أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 19 مارس 2015

جودة شهوان..من السجن للبرلمان..!!


يقدم المحامي جودة شهوان (1925-2015) مقتطفات من ذكرياته، في كتابه (ذكريات وشطحات)، كناشط سياسي يساري، خلال الحكم الأردني للضفة الغربية، وتعرضه للاعتقال في سجن الجفر الصحراوي، ونفيه إلى لبنان.
شهادة شهوان، مليئة بالمرارة، وهو الذي كان في فترة معينة رمزا وطنيا، ومرشحا على قائمة الجبهة الوطنية في خمسينات القرن الماضي، ولكن تم اعتقاله، وحال التزوير، كما يقول دون نجاحه،... رغم انه تم ابلاغه بنجاحه وهو في معتقل (البصّة) في بيت لحم بفوزه من قبل مسؤول المعتقل.
وشاع بين الناس آنذاك هتاف:
جودة شهوان..من السجن للبرلمان..!!
لدى شهوان، الذي يصف نفسه باليساري المستقل، نقمة كبيرة على الأحزاب اليسارية، التي يقول بانها تميز بين أعضائها والمستقلين من الأصدقاء مثله، رغم ما قدموه من تضحيات. وبينما تسعى من اجل مجتمع لا طبقي، فان قادتها صنعوا مجتمعا طبقيا في السجن.
يتطرق شهوان، في كتابه، إلى وضع الناس في فترة الحكم العثماني المتأخرة، نقلا عن كبار السن، والاحتلال البريطاني، والحكم المصري الذي شمل بيت لحم والخليل، ومناطق أخرى باعتبارها امتدادا لقطاع غزة، والحكم الأردني، والاحتلال الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية. وسيجد المرء فيما كتبه شهوان عن كل هذه الحقب، مرارة وخيبة أمل، وتضحيات، وقمع لا مثيل له.
هناك بعض ما أورده شهوان، مؤثر جدا، مثل قصة اعتقال المناضل إبراهيم يوسف من مخيم الدهيشة، والذي تولى شهوان الدفاع عنه، وهي مثال نموذجي، لاستغلال السلطة ضد مواطن، بشكل لا مثيل له.
شاب الكتاب، الذي دفع به شهوان للطبع قبل رحيله بفترة وجيزة، أخطاء في بعض المعلومات، والوقائع، ربما لانه لم يتسنى له العودة للأرشيف أو لمراجع. ومع ذلك هذا كتاب مهم، يستحق القراءة، خصوصا من قبل الطلبة، والصحافيين، ودارسي التاريخ، والمشتغلين بالسياسة، والمهتمين بالشأن العام.
*الصورة: جودة شهوان مع جدته لامه سنة 1926م
*الشكر للشاعر نادر دكرت لتوفيره نسخة من الكتاب.
مشاهدة المزيد

هناك تعليق واحد: