أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 8 أكتوبر 2021

سيرة فدائي من زماننا


بينما كان الأسير محمد الطوس (65 عاما)، يدخل عامه السابع والثلاثين، خلف قضبان سجون الاحتلال، غصت قاعة مسرح مؤسسة الرئيس بوتين، في بيت لحم، بمحبي الطوس، لإطلاق كتاب سيرته الذاتية (عين الجبل) الصادر عن نادي الأسير.
في الواقع، أن الطوس يدخل عامه الأربعين في السجون، فهو قبل اعتقاله الأخير المستمر منذ 37 عاما، أمضى في اعتقالات سابقة نحو 3 سنوات، في زنازين التحقيق، وغرف الاعتقال.
يروي الطوس، الذي يعتبر ثالث أقدم أسير في سجون الاحتلال، في مذكراته، قصة مجموعة جبل الخليل، التي نفذت عدة عمليات فدائية، على وقع أحداث سياسية شهدتها فلسطين، قبل الانتفاضة الكبرى. حاصر الاحتلال المجموعة، وأصيب الطوس بأكثر من عشرين رصاصة، بينما استشهد جميع رفاقه: محمد حسن سعيد، ومحمد عدوان، ومحمود النجار، وعلى خلايلة.
اعتقل الطوس، الذي حمل الاسم الحركي (النسر) والشعبي (الدراجة الهوائية) في عام 1985م، تاركا خلفه زوجة، وثلاثة أبناء، وصدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة، في محكمة عسكرية احتلالية، أعلن الطوس، أنه لا يعترف بها.
رفضت سلطات الاحتلال، الإفراج عن الطوس المنحدر من قرية الجبعة، جنوب بيت لحم، ضمن صفقات تبادل الأسرى، أو دفعات الرئيس أبو مازن، ما أثر على زوجته التي كانت تنتظر الإفراج عنه، فأصيبت بجلطة دماغية، توفيت على أثرها في عام 2015م، بعد عام من تنكر الاحتلال، لما اتفق عليه.
يهدي الطوس، سيرته إلى: "روح زوجتي الغالية أم شادي"، إضافة إلى أبنائه، وأرواح الشهداء، وزملائه الأسرى، والى الشعب الفلسطيني العظيم.
وخلال اعتقاله، فقد الطوس، الذي يطلق عليه لقب (حارس التنظيم) أيضا والده، وشقيقه، ولكن ذلك، لم ينل من صبره، وعزيمته، كما يؤكد في مذكراته.
يقول عدد من الأسرى المحررين، إن الطوس، وهو واحد من 25 أسيرا، اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو، أن رفيقهم الذي لم تتح له الفرصة ليمارس دور الأبوة داخل أسرته، بسبب اعتقاله، مارس دوره الأبوي، وكان المربي، والمستمع، والمعلم لآلاف من الأشبال، ويشكل الآن مرجعية تنظيمية ونضالية داخل سجون الاحتلال، للتنظيمات الفلسطينية كافة، مشكلا قاسما مشتركا للجميع.
اعتبر عبد الله الزغاري، الذي أدار حفل إطلاق مذكرات الأسير الأسطورة الطوس، أن تكريم الأخير، هو تكريم لأبناء شعبنا من الشهداء والأسرى والجرحى.
ووصف عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الطوس، بأنه الشهيد الحي، الذي نجا من الموت، ليسطر أسطورة صمود، وكفاح، ما زالت مستمرة حتى الآن.
وقال: إن الطوس بدأ حياته فدائيا مكافحا مناضلا، من أجل فلسطين، يعاني في السجن، وكل يوم بعشرات السنوات من المعاناة.
وقال محافظ بيت لحم، كامل حميد، إن ىالطوس نموذج وطني حي، نقدمه لأبناء شعبنا، مضيفا: "هذه هي حركة فتح، وهذا هو شعبنا الصامد، الذي لن يتخلى عن أسراه".
ووصف قدورة فارس، رئيس نادي الأسير، الطوس، بالجبل الصامد، الذي قرر وضع تجربته للأجيال، داعيا كل أسير، لكتابة تجربته، لأهمية ذلك وطنيا، وتربويا، وتوثيقيا، وتاريخيا.
https://www.blogger.com/blog/post/edit/7384745885661115529/1252240474365855428

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق