أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 28 أكتوبر 2021

ما يشبه رواية منتصرين..!


لدي ضعف تجاه ما يكتبه إيلان بابيه، على الأقل لسببين، أحدهما إقرار بمكانته العلمية ومنهجه البحثي والذي تجسّد في كتابه العمدة عن التطهير العرقي في فلسطين، ويعود الفضل له، في إدخال مصطلح التطهير العرقي، وتبنيه من قبل أعداد فلسطينية متزايدة، في وصف ما حدث في تلك النكبة، التي تلتها نكبات.

الثاني، هو موقف بابيه الأخلاقي الضميري الثابت تجاه قضية شعبنا.

في كتابه الجديد، عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت في حزيران 1967، يقدم ما يشبه تاريخ منتصرين، اعتمادًا على الوثائق الإسرائيلية، وأهمها محاضر اجتماعات حكومات الاحتلال.

العنوان الفرعي للكتاب: سردية جديدة لتاريخ الأراضي المحتلّة. أية سردية يقصد بابيه؟ نحن أمام تغييب لرواية النّاس الذين عانوا وما زالوا من الاحتلال.

بابيه يدرك ذلك، مبررًا بأن الفلسطينيين لم يكتبوا: "كتبًا ومقالات عن الأيَّام الأولى للاحتلال". هذا تقرير غريب من باحث مطلع، قد نتفق على سوية ومهنية وشمولية وانتقائية ما تضمنته كتب السيرة الفلسطينية، والصحف الفلسطينية الخاضعة للرقابة العسكرية، وبيانات الأحزاب، وصحفها السرية، والرسائل الشخصية، والشهادات، والأعمال الأدبية، والأبحاث وغيرها، ولكن من الصعب القول إنّها غير موجودة، ماذا عن كتب إسرائيلية مهمة ككتب المحامية فليتسيا لانغر؟ ماذا عن العمل الميداني الذي كان على المؤلف الاضطلاع به لجمع الشهادات، وزيارة الأماكن.

تَغيب روايتنا في كتاب صديقنا بابيه، تُغيب رواية من قالوا مبكرًا لا للاحتلال، من تظاهروا وانتفضوا من أجل الأقصى، وضد كامب دافيد، ومشاريع تصفوية أخرى، حتى اندلاع الانتفاضة الأولى.

كتاب بابيه، في أحسن الأحوال، سردية مبتسرة بعيون الجنرالات المنتصرين، تتجاهل الشهادات المحلية الفلسطينية، كالتهجير من حارة اليهود، وحارة المغاربة، وقرى اللطرون، وتدمير بيوت قلقيلية ولجوء ناسها إلى نابلس، والتطهير العرقي الذي لم يحظ بشهرة، في القرى الفلسطينية وسط ما سيصبح تجمع غوش عتصيون الاستيطاني.

هذا الكتاب لا يرتقي إلى مستوى باحث بقيمة بابيه، وهو يشبه كتابه عن الفلسطينيين في المناطق التي احتلت عام 1948، الذي لم يكن بالمستوى المناسب.

تكفي المقارنة بينه وبين اثنين من زملائه الإسرائيليين، قرأت لهما أخر ما أصدراه؛ هليل كوهين عن أحداث البراق، وداني روبنشتاين عن الشهيد عبد القادر الحسيني. لنرى تراجع منهجية بابيه.

في كتاب بابيه، نظهر، نحن من ولدنا وصمدنا على هذه الأرض وما زلنا، كمفعول بنا، وهذا غير صحيح.

#أكبر_سجن_على_الأرض

#إيلان_بابيه

#فليتسيا_لانغر

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق