وقف محمد
غياظة مدير آثار بيت لحم، أمام قبر في السوق القديم وسط مدينة بيت لحم، كُشف عنه
حديثا، خلال أعمال الترميم والتوسعة التي يخضع لها السوق.
ووصف غياظة،
اكتشاف القبر الذي يعود إلى الفترة الرومانية-البيزنطية.، بانه في غاية الأهمية، لأنه
يساعد في القاء الضوء على واقع مدينة بيت لحم، خصوصا خلال الفترة البيزنطية.
وقال غياظة
لمراسلنا: "تابعنا في عامي 1998-1999، عملية تأهيل جزئي جرت للسوق القديمة بجزئيها
السفلي العلوي، ضمن مشروع بيت لحم ألفين، وتم في حينه اكتشاف نفق أثري يعود للفترة
الرومانية-البيزنيطة، وطلبنا من البلدية وضع أغطية مناهل على مدخلي النفق للحفاظ
عليه، ويقع النفق، في الجانب السفلي من السوق، المعروف باسم سوق الرابش".
وأضاف:
"خلال أعمال الترميم الحالية المنفذة من قبل مؤسسة انيرا، تم تزويدنا كدائرة آثار
بالمخططات، ونحن بدورنا زودناهم بمخطط النفق الأثري حتى لا يتم تخريبه أوّ هدمه،
والعمل على المحافظة عليه، وخلال العمل الواسع الذي يجري في السوق، نراقب ما يجري،
حيث يوجد لدينا موظف هو مهند عريقات الذي يتابع مع المقاولين في الموقع مجريات
العمل، حيث تم الكشف عن آبار لتجميع المياه كانت معروفة لدينا مسبقا".
وكان غياظة،
ورفاقه، على موعد مع مفاجأة كما يقول: "اتصل بنا المهندس محمد أبو رجب مسؤول أنيرا
في بيت لحم، وأخبرنا بان العمل اقترب من النفق الأثري، فحضرت وشاهدت مقطعا يؤشر إلى
وجود معلم أثري، فطلبنا من العمال الكشف عنه، فتبين لنا انه قبر طوله نحو أربعة أمتار
وعرضه 2.15م، وارتفاعه متر ونصف، يعود إلى الفترة الرومانية-البيزنطية".
ويبدو شكل
القبر فريدا من نوعه، خصوصا بسقفه النصف برميلي، ولكن أصاب غياظة ورفاقه، خيبة
أمل، بعد ان تبين لهم بان غيرهم سبقهم إلى القبر.
قال غياظة:
"تبين لنا بأن القبر قد قُتح في الفترتين المملوكية والعثمانية، ولم نعثر
داخله إلا على كِسر فخارية، وزجاجية، وبعض العظام، إضافة إلى ثلاث قطع نقدية لم
يتم حتى الان تنظيفها، ويُرجح من خلال الشكل أن القبر إمّا أن يكون رومانيا أوّ
بيزنطيا".
وأضاف:
"لا شك ان هذا القبر كان خارج حدود المدينة، ويؤكد ان بيت لحم البيزنطية لم
تكن حدودها قد وصلت إلى هذا المكان، الذي كان على الأرجح منطقة مقابر وآبار تجميع
مياه لخدمة أهالي المدينة".
وردا على سؤال لمراسلنا قال غياظة: "قد يكون هناك
قبور أخرى في المنطقة، نحن نراقب عن كثب، خصوصا في القسم السفلي من السوق، أما
السوق العلوية، فنحن حفرناها في عامي 1998-1999، وعثرنا على مجموعة مباني تعود
للفترتين المملوكية والعثمانية".
وعن خطط وزارة
السياحة والآثار للحفاظ على القبر وغيره من مكتشفات، قال غياظة: "بالنسبة للنفق،
فقد حافظنا عليه، هناك جزء بسيط منه تضرر بشكل ضئيل بسبب عمل الآليات في الموقع،
وسنتعامل مع ذلك، ونعيده كما كان، وسنغطيه بشكل مناسب، أمّا فيما يتعلق بالقبر،
فعلمنا بانه سيكون خارج أعمال تأهيل السوق، وسنحافظ عليه، وبعد الانتهاء من
المشروع، سنضع اشارات دالة على النفق الأثري والقبر، مع نبذة عن تاريخ المنطقة
والاستيطان البشري فيها".
وانهى غياظة
حديثه بالتأكيد على أهمية القبر المكتشف، رغم اللقى الاثرية القليلة التي عُر
عليها داخله، خاصة لجهة فهم وضع بيت لحم في العصر البيزنطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق