استتبعه رسائل تصلني تقطر جهلًا وبذاءة، باسم الدين، بما لا يشرّف أي دين.

لم أكن أرغب أبدا الإشارة للبذاءات والجهالات من الفخورين بها، رغم إنّهم لا يجرؤون إدراجها في التعليقات العلنية والمتاحة، وإنما، بخجل، يرسلونها على البريد الخاص. لكنّها استمرت، وأخرها هذه الرسالة من صاحب حساب على الفيس بوك باسم  Michael Kumsiman:

"بقانون السلطة الفلسطينية يجب محاكمتك بالشتم الذات الإلهية إله إسرائيل. وسيتم الرد على كتابك الجاهل هذا ردًا أكاديميًا، وتبين إله القران الله إله القمر، إنّه هو الشيطان متعطش للدماء بالدليل والبرهان".

الغريب أن حسابه ينضح بالتحريض على دين معين، مما يضعف مصداقيته، وحديثه عن القوانين، والردود الأكاديمية. أحتفظ دائمًا، وبصرامةٍ علمية، بمسافةٍ واحدةٍ من كل الأديان، سواء صنفت سماوية أو وضعية، ولا دخل لي، بأية مهاترات بين أتباعها، كالتي يروج لها كاتب هذه الرسالة، خصوصا في هذه الأيام المجيدة التي احتفل فيها مع الأحفاد السمر الميامين كما في الصورة.

إنّه يتحدث عن عمل روائي، من المؤكد أنه لم يقرأه، وإنما سمع عنه بفعل المنع والتحريض.

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#منع_في_عمّان

 

الأحد، 21 نوفمبر 2021

الشهيدة هنريت..تمار جديدة..!


 


بالحكم على والد هنريت قرا، وإدانته بطعنها حتى الموت قبل ثلاث أو أربع سنوات، لعلاقتها بشاب من غير دينها، يسدل الستار على ذكر واحدة من شهيدات الحب في فلسطين، ولا يتوقع أن يتذكرها، في مقبل الأيّام، أحد. فطالبة الثانوية العامة، التي طعنت بعد تخرجها، لم تعش لتدرك تعقيدات القبائل في فلسطين، اعتقدت أن الحب يمكن أن يكون طوق نجاة. لن يكون لها بواكي، ولا فصائل تتبناها، وتصدر بيانات، وملصقات باسمها.

لم يكن والد هنريت، مجرمًا، بل أن من عرفه أسبغ عليه صفات الطيبة، ولكنّه كان سجينًا لنسخته من الدين، التي تحولت إلى هوية وحيدة أو كادت.

من خلال أي قراءة سريعة لرسائل بولس الرسول، لن نجد أي مانع من زواج مسيحية من غير دينها، وفي الدين الإسلامي، سنعثر على تأويلات تسمح بزواج المسلمة من غير المسلم.

المسألة ليست لها علاقة بالدين فقط، الطوائف في فلسطين، هي تشكيلات قبلية، حتى سنوات قريبة كانت تحرم الزواج فيما بينها. المجتمع الفلسطيني يقبل أن تتزوج مسلمة أو مسيحية من أجنبي من غير دينها، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالرجال. المشكلة إذا كان الشريك أو الشريكة من فلسطين.

ليست الشهيدة هنريت، إلَّا تمار جديدة في رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد، التي واجهت، قبل ثلاثة آلاف عام غضب السماء والأرض لأنّها، وهي الكنعانية، تزوجت إسرائيليّ.

كيف يمكن لشخص عادي، غير متطرف، مثل والد هنريت، ارتكاب جريمة قتل فلذة كبده؟

ما الذي يجعل مسلسل قتل النساء يستمر منذ ثلاثة آلاف عام؟

أي ذنب يمكن أن ترتكبه ابنة الثانوية العام، لتعدم؟ وفي قوانين أي مجتمع، أو أي دين؟

ربّما لو منحها قليلًا من شهور، لغيرت رأيها، ولكنّه، قرر بولاء القبيلة، التي اعتقد أنه لن يستطع فتح عينيه أمامها، إعدامها. لكنّه استمر في إغلاق عينيه بعد الإعدام، وظهر في المحكمة يغطي، ليس فقط العينين، ولكن الوجه كاملًا بقميصه.

والد هنريت، مثل معظم رجال فلسطين، ونسائها عام 2021م، أحادي الهوية، التي ترسخت أكثر مع الصحوة-الردة الوهابية. من المؤسف أن من يمكن أن يضطلعوا بالأدوار الثورية، كطلبة الجامعات، ليسوا، في أفكارهم، أقل تخلفًا من مجتمعهم.

قد يكون لافتًا أن والد هنريت ينتمي للمجموعة المسيحية، التي تعيش في الأراضي المحتلة عام 1948، وهي الأكثر نموًا في الشرق الأوسط، من حيث العدد، والتعليم، والثقافة، ومستوى دخل الفرد.

أسعد دائمًا بأصدقاء، وصديقات، انتصروا لأنفسهم، ولأبنائهم وبناتهم، ونجوا من الأُحاديات القاتلة، بقدري مقتي لمعارف كثر، تغطيهم قشور المدنية، ولا أعرف كيف يمكن لواحدهم، عندما ينظر في المرآة أن يحترم نفسه، وهو يفرز الناس، نسبة لأديانهم، وقبائلهم.

لا جديد في الشرق، الذي لن يتزحزح.

#هنريت_قرا

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

السبت، 20 نوفمبر 2021

نبش في حقول المسكوت/بهاء رحّال


 


رواية على قدر كبير من الجمال، والنبش في حقول المسكوت عنه في التاريخ، والدخول إلى عوالم النفس البشرية، وفيها معنى ومغزى ولها هوية المكان والزمان، غير أنها تأتي في وقت لا يزال الواقع العربي لا يحتمل هذا التجديف، لأنه منذ البداية لم يقر بغير ما يمجد وما يبجل حضوره النبيل ككائن مختلف، أو هكذا يظن، في طور محاولات عملية البقاء الهش، طالما أخذ لنفسه هذه المكانة في الجهل، فلا يعول على من قام بمنع الرواية، ويعول على قلم مسكون بالبحث والكتابة والتجديف في العمق. عمق الحقيقة وعمق الزمان، وهذا يأسر القارئ ويحاصر المانع ويمنح الرواية قيمة وقوة في الحضور.

كعادته في كل مرّة، يغرف من زاوية جديدة مختلفة عن السابق ليسلط الضوء على حكاية، وكأنه يريد أن يقول أن بلاد الشرق مليئة بالأساطير وهي كذلك، ومليئة بالخلافات والاختلافات الضاربة في القدم، وليست حديثة العهد، لكنها متجددة تحت راية الإلهة. فرب ابرام يختلف عن رب كنعان، ورب العشيرة غير رب القبيلة ورب العائلة مختلف عن رب الأسرة، ولكل الأرباب آلهة، والآلهة التي تغضب تنتقم من عبادها أشد انتقام، وأن الخطر كان في حُسن وجمال بنات كنعان على سلالة ابرام النبي الذي أنجب من نسله عشرات الأنبياء، ولم يفلح في درء خطر الكنعانيات الفارهات طولًا وجمالًا ودلالًا. وفي تصوير مهم نجد في الفصول الأولى علاقة يهوذا الذي أحب الكنعانية وتزوجها فوقع عليه غضب القبيلة، وعوقب بالنفي عن المدينة المقدسة، وعاش حياة قاسية سببها غضب الرب، وتبعه بعد ذلك ابنه البكر "عير" الذي أحب تمار الكنعانية وتزوجها، فتبع قلبه وحبه وقرر أن يعاند إرادة الرب، وقبل أن ينجب منها مرض، وعندما قدم قربانه للإله لعله يرضى ويشفى، اشتد عليه الوجع والحمى والسهر ثم مات، في شارة أنه لم يرضَ وكانت خطيئته التي لم يفعل غيرها زواجه من تمار الكنعانية.

ماذا فعلت يا أسامة؟ وأنت تعلم أن البشر يكرهون تلك المرايا التي تكشف لوثاتهم وتكشف ضلالات اعتقادهم القائم على تفسيرات خاطئة. يكرهون كل ذلك وأكثر ويتشدقون بأنهم الأخيار بلا منازل. أعرف أنك لم تشأ منازلة أحد، غير أنك كشفت بعض المستور وبعض الممنوع وبعض المختلف عليه.

#بهاء_رحّال

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

الاثنين، 15 نوفمبر 2021

مدد رجليك شهرين/ماجدة صبحي


"جِدّ الزيتون في شهرين

وارمي الحَبّ في شهرين

ومدّد رجليك شهرين وكأنهما يومين

واجمع الكتّان في شهر

واقطف العنب في شهرين

وخزّن شهدك في شهرين

واجنِ فاكهة صيفك في شهرين"

* انشودة كنعانية كان يعلقها الكنعانيون في منازلهم كزينة وتبرك وكتقويم

#اقتباس من رواية {الإنجيل المنحول لزانية المعبد} للكاتب أسامة العيسة، والتي منعت وتم حظرها في معرض عمان الدولي لهذا العام.

#ماجدة_صبحي

#يبوسية_فلاحة

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان